|
وهم »الاعتدال«.. الإخوان المسلمون نموذجاً
سعيد الحمد
الحوار المتمدن-العدد: 2105 - 2007 / 11 / 20 - 10:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
سؤال الاعتدال لا يعني أننا نُنكره بقدر ما نبحث عنه، فلا يكفي أن نسمع وأن نقرأ عن الاعتدال، بل المطلوب اختبار هذا »الاعتدال« في الواقع المعاش، والبحث عنه في السيرة والمسيرة ومن خلال المواقف المختلفة. وفي الحالة الاسلامية اليوم يبرز الاخوان المسلمون بوصفهم التنظيم الاسلامي السياسي الأقدم، المحكوم من قبل التنظيم الدولي للاخوان.. هذا التنظيم قد مضى على تأسيسه (٩٧) عاماً، وأثبتت اختبارات كل التجارب والوقائع خلال الثمانية عقود التي عاشها هذا التنظيم، ونشط فيها، أنه أبعد ما يكون عن منطق ومنطقة »الاعتدال«، علماً بأنه من اكثر التنظيمات الاسلامية السياسية استخداماً واستثماراً، وان شئنا استغلالاً، ليافطة »الاعتدال« التي يروجها عن نفسه، بينما الحقائق تقول العكس، وتثبت بالارقام وبالادلة والبراهين التي لا تقبل الشك أن »الاعتدال« لم يكن جزءاً من تاريخه. فعدا عن الاغتيالات التي قام بها »التنظيم السري« داخل الجماعة تحت قيادة عبدالرحمن السندي.. وعدا عن اغتيال النقراشي باشا وزير الداخلية المصري في أزمة .٨٤٩١. فإن التنظيم وبشهادة علي عشماوي آخر قادة »التنظيم السري«، يعترف ويروي في كتابه »التاريخ السري لجماعة الاخوان المسلمين« أن الجماعة في منتصف الستينات، كانت ترتب للقيام بانقلاب دموي ضد عبدالناصر، فيقول »حضرت اجتماعاً خاصاً بترتيب خطة المواجهة مع الحكومة التي تتلخص في اغتيال كبار الشخصيات، وتخريب بعض المنشآت التي يمكن أن تساعد في إحداث خلل وارتباك في الدولة« صفحة .٤١١. ويضيف في نفس الصفحة »من الشخصيات التي كانت عرضة للاغتيال عبدالناصر، والمشير عامر، وزكريا محيي الدين، وتدمير مبنى الاذاعة والتلفزيون ومحطات الكهرباء، وهدم القناطر الخيرية«. ومعروف أن هذه »المؤامرة الانقلابية« فشلت وانتهت عام .٥٦٩١. لكن الجماعة »الاخوان المسلمون« يتواطأون مع صالح سرية الفلسطيني العراقي الجنسية عام ٤٧٩١ عندما قام بمحاولة انقلاب فاشلة ودموية، حيث قتل ونحر حراس الكلية العسكرية الفنية في مشهد ددموي مروع، حتى تصدت له القوات المسلحة المصرية، وأفشلت محاولته، وكانت المفاجأة عندما اعترف الرجل »وهو عضو في تنظيم الاخوان الفلسطيني«، بأن زينب الغزالي ابرز قيادات اخوان مصر، كانت على علم بتفاصيل المحاولة الانقلابية ضد نظام الرئيس السادات، وأنها بوصفها وبموقعها القيادي الكبير، لم تعترض على الانقلاب الأمر الذي شجع صالح سرية للمضي في محاولته حتى أدركه الفشل فتنكر الاخوان المسلمون له، وأنكرت الغزالي معرفتها به، وبتفاصيل انقلابه في التحقيقات التي جرت معها. هكذا الفكر الانقلابي الدموي في تاريخ سيرة ومسيرة الاخوان هو الذي دفعنا، وسيظل يدفعنا الى طرح السؤال عن حقيقة »الاعتدال« الذي ترفعه الجماعة شعاراً، ونبحث عنه في واقع ممارساتها ومسلكياتها، ومواقفها السياسية والاجتماعية العامة. ولعلنا نتساءل ونسأل كيف يكون الاعتدال صفة وعنواناً لتنظيم يُقسم أعضاء »التنظيم السري« فيه، وهو أخطر جهاز في الحزب والجماعة، على »المصحف والمسدس« ولا ندري كيف يجتمع »المصحف والمسدس« في آن واحد وعلى قسم واحد، اذا لم يكن العنف والارهاب جزءاً من حضور المسدس على رأس القسم الذي يؤديه عضو »التنظيم السري«.. وربما يتسنى لنا يوماً أن نسرد تفاصيل التصفيات الدموية التي تورط فيها هذا الجهاز الى درجة بلغت فيها التصفيات والاغتيالات أعضاء التنظيم نفسه، عندما راحوا يصفون بعضهم، كما حدث في تصفية المهندس سيد فايز عضو التنظيم، والذي فجرته »هدية« ناسفة حملها اليه مندوب من التنظيم ذاته. ونختتم بسؤال »الاعتدال« الذي ما زلنا نبحث عنه في الواقع لا في الشعار..!
#سعيد_الحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
باتيل ورولينغ.. امرأتان في زمن ا
...
-
السباحة ضد التيار
-
لا ديمقراطية من دون ديمقراطيين
-
من مروة التركية إلى نورية الكويتية
-
الإخوان وجهازهم السري..
-
نهاية عام.. إعدام صدام
-
خسارة على التسامح
-
ضد المرأة.. أم ضد الاصلاح؟
-
ديمقراطية بلا حداثة .. أضغاث احلام
-
حوار أديان أم حوار أفكار؟
-
كرامتي في دوري و مساواتي
-
في إيران , اعتداء صارخ على الديمقراطية المزعومة
المزيد.....
-
-داعش- يعلن مسؤوليته عن -هجوم المسجد- في سلطنة عمان
-
تنظيم -الدولة الإسلامية- يتبنى الهجوم على مسجد للشيعة في مسق
...
-
-داعش- يعلن مسؤوليته عن -هجوم المسجد- في عُمان
-
الجيش الإسرائيلي يبدأ تجنيد اليهود الحريديم الأسبوع المقبل
-
أجدد أغاني البيبي مع طيور الجنة.. تردد قناة طيور الجنة toyou
...
-
نصر الله: عملية طوفان الأقصى ساهمت في تخفيف الاحتقان المذهبي
...
-
المسلمون الشيعة يحيون ذكرى عاشوراء في مرقد الامام الحسين في
...
-
الشرطة الإسرائيلية تقمع احتجاج اليهود المتشددين ضد التجنيد ا
...
-
اشتباكات بين الشرطة واليهود المتشددين بعد اعتزام الجيش الإسر
...
-
الإفتاء المصرية: لو صليت الفجر على الساعة 11 ظهرا فصلاتك صحي
...
المزيد.....
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
المزيد.....
|