إلى شام ابنتي كل العمر…
-1-
تنقطع المسافات، يدور هذا الزمن المغشي عليه،
يلعن هرمي، وشحوبي ولمستي الأخيرة في متاهة الخطوة القاتلة
أنا يومي خريف مبكر
وروحي أبدا تلوذ بخراب الأرض،
بقايا شحيحة لذوبان الماء في أرض سَبخه
يمر علي العشاق، والعُذل، وذوي الذاكرة المنسية،
وناس تعبت منهم ديار الغرباء..
غربان محلقة في فضاء يمتد فوقي دائما…
هائما أفتت حجر الروح الثقيل..
مدينة واحدة قتلتني..
تركتني عاريا خلف أسوارها
أبحث عن خطوة العودة المهزومة..
جند الله تكالبوا لمنع الفرح الآتي
خذلوا جموح جوادي..
عند حوافره تشتعل اللعنة
تموت الذكرى
ويدفن القمر…
عند…
تهرب الشمس..
ويخرج من مسلاتنا شئ يشبه النهاية
شئ ما يحطم بقايا الرغبة
يفسد كل قصص العشق..
شئ ما يجعل روحي واهنة
تموت بلا نهاية…
ليشتعل الألم …
وتختفي المدينة بفارسها المغادر بلا وداع…
-2=
هنا مرت ( كحيله )*
هنا مر الصهيل
هنا مر خلفها الخوف، وجع الخيالة،
راياتهم، سلاحهم، بقايا حوافر خيلهم…
هنا ماتت الذاكرة
وتمدد السواد
وتعرت الخليقة…
هنا
خيل أهلي سائبة…
ذليلة
شاردة
غادر ظهورها الفرسان
هنا يعيش العار…!
-3-
قال أبي
فرس العائلة تموت
فرس العائلة متمددة على الأرض
عين زائغة
عين أخرى تسكب دمعة كبيرة ليست كدموعنا…
نظرة حزينة تخترق صمتنا الأبله
الجميع حولها بانكسار
فارسها قال: إنها تموت
فارسها لم نره يوما يبكي أو تلوح على وجهه الهزيمة
قال إنها تموت
…..
تغادر…
بلا سباق جدير
أو صهيل
أو وقع حوافر
أو لجام
أو عنان
إنها تموت
ما معنى أن نعيش….؟
-4-
جعفر* رسم خيل أهلي
يد راعشة
وفرشاة واثقة
رسم الخيل
جامحة
فرحة
جعفر
رسم الصهيل
وصوت الحوافر الواثقة
جعفر كان يلون الحياة
ووحشة القرى
جعفر قتلته عيون الخيول الذكية
جعفر هاجر متسكعا في شوارع باريس
وخيول أهلي ماتت
ماتت
من وحشة الذكرى
كحيله:- الفرس الأصيلة
جعفر كريم:- فنان تشكيلي من الكوت كان يهوى رسم الخيل