السمّاح عبد الله
شاعر
(Alsammah Abdollah)
الحوار المتمدن-العدد: 2108 - 2007 / 11 / 23 - 08:52
المحور:
الادب والفن
ألشجرُ الذي خبرتَه على الحواف
وانتظرتْ خرائبُ القلبِ الشفيفِ عامين
لكي يكون وارفا كما يجب
ها أنت ذا
يا أيها الخائبُ والبَلِيلُ
مازلتَ حتى بعد أن خبرتَه
مازلت حتى بعد أن أدركتَ أن عامين تسرّبا من راحتيك سهوًا وحرامًا
مازلت تعبر الطريقَ كل يومٍ في الرواحِ والغُدُوّ
خائبَ القلبِ
بليلَ العينِ
رائعا
كأن نفرا من الصحاب والعدُوّ
يحوّطون خطوك العاري الخفيف
ألصحابُ يزرعون الحَسَكَ المسمومَ في سِكّتك العرجاءِ
والعدوّ يصطادون طيرا أسودا ينعق مثل البوم
يطلقونه في وجهك الشفيفْ
تضحك آنةً
وآنةً
تُنَفّضُ الغبارَ عن كواهلك
تبحث في الذاكرةِ النسّاية
عن امرأة
من سنتين
جاءتك على مجاري الماءِ
عيناها حديقتا قرنفلٍ
ونهداها كجرسين غير صامتين
يوقظان حفنة الطيور في حديقةٍ وريفةٍ
وفي حديقةٍ خربانةٍ
سُرّتُها كأسٌ من الخمرِ
وساقاها عمودان من المرمرِ
جاءتك على مجاري الماء
تقّرتْ في قطعة الوقتِ
وفسحة المكان
استرقتْ من أغنياتك الجميلة
صوتَ أسلافك في حروبهم
وقصص الجدّاتِ في الأماسي
وطباشير التلاميذ
وعبّأت جيوبها بقصصٍ ذبيحة الخواتيمِ
وسافرت
ولم تترك سوى حَسَكٍ
وطيرٍ أسودٍ
ها أنت ذا تخطو
كأن رجلا سواك غير خائب القلبِ يمرّ
مصوّبًا عينيك في اتجاه شجر الحواف
وتمني قلبك الشفيفَ أن يظل في انتظاره
عاما
فعاما .
==========
السمّاح عبد الله
=========
#السمّاح_عبد_الله (هاشتاغ)
Alsammah_Abdollah#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟