جمال هاشم
الحوار المتمدن-العدد: 2100 - 2007 / 11 / 15 - 11:16
المحور:
القضية الفلسطينية
أكدت حركة حماس أنها منظمة إرهابية متشددة لا تعترف بالآخر ، ولا تحترم شعبها ولا رموزه النضالية ولو كانوا في قبورهم ، فالحادث المؤسف الذي شهده مهرجان فتح في غزة لإحياء ذكرى وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ، يؤكد لمن هم في حاجة إلى دليل ، أن أصوليي حماس لا يعترفون إلا بذواتهم ولايؤمنون بالتعددية والإختلاف ، وقد وصل بهم الأمر إلى قتل مناضلي فتح المحتفلين بذكرى وفاة زعيمهم وزعيم الثورة الفلسطينية ورمزها المناضل الكبير ياسر عرفات . لقد اغتاض الحماساويون من الهالة الكبيرة التي أعطيت هذه السنة لذكرى أبي عمار ، سواء في الضفة الغربية أو في غزة ، ولم يكن أمامهم إلا التعبير عن > الإرهابية بقتل جماعة من المحتفين بذكرى رئيسهم وزعيمهم . لقد كان المهرجان ناجحا في قلب غزة ، التي تسمى معقل حماس الأصولية الإرهابية ، ونقلت كل تلفزات العالم صور الحفل ، غير أن ما يؤسف له ، هو أن تلفزتنا لم تنقل إلا لقطات نهاية الحفل وإطلاق الرصاص من طرف > حماس الذين أرهبوا الجموع التي تفرقت هربا من موت محقق . إن صعود حماس في الإنتخابات الأخيرة ، كان كارثة على فلسطين ، فبعد توقف المساعدات الدولية ، وعزلة حكومة هنية ،كان انقلاب غزة وتقسيم فلسطين بإحداث دويلة<<غزستان>>هو أهم <<مكسب>> لإسلامويي فلسطين . إن الشعب الفلسطيني الذي صوت للملتحين هو سبب هذه الكارثة ، فعلى نفسها جنت براقش ، وبدل أن يكون الفلسطينيون شعب الجبارين كما قال ياسر عرفات أصبح شعب البكائين والمتسولين ، الذين يستجدون مساعدات من العالم الذي قاطع حكومة حماس ، وتوقف مسلسل السلام الذي كان بمثابة الأمل الأخير لهذا الشعب الذي ناضل لعقود من أجل تحرير أرضه ، والتعايش مع جيرانه ، غير أن متطرفي حماس ، كان لهم رأي آخر ، فقد مزقوا كل معاهدات السلام التي رعاها المنتظم الدولي ، وقادوا المنطقة إلى توتر ينذر بحرب جديدة غير متكافئة ، بين إسرائيل وفلسطين ، إن قادة حماس الذين مزقوا المعاهدات الدولية ، مزقوا في نفس الوقت الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني ، ومزقوا المؤسسات ، ومزقوا الدولة نفسها ، برفضهم للشرعية وللمؤسسات ، وكانت القمة هي إهانتهم لذكرى زعيم وهب كل حياته للثورة ، واغتياله للمرة الثانية بعد أن كانت وفاته لغزا ، غير أن عرفات الذي تململ في قبره ، أجاب الجميع بصرخته الشهيرة قائلا : <<ياجبل ما يهزك ريح >> .
#جمال_هاشم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟