أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - أيام ُ ُ عاصفة ُ ُ تهز ُ لبنان ...!














المزيد.....

أيام ُ ُ عاصفة ُ ُ تهز ُ لبنان ...!


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2102 - 2007 / 11 / 17 - 10:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعض مشاهد دراما السياسة اللبنانية الحالية ,هو الإقامة الجبرية لقوى 14 آذار في فندق فينيسيا ببيروت , حيث هم أسرى الوضع الأمني إلى أجل غير مسمى , وبعضه أيضاً تعكسه حركة الوفود الدولية القادمة المبتسمة إلى بيروت والخارجة منها المتجهمة ,على أمل زحزحة تمترس الأطراف الداخلية من مواقعها وحلحلة مواقفها والإتفاق على رئيس جمهورية جديد أصبح حلماً في حياة اللبنانيين , وفي زحمة تلك الوفود والأزمات والإستعراضات والتصريحات ,لازال الدخان الأسود يتطاير من مدخنة بكركي ,وأكثف منه من عمامة قوى المعارضة ومدخنة قصر بعبدا حيث الرئيس إميل لحود يمضي أواخر أيامه ذهاباً وإياباً حالماً بقدر جديد يبقيه في قصر الحكم ولو كمومياء متحركة , وكل هذا البعض يشترك في أنه يلف ويدور في الفراغ العجيب ,ولم يصل إلى الإتفاق على الوفاق الرئاسي المطلوب , والحال كذلك في هذا الصمت المتوتر واللقاءات المتوترة والمتواترة وحيرة الجميع الذين بدوا يضربون كفاً بكف من شر مستطير يلوح أمامهم , إلى أن جاء خطاب حسن نصر الله في يوم الشهيد ,فقلب الطاولة على جميع الأطراف الداخلية والخارجية, بل كسرها ,ووضع لبنان أمام خيارين أحلاهما مر , الأول وضع لبنان على فوهة بركان يغلي منذ أمد طويل , أو التسليم بخيار واحد أحد لاسواه كما يريده حزب الله ,أو بالأحرى كما تريده إيران بالتحديد .

والجديد في خطاب حسن نصر الله هو نقل مواقعه من حالة الدفاع والحوار إلى حالة الهجوم والقطيعة مع كل الأطراف ومن حالة الحرص على التوافق واحترام رأي الآخرين , إلى توجيه الأوامر العسكرية الصارمة إلى أصدقائه وخصومه على حد سواء ,وكأنه أصبح الآمر الناهي بأمر الله في لبنان الأسير , ورغم تعويم الحالة اللبنانية في حالة الفراغ , أراد حسن نصر الله أن يعطي الإشارات العلنية غير المشفرة هذه المرة والمفهومة من الجميع وأولهم أصدقاؤه , على أن الإشارة إلى قوى الرابع عشرمن آذار جاءت هجومية فوق العادة وخارج حسابات خط الرجعة بوصفهم علناً " لصوص وقتلة وعملاء المشروع الأمريكي - الصهيوني ...." هذا أولاً , ولاإنتخابات رئاسية في الموعد الدستوري بل الإنتخابات المبكرة ثانياً , ولن يقبل بتطبيق الدستور سوى في حالة واحدة وهي حصول الأغلبية على الثلثين وهو شرط مستحيل في وضع لبنان السياسي الحالي ثالثاً , وعرض قوته بشكل تحدى فيه الجميع في الداخل والخارج وأن سلاح حزب الله أصبح جزءاً ثابتاً من الحياة السياسية في لبنان تترتب عليه معادلات جديدة ثالثاً, وأنه مستعد لخوض حرب وحروب تاريخية على كل الجبهات قد تغير وجه المنطقة رابعاً , والخروج عن الإجماع المسحي بأمر الرئيس الحالي إميل لحود بالتصرف السريع قبل انتهاء فترته الدستورية ,أي بالإنقلاب العسكري وتشكيل حكومة جديدة خامساُ , والأخطر من كل هذا هو أنه تجاوز حلفاءه في لبنان وسورية أيضاً بتدويل لبنان وإدخاله لعبة الصراع الدولية مع إيران سادساً وأخيراً.

وعليه كان خطاب حسن نصرالله واضحاً تماماً ,تلخصه كلمات معدودة وهي أنه لايريد الإتفاق وهو غير معني به وضمن أية صيغة داخلية كانت , والأمر أصبح مرتبط كلياً بصراع إيران مع المجتمع الدولي , واستطاع ببراعة أن ينقل ملف الرئيس اللبناني من بعبدا ودمشق إلى قم وطهران , بدايته كانت شروط الحوار المستحيلة , وبعدها حرب تموز التي خلطت الحابل بالنابل واحتلال مركز بيروت , وأفرزت الإستقطاب الواضح ومغادرة نواب حزب الله الحكومة , تبعها قفل مجلس النواب وتعطيل المؤسسات الحكومية لتغييب القدرة على اتخاذ القرارات , وفحواها هو تعطيل مرور قرار تشكيل المحكمة الدولية , وانتهاء ً بالوقوف ضد بكركي والإجماع المسيحي على رئيس جديد , ومغازلته المستمرة المزدوجة للعمادين إميل لحود من جهة , وميشيل عون ودغدغة حلمه الوحيد في الجلوس على كرسي بعبدا من جهة ثانية .

ومابين هذا وذاك يبدو أن النظام السوري وضمن حملة الضغوط الداخلية والخارجية وضعفه وطيشه وتهالكه على البقاء في عواصف المنطقة وأعاصيرها, قد أخذ موقف ظاهري متفرج وباطني تضمنه له إيران ,ووفر على نفسه سهام الصف الأول في المواجهة , و حسم أمره وتوكل على قدرة حزب الله وجرأته ونزعته الحربجية وصواريخه وسلم أمره كلياً إلى إيران , وتراجع إلى دور خلفي على الساحة اللبنانية , بمعنى أن القرار الإيراني هو الذي بات يحدد قواعد اللعبة اللبنانية ,والنظام السوري أصبح دوره تنفيذياً على الأرض بالتعاون مع حزب الله وأدواته على الساحة اللبنانية , وأهدافه ومصالحه قد انضغطت في المصالح الإيرانية الإقليمية والدولية إلى حد بعيد , بعض مؤشراته هو تصريح أحمد جبريل بتكرار مأساة نهر البارد التي لم تجف دماءها بعد, ولم يلملم الفلسطينيون أحزانهم وتشردهم بعد , وذلك بالتمهيد لزج المخيمات الفلسطينية من جديد كحطب وقود في لعبة النظام السوري الإيراني على الساحة اللبنانية .
والحال كذلك وبهذا المستوى من الخطورة, ولبنان لم يبق له سوى بضعة أيام تهزه بعنف نحو مصير مجهول , تبدو كافة الأطراف الداخلية لاحول لها لها ولاقوة في التأثير في مجريات الأمور ونوابها سجناء في فندق فينيسيا , وبكركي غير قادرة على الحسم خوفاً لتكرار ماضي لاتريده ,في غمرة هذا التوتر والعجز عن الحسم , تبقى كثرة الوفود الدولية والفرنسية والأمريكية منها على وجه التحديد ,توحي بالتشاؤم أكثر ماتوحي بالتفاؤل , ومن نافل القول أن الأطراف العربية تملك بعضاً من التأثير في الأحداث , إذ تبدو جامعة الدول العربية آخر القادمين وآخر المتكلمين ,وآخر المؤثرين والمخزي أنها لاتملك شيئاً لتقديمه للبنان في هذه الأيام العاصفة , وتبقى على الجانب الآخر إسرائيل وهي ترقب الصورة بحذر ومناورات وترقب مباشر شديد وهي " تضحك في عبها " ولسان حالها يقول " فخار يكسر بعضه " ...فهل من عقل تبقى لمن بيدهم بعض الحل والربط ...؟!.
وهل اختزل لبنان كله ومستقبله ليصبح بحجم فرد ... رئيساً كان أم فقيه ؟!.



#نصر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باكستان والعسكر ...والفوضى المنظمة!
- بيروت في دوامة الإنتظار ...
- نحو أنسنة العقل , وعقلنة العلمانية ( 2 - 3 )
- خريف السلام المفقود..!.
- العراق إلى أين ؟!.
- العيد ...وباب الحارة...والعكيد
- لبنان إلى أين ؟!.
- أرادته جبهة الخلاص حواراً...أراده البعض ردحاً!.
- سورية ...ماذا ينتظرها؟!.
- جبهة الخلاص تدق الأجراس
- دمشق : بين ربيع المعارضة وشتاء النظام !(1-2)
- هل لبنان بحاجة إلى -جنرال -؟!.
- إلى أين تتدحرج كرة النار في الشرق الأوسط؟!(2-2)
- سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟(7-8) / قبرصة القضية الفلس ...
- سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟ (6-8) المساومة على القضية ...
- الحلف السوري الإيراني إلى أين يدفع المنطقة ؟!
- النظام السوري من مصادرة الحرية غلى انتهاك حق الحياة!
- نظرة في الدين والقومية والمعاصرة (2-4)
- صح النوم ياحكومة..دمشق غارقة في الظلام!
- الديموقراطية بين السجال النخبوي والتشويه السلطوي !


المزيد.....




- رجل حاول إحراق صالون حلاقة لكن حصل ما لم يتوقعه.. شاهد ما حد ...
- حركة -السلام الآن-: إسرائيل تقيم مستوطنة جديدة ستعزل الفلسطي ...
- منعطف جديد بين نتنياهو وغالانت يبرز عمق الخلاف بينهما
- قرارات وقرارات مضادة.. البعثة الأممية تدعو الليبيين للحوار
- سعودي يدخل موسوعة -غينيس- بعد ربطه 444 جهاز ألعاب على شاشة و ...
- معضلة بايدن.. انتقام إيران وجنون زيلينسكي
- بيان روسي عن اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى
- -كتائب المجاهدين- تستهدف القوات الإسرائيلية بقذائف هاون من ا ...
- إعلام عبري يكشف عن خرق أمني خطير لوحدة استخباراتية حساسة في ...
- ليبيا.. انتقادات لتلسيم صالح قيادة الجيش


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - أيام ُ ُ عاصفة ُ ُ تهز ُ لبنان ...!