عبدالجليل الكناني
الحوار المتمدن-العدد: 2102 - 2007 / 11 / 17 - 08:04
المحور:
الادب والفن
يشتدُّ أوارُ الحربِ ،
تومضُ أجسادٌ حولي
لا أعرفُ منها جسدي ،
أشلاءٌ تحضنُ أشلاء ،
وهناك أنا ،
لكن من منَّا ؟؟..
وأيُّ الأشياءِ تعودُ إليَّ؟؟ ،
لملمتُ بقاياي ..
وولجتُ من الرأسِ ،
حيثُ الأماني.. وأنا..
لا، لستُ أنا
لكنِّي حينَ أفقتُ كنتُ ..
وحين مشيتُ ..
ما ودعني أحدٌ أو بعضٌ من أحدٍِ ،
حتى حين وطأتُ الأرضَ
وحين تركتُ الليلَ يوحدُ مابين بقايانا .
زوجتُه تعرفُني ،
منذ بدايةِ عُرسِنا ،
لكنَّما هذي الليلةَ تحملُ صورتَهُ :
- أنتَ كما أنتَ
- لكنّي لستُ هو ..
كما أنَّه ليس أنا،
هذا الليلُ يوحدُ مابين بقايانا
........
.. هل تُصبِحُ حقا عاشقتي بعد فواتِ الأوان ...
عشراتُ الأعوامِ تمرُّ وفي رئتي زفرات ....
ما قبل الموتِ الأولِ حين اصطدتُ شهيقاً أرهقَه البارودُ وطعمُ الشواء.
وأنا اليوم بأعوامي الخمسين
أطرقُ عينيها كي تأذنَ لي
- كان أبي .. لم أعشق غيره
- يسكنني حين تطايرت الريح بعاصفةِ الأرواح الهوجاء ..
من منّا هو ؟؟
- أنتَ هو لكنه لستَ...
.........
وكما في زمن العريِّ ،
أبي إنِّي أحنُّ إليك
وأنت صبيٌّ
وأنا لم أولد بعد ،
فما أعرفُ طعمَ الموتِ ،
ولا طعمَ الحب .
هلا تفتحي أبوابَ النار.. يشتدُّ بيَ البردُ.
- لستَ أبي وأحنُّ اليكَ ...
- عشراتُ الأعوامِ وأنتِ هنا
- تعشقُني؟؟!!
- منذ الساعة
- رجلٌ في الخمسين ؟!
- .. أعطيني واحدةً... اليومَ بدأتُ ...
.........
الغرفةُ مظلمةٌ
وأنا كلِّي شوقٌ أن أُطفيءَ مشكاةَ الليلِ ،
كي أغرقَ في ظلمةِ ظلمتِهِ.
- سيدتي هلا جلبتِ الدواءَ ... راسي يؤلمني
- أنتَ تغازلُني
في المستشفى :-
تئنُّ الأسرَّةُ ..
وتصرخُ فيها الجراح ،
تفتحُ افواهَها وتقيءُ دماً ،
وأنا راسي يؤلمني سيدتي هاتي الدواء
- أنتَ تغازلُني .
بعد الموتِ يجيءُ العشقُ
وبعد العشقِ تجيءُ الحياة .
ها انّي أولدُ بين يديكِ
#عبدالجليل_الكناني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟