أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - كتابة مقدسة أم حياة موازية!_ثرثرة














المزيد.....

كتابة مقدسة أم حياة موازية!_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2108 - 2007 / 11 / 23 - 08:57
المحور: الادب والفن
    



ثانية في البيت الجديد,تنفجر مادّة"الكتابة المقدسة" وتتحول إلى رموز غريبة,بالنسبة لي هي الأجمل بدون شكّ. يصيبني الإحباط بداية,جلد ذاتي وتبكيت ضمير. وأدخل في حلقة مفرغة ومتكررة لسيناريو الخيبة...لو أنني فعلت و,لو أنني لم...,لو كانت الصدفة مختلفة....سيناريو الخيبة وحيد ومشترك كنموذج,وفردي وفريد في نكهته ومراراته.
.
.
في لحظة تنصهر الأحلام والخيبة والمجهول,في مزيج من الخدر والغياب.
_نقل مركز الاهتمام أو تغيير المنظور,يحدث بالتدريج,ومرات انفجارات بلا توقع أو انتظار, تقلب المظهر والمحتوى,كما يحدث في حلم.
....أليست الكتابة في أعمق تعبيراتها مرافعة ذاتية,ولو بصيغ مواربة,لاستحقاق الحبّ أو الغفران أو البطولة!
_ماذا عن التسلية واللهو؟
...في الجوانب العميقة للنفس,أم استجابة لحوافز العالم الخارجي ومغرياته الكثيرة!؟

مثل الجميع,في أحد وجوه القراءة أشبع رغبة التلصّص على حياة آخرين,أطالبهم بكشف جوانب الضعف لديهم_ وما نشترك في رغبة كبته وحجبه_ إن كانوا من الغرباء ولا تربطني بهم صلات مباشرة وشخصية, والعكس كلما اقتربوا في علاقات العواطف والدم والمعتقد,أريدهم أن يكثروا من المجازات والتورية.....خدع الكتابة!
*
ما أزال في طور الارتدادات المتعاقبة,في الفكر وفي الموقف الجمالي والأخلاقي, رغبة قهرية في التعرّي والاعتراف تعاكسها رغبة عالية في اللعب والترميز.
في مرات نادرة,وصلت المكان الذي يرى منه,البطل والضحيّة في وجه العملة الواحد.
حياتنا معتمة,
الحاضر أكثره مظلم,ونزيد عليه في الخداع والرياء. الزحف بقطعان هائلة خلف بقعة ضوء,نعرف بعد فوات الأوان,أنها انعكاس عابر,على سطوح حياتنا الفارغة.
_عدت إلى التنظير والوعظ,هل هو خرف مبكّر!
....تراتبيات ومراتب,تفرضها القوة بأكثر صيغها بدائية,...أجل من الماء إلى الماء. من بيت بسنادا إلى آخر البيوت...صراع جماجم وهياكل عظمية تحت قشور الصوت والكتابة.
.
.
من يستطيع أن يحتمل قراءة,ما يفوق مقدرته على الفهم,خصوصا إن كان الكاتب في مرتبة أدنى(بين قوسين).....!
_في عبارة"من يتراجع أولا هو الأكثر ذكاء" أكثر من تبرير للخوف والانسحاب.
+كثيرا ما صببت حقدي وغضبي,على من تعلّمت منهم, صحيح انتبهت بعد زمن وتجارب مؤلمة ومفجعة....ونسيت أن في الحياة كلمة شكرا,وكلمة أعتذر.
*
قبل ساعات من موت أبي بالذبحة القلبية في مشفى جبلة,جرت بيننا المحادثة:
_أنت رجل مؤمن,حاول أن تسترخي هذا اليوم,...تتذكّر...تحلم....تصلّي...فقط لو تتوقّف عن الحركة لساعات,وبعدها تتجاوز الأزمة...
+يا ابني"تخرّبت يدي",انقطع الدم عنها....وبقية الكلام الملفوظ مع الحشرجة.
.
.
قبل وصول النهار التالي مات,وخسر جسده وروحه,ولازمتني حالته الأخيرة, كيف ترّكز تفكيره واهتمامه,على الجزئي والذي سيفقده آليا,مع نهاية حياته.
.
.
توجد جملة لصديقي الشاعر محمد الحموي,استوقفتني طويلا:
رجل لا يدخّن,ولا يسكر...
ويعيش مقولة"درهم وقاية خير من قنطار علاج"
...صدمته سيارة عابرة,ومات.
.
.
أفكّر بتفكّك الشخصية,هي على خلاف الحلّ أو"الحلول بالتجزئة" وإستراتيجية" الخطوة_خطوة", بل تعاكسها على الغالب.
*
طويلا بقيت سجين وهم"الكتابة المقدّسة"....الكتابة المصفّاة,التقاط الجواهر والدرر, والإعراض عن اليوميّات التافهة. أنظر الآن بعطف وشفقة,إلى حالتي تلك والكتابات الشبيهة. تضخيم الجانب البطولي وعزله,عن شرطه الإنساني والفكري.الشعارات والوعظ ودعاة الخير والمحبّة و.....,غفلة أم خداع!
موقف التقديس ورؤاه ومشهده,يدور في ثنائية فقيرة, قطب العظيم ويقابله التافه والجدير بالازدراء. في تنويعة هزيلة سقفها المنطق الثنائي.
بقليل من التفكير ندرك,أن القطب الآخر غير المقدّس هو مجمل حياتنا...ويشمل أكثرية حياة سوانا كذلك.
_ أنت تروّج لشيوعيّة الفقر في الأدب والفكر.
....كل قراءة إساءة قراءة. عبارة تسقف الكتابة المقدّسة.
.
.
في إحدى قصص تشيخوف يختتم المشهد بالمقطع البسيط:
يقترب شخص من ثنائي,امرأة ورجل يلهوان على الطريق:
_ هل أنتما ملاكان؟
+ نحن من كيفورسك.
*
ماذا لو نجحت في استعادة النصّ الأصلي"الكتابة المقدّسة"؟
ربما كنت لأمحوه بلا تردد,أو أحتفي وأحتفل,أو....
_لماذا التعلّق بالخلف والسلف والوراء والسحري والغيبي,والزهد بالملموس والمتحقّق!
الثقب الأسود في الوعي والإدراك.
.
.
ثم حدثت المفاجأة/ المعجزة,أقلّه بالنسبة لي:
بالصدفة جاء نضال وبمساعدته,نجحنا معا في استعادة نصّ الكتابة المقدسة!
فرحة غامرة تلتها خيبة مريرة,
ماذا بعد هذا التهافت والخفّة....
كانت فكرة الكتابة المقدسة,سخرية من الترفع والتعالي في الكتابة, على حياتنا الفعلية كما نحياها في اليوم والساعة كما في الحدث والسلوك,واستبدال ذلك بأفكار وقضايا"ثانوية وقليلة الأهمية" بالنسبة للجميع,وعبر تواطؤ مشترك من الصعب..... احترامه(فشلت في الثور على لفظة ملائمة).
.
.
أنا لا افهم نفسي,ولا أعرف ماذا أريد,ولا ما هي مصلحتي الجوهرية وكيف تكون وأين توجد....بنفس الوقت أحمل آراء قاطعة وثابتة, في قضايا كثيرة لم أختبرها وليس بمقدوري ذلك.
مع تجربة فقد مادّة ثم استرجاعها صدفة,اتضّح لي وفهمت بالملموس,أن ذاكرتي وحتى القريبة منها,تختلف تماما عما حدث فعلا,والاختلاف كبير ومفارق.
.
.
أظنني الآن أدرك بعدا جديدا في عبارة فرويد اليائسة:
سيبقى الواقعي مفقودا إلى الأبد.
لتحفر تحت معتقداتنا الجافّة,عدما أكثر رحمة واحتراما للنفس والآخر.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق إلى بسنادا_ثرثرة
- آخر أيام شريتح_ثرثرة
- الأهل أيضا لهم فوائد_ثرثرة
- موقف المغلوب على أمره_ثرثرة
- في التفاصيل يسكن الشيطان والمعرفة والحب..._ثرثرة
- الهمس بصوت مسموع_ثرثرة
- سراب المعنى_ثرثرة
- رحلة قصيرة بالفعل_ثرثرة
- خريف يتباطئ_ثرثرة
- وجوه وأقنعة_ثرثرة
- مجزرة كتب وزجاج_ثرثرة
- ليلة الأمس_ثرثرة
- صيف ثاني_ثرثرة
- المصنّف...لكلّ كتابه الأول_ثرثرة
- بعد نهار لعين في اللاذقية_ثرثرة
- ما اسهل أن يكون المرء شاعرا_ثرثرة
- في سفينة زكريا_ثرثرة
- دعوة إلى مهرجان لودليف الشعري_ثرثرة
- بعد العيد
- باب الحارة يخاطب الحاجات القاهرة,وينجح_ثرثرة


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - كتابة مقدسة أم حياة موازية!_ثرثرة