أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - التجمع الشيوعي الثوري - اللـقـاء الأخـيـر - خـواطـر عن سـمير القنـطـار














المزيد.....

اللـقـاء الأخـيـر - خـواطـر عن سـمير القنـطـار


التجمع الشيوعي الثوري

الحوار المتمدن-العدد: 649 - 2003 / 11 / 11 - 03:13
المحور: الادب والفن
    


بريد الرفاق والأصدقاء

اللـقـاء الأخـيـر - خـواطـر عن سـمير القنـطـار
يافعاً في زهوة الشباب، كان لقائي الاول معه منتصف السبعينات:
نموذج ابن القرية اللبنانية. ممتلئ الجسد. في كامل الهمة والحماس، ويملأ وجهه النشاط والاستعداد، هذا الاستعداد الذي لم يجد له مجالاً في قريته، فنزل الى بيروت عله يجد له موقعاً في مشاريع النضال. كان اختياره صاعقاً وسريعاً وحدد الهدف، وقد وجد الارض الخصبة له في العمل العسكري ومباشرة في قلب القضية الام، قضية تحرير فلسطين. وبدون مواربة، بدأ الاستعداد والتدريب. ومع صغر سنه آنذاك، وبجدارة، ابرز مواهب وقدرات عسكرية مميزة جداً، ونال اعجاب وتقدير مسؤولي التدريب وحاز الرتب العسكرية التي لا تتوافق مع سنه. وبدون سابق انذار يغيب سمير عن الانظار. وما هي الا ايام معدودة حتى يُعلن عن عملية عسكرية ضد دورية اسرائيلية على الضفة الغربية لنهر الاردن. وتتوالى المعلومات: شاب لم يكمل الثامنة عشرة من عمره هو قائد عملية معقدة ونوعية في المكان والزمان ومن حيث الهدف.
    من 31/1/1978 الى 25/12/1978، سنة مضت في السجون الاردنية، وبعد مصالحة بين الملك حسين وقائد منظمة التحرير ياسر عرفات، كان الافراج عن سمير القنطار ليكمل طريقاً حددها لنضاله بعد ان نال قسطه من القمع العربي. كأنه القدر للمناضلين الكبار ان يتخطوا السجون العربية كي ينالوا شرف المواجهة والسجن في المعتقلات الاسرائيلية. لقد خرج من السجن العربي اكثر تصميماً واستعداداً للمواجهة، خرج وكله إرادة واستعداد اكثر من ذي قبل، خرج اكثر وعياً لأهمية العمل العسكري ودوره. لن يساوم، ففي ظل حالٍ من الانحطاط والاحباط في العالم العربي بعد اتفاقية كامب ديفيد، لم يجد خياراً له سوى المواجهة المباشرة، وفي عقر دار الاحتلال، وضد رموز بناء هذا الكيان المصطنع.
     لم اكن ادري ولست متأكداً من انه كان يعرف طبيعة الهدف الذي جرى التخطيط له. لكن مستوى الاستعداد والتدريب على الآليات والمدفعية على انواعها، وصولاً لقيادة الطيران المدني والعسكري، كل ذلك لفت نظري. وبين الحين والآخر كان يفشي لي سراً، فيخبرني مثلاً بانه تخطى مراحل تدريب معينة، وانه دائماً بين الاوائل في المستوى والتدريب. لم اكن ارى مبرراً لدى شاب يمثل سنه لكل هذه الاستعدادات كما كان يصورها لي. لكن السرية التي كان يبديها حول العمل المنتظر اشعرتني باهمية العملية المزمع القيام بها.

 

لـقـاء الـوداع
 
بكل ثقة وايمان بالقضية قال لي لم اعد استطيع الانتظار. ومن باب العاطفة والمحبة عملت جاهداً على ثنيه عن هذا التوجه، وحاولت اقناعه بضرورة القتال ضد العدو بطريقة اكثر ضماناً للاستمرار في النضال، وبأن هذه العملية سوف تضع حداً لنضاله عند الانتهاء منها، فكان رده حاسماً.
 لحظات الوداع لها وقع الصاعقة في نفسي، خاصة في ظل فشل مشروع التغيير وانهزام المشروع الوطني والتقدمي ولو في حده الادنى. ايام مضت واعلن عن عملية عسكرية فريدة في نوعيتها وفي عمق الكيان الصهيوني. حصلت العملية ، ولمدة ساعات طويلة استمرت الاشتباكات مع الجيش الاسرائيلي.
 لقد قتل ستة جنود اسرائيليين فضلاً عن عالم ذرة قتل برصاص الجيش الاسرائيلي بالذات، اثناء اقتياد سمير له، في محاولة لاحضاره الى لبنان على متن زورق اعد خصيصاً لهذه المهمة .
 اما سمير فاصيب بسبع رصاصات. وكان له حظ البقاء حيا,ً كما جرح في هذه العملية اثنا عشر جندياً من بينهم قائد قطاع الساحل والجبهة الشمالية في جيش العدو، الجنرال يوسف تساحور. لقد اعتقل سمير وكان عملاقاً بين اعدائه، وبرغم الجراح والالم كان يتحدى جلاديه والمحكمة العسكرية.
 وخلال محاكمته صرح بانه سوف يستمر في النضال بلا انقطاع ضد هذا الكيان المغتصب لحقوق شعب فلسطين. وقد تحمل كل اصناف التعذيب وسحبت الرصاصات من جسده بدون مخدر.
 هذا وقد حول السجن الى مدرسة للنضال، خرجت العديد من المناضلين، وبنى علاقات واسعة مع الشعب الفلسطيني، وتحول الى رمز نضالي يحتذى به. وبعد ربع قرن ، اشعر كأنه يؤكد لي كم كنت مخطئاً حين حاولت ثنيه عن القيام بما كان يخطط له. اجل، لقد مر الآن ربع قرن على اسره، وبالضبط على آخر مرة التقيته فيها. وإذ أتذكره بإكبار، لا أملك إلا أن أحيي شجاعته وإخلاصه وتفانيه، في حين أن الكثيرين لا يتوخون من عملهم الحزبي والسياسي سوى الظهور والارتقاء ويمضون الوقت في الصراعات الداخلية، بعيداً عن ساحة المعركة الاساسية.
 الف تحية لك منا يا سمير، وعلى امل اللقاء مجدداً وقد مارس الشعب الفلسطيني، على أرضه، حقه الكامل في تقرير مصيره.
   بكل اخلاص
رفيقك “سمير فياض”



#التجمع_الشيوعي_الثوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة لولا : هل ستغـيِّـر أم ستغـيَّـر ؟
- عامل يرأس جمهورية البرازيل: مسيرة حزب العمال الطويلة
- أين موقع فلسطين على خارطة الطريق؟
- صـدام الهـمجـيـات
- من الانتفاضة الثانية الى الدولة ثنائية القومية مقابلة مع ميش ...
- أمــمـيـــــة
- ملف حول أزمة اليسار اللبناني
- ما هو التجمع الشيوعي الثوري؟
- عـود على بـدء !
- نبذة عن التجمُّع الشيوعي الثوري
- معاً لدحر الهجمة الإمبريالية على الشعب العراقي


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - التجمع الشيوعي الثوري - اللـقـاء الأخـيـر - خـواطـر عن سـمير القنـطـار