عبد العاطي جميل
الحوار المتمدن-العدد: 2106 - 2007 / 11 / 21 - 10:39
المحور:
الادب والفن
إلى الشاعر الحالم عبد الكريم الطبال ...
أهديتني بالأمس رياحين العشق وأقاحي الشوق ، وماء الكلمات ، حين كنت أزهو على رفات العباد وعلى جفني زغرودة الريف. توسدت حلمي في انتظار اللآتي ..
أهديتني ظلك وطيفك ، فتربع عرش مملكتك العتيقة العميقة ، وانقل عبير تأملاتك الدفينة الحبلى بالأسرار . ففي الدرب دروب ظمآى لوهج الحرف اليعسوبي القادم من وراء الألياف والخنادق والآهات ...
أهديتني نفحات تفتقت من شذاك ، أبصرتني غافيا .فأزبدت على مسمعي ، وأرعدت تهدهدني لعلي أمضمض أحرفي الخجلى وأعبر ذياك الطريق عبر الذات ... هات .. هات أيها الشاطىء الحزين محارك .. فأنا أعرف أن صدرك يتسع للسفن الهاربة من الأوسمة ومن أكاليل المهرجانات ..وانفلات الساعات .. أعرف أن تاجك القصيد وحده .. وأنك وحدك القصيد ووحده القصيد أنت يا زير الكلمات ...
أهديتني بالأمس كؤوسا من عبير الشعر في منتدى الشعر ..فتدلت حشرجات البوح .. أرقتني فخذ صدى إعصارك الآتي من ليلة السمر والحلول العاتي ...
تأبط شعرك ، أيها الجبلي ، الترابي ، الناري ، المائي ، ورتل من مخاض العسر آيات الكشف ، وارو حكاية المنتظر خطأ قافلة الطحلب عند الربوة المثقوبة ، وامنع حذلقة النجوم ، فالنجوم بعراها نجوم لا بالأزياء والتزحلق على المنصات ..
... أيها الطفل الأبدي ، بعثر أشياءك المتكسرة ، واصدح في بستانك الجميل ، وافتح شبابيك من رؤى ، واغفر لي تهتكي أيها العابر السبيل . فأنا نورس تؤرقني الأسئلة حين تناطح سكارى مدججين بأحدث النكات عن الصرة الحولاء والساق المزغبة وطيش الفراشات ، فتضيع دون أن تعبر السبيل الآتي ...
1993
#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟