عالم يسبح في تجارة الأسلحة الجزء الثاني

يسير بلهيبة

الحوار المتمدن-العدد: 2104 - 2007 / 11 / 19 - 10:41
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

I- ( دراسة الى غاية 2000 )
(وثيقة: مساهمة في الإعداد لمؤتمر attac) الجزء الثاني

" عالم آخر ممكن..لا بديل عن خيار المقاومة "
"تحمل الرأسمالية في ذاتها الحرب كما تحمل السحابة العاصفة " جون جوريس

1- نظرة سريعة في تاريخ التسلح:
لم تشهد البشرية مند نشوء حضاراتها الأولى مجازر و تصفيات و اغتيالات جماعية بمثل حجم ما أنجزته الرأسمالية في بضعة سنين بالمقارنة مع التاريخ الحافل للبشرية ، فرسالتها التي انطلقت بالدعوة إلى تحرير الإنسان من نير الإقطاعية سرعان ما كشف عنه قانون تطورها و سماتها الأساسية القائمة على الربح لمالكي وسائل الإنتاج ، وتدل لغة الأرقام اليوم أن ماوصلت إليه الرأسمالية اليوم من بؤس و حروب و قهر طبقي ليست الا محاولة استدارة للخلف ( راجع الملحق : احصائيات عن عدد القتلى في الحروب التي خاضها الراسمال من اجل الحفاظ على استمراريته .. ) بهدف الخروج من أزماتها الدورية ،حيث شكلت الحروب دائما المنفد الرئيسي عند كل أزمة خانقة.
ليست الخطابة اللغوية و الأدبية هي دليلنا في فضح التاريخ الأسود للرأسمالية إنما تاريخها وواقعها اليومي ..ويكفي سرد هده الوقائع و الإحصائيات التي لا تخرج عن أن تكون مجرد ما علق في القلم إبان القرن العشرين ،أما الحقائق فإنها بكل تأكيد تتجاوز العقل من تصفيات و اغتيالات جماعية و وافتعال للحروب الدائمة من اجل ارضاء شراهة الشركات الكبرى .

1--الشركات الكبرى تصنع الحروب

*- الحرب العالمية الأولى :في البدء كانت الشركات تخضع للتسمية حسب كل اصل جغرافي للشركة فمثلا تسمى ب :الكروب في المانيا و وفي
بريطانيا بارمسترونغ ( مختصة في صنع الرشاش مكسيم) تسمى شيندر –لوكروز وسكودا بالنمسا و بوتيلوف بروسيا، ولوحظ انه كلما تداعت االعلوم افي اكتشاف مجالات جديدة لابتكار وسائل الحرب كلما تسبقتىالشركات الكبرى الى احتكار الاكتشاف العلمي الجديد ،في عام 1900جرب العالم الالماني فريناند فون زيبلن منطاده الطائر ، لينجح الالمان في تطوير الياته و استعماله في 1914، وقبله بقليل كان الروسي موجيسكي قد حصل على براءة الاختراع عام 1881 باعتباره اول من اخترع طائرة حربية ليضيف اليها بعض التعديلات في اليات المحرك كل من الفرنسي كليمان ادلر 1897 و الاخوان الانجليزيان رايت 1900 لتصير جاهزة للقيام بجولات استطلاعية 1906 و قتالية في 1912 ...في عام 1909 هتف جوريس معتقدا " التروست المؤدية الى الابادة ، هدا هو اخر اختراع للراسمالية الحديثة "وهو مايبينه هدا الجدول من حجم صناعة الاسلحة و النفقات التي كانت تحضر استعدادا لدخول الحرب و السباق نحول التسلح : :(1)
البلدان 1883 1913 الزيادة بملايين الدولارات
فرنسا
بريطانيا
روسيا
ايطاليا
المانيا
النميا- المجر 789
702
894
311
504
318 1471
1943
242
749
2302
822 68%
177%
195%
140%
357%
158%
*- الحرب العالمية الثانية : ارتفعت النفقات العسكرية في 1925 اكثر مما كانت عليه في 1913، وفي السبيل الحصول على مستعمرات جدد . ادى التنافس البشع بين القوى الراسمالية في وجه تلطيخ خريطة العالم بالدماء ، الى رفع حاجيات الدول الصناعية، فالمانيا تزودت بمدافع من عيار ، في حين تزودت الولايات المتحدة بعيار 90وفي 1935 ستتزود المانيا بطائرات حربية متطورة ...كانت الشركات العملاقة (كوب تيسن –هوغبرغ-شاخت) قد اوصلت هتلر الى الحكم. ليحرس هوالاخر على تجريب قدراتها التنافسية ابان حرب اسبانيا الاهلية 1936-1939، زاد من قوتها التنافسية ظهور الغواصات البحرية وحاملات الطائرات التي كانت الدعم الرئيسي للسفن الحربية .وقد اغرقت الغواصات الالمانية ما بين 1939-1945 قرابة 14مليون طن من سفن الحلفاء وهو ما فاق الحرب العالمية الاولى ب 3مليون طن من بينها 200قطعة حربية ، بالمقابل تمكنت الصناعة الامريكية و البريطانية من اختراع جهار الرادار و السونار الدي سيعيد موازين القوى في 1944 بتمكنه من تحديد مواقع السفن و الطائرات الحربية و الغواصات ..في سنة 1949 ستتمكن الالة الامريكية من احراز تقدم كبير في استعمال التكنولوجيا الحربية ،ستوقع طائراتها البوينغ المحملة ب 17 قدنبلة فوسفورية الف قتيل بهامبورغ، ثم بعد دلك 185 الف قتيل بضواحي طوكيو في 1945، فين حين ستتولى طائرة ب 29 القصف النووي لهيروشيما ونازاغي في 1945 بقنبلتين تعادل كل منهما 20 الف طن من المتفجرات مخلفتا 72 الف قتيل و 80 الف جريح وفي الضفة الاخرى 40 الف قتيل و ما يعادلها جريحا .

#يسير_بلهيبة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات