أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نديم علاي - رحل رسول حمزاتوف.... شاعر اللقالق البيضاء ـ مقابلة مع الشاعرـ















المزيد.....

رحل رسول حمزاتوف.... شاعر اللقالق البيضاء ـ مقابلة مع الشاعرـ


نديم علاي

الحوار المتمدن-العدد: 648 - 2003 / 11 / 10 - 05:26
المحور: الادب والفن
    


ترجمة عن الروسية نديم علاي

لقد أهدى لنا شاعر الشعب الداغستاني رسول حمزاتوف أسطورة اللقالق البيضاء رمزا للحداد و الذاكرة الحية , شاعر صدحت الأغاني بأشعاره لما يقارب النصف قرن في جميع أصقاع ما يسمى اليوم بالاتحاد السوفيتي السابق.

يعتبر رسول حمزاتوف اليوم وبلا منازع رمزا لجميع مواطني القفقاس أينما تواجدوا,  ومهما تباينت معتقداتهم وآرائهم السياسية.

 في بيت الشاعر في ــ ماخاجكالا ــ تلهبك المشاعر وأنت تتجول بين مقتنيات الشاعر الرائعة ... اللوحات الفنية, الأواني, التماثيل التي جلبها الشاعر معه من الأماكن التي زارها, مقتنيات أخرى , كل هذا يعود إلى اهتمام وعناية ــ باتيمات ــ زوجة الشاعر الهادئة.

ــــ انظروا إلى هذا المكان , حيث يشير الشاعر بإصبعه إلى مكان فارغ على الحائط.

في هذا المكان علقت مجموعة الرماح , كانت بسيطة ومتواضعة, لكنها تشكل جزءا من التاريخ , لقد حملتها أيدي أمام شامل حاج مراد , والد الشاعر رسول. في منتصف الثمانينات تسلل اللصوص إلى منزل الشاعر وسرقوا هذه الرماح , كم حزنت لذلك , ولكنني اقتنعت الآن بعدم جدواها.

لم أعد اليوم بحاجة إلى هذه الرماح .....

الأقرب إليٍَ هي اللقالق البيضاء ... ولكننا اليوم في زمن آخر... زمن يحتكم للرماح ... ليس المرآة أو الوطن كما كان الحال سابقا... إنها المرحلة ـــ بطل حمزاتوف الجديد ــ.

مراحل الشعر عندي تشبه ثلاث زوجات:

الأولى : قاسية وعنيدة...الحقبة الستالينية التي لا تعرف الرحمة , ورغم عناد وقسوة هذه الزوجة فقد كانت الحياة في كنفها آمنة ومهيبة.

الثانية  : جميلة, ثملة بحريتها , لكنها داعرة, إنها المرحلة التي نحياها.

الثالثة  : الزوجة.... التي نبحث عنها جميعا... وأنا واثقا من إنني سأجدها... آمل ذلك..... أن أجدها عادلة وهادئة, عن هذه الزوجة ابحث في قصيدتي ــ الصندوق الأسود ـــ في هذه القصيدة ستجدون كل ما هو خفي ومثير في حياة رسول حمزاتوف.

ولكنني غير واثق بان القراء الروس سيطلعوا على هذه القصيدة.... لقد فارق مترجمي شعري الحياة, فقد مات كازلوفسكي, كريبنوف, سالوجين ومعهم ماتت مدرسة للترجمة بأكملها, لولا هؤلاء لما سمع أحد ب موستايا كريما , كايسينا كوليفا ولا حتى برسول حمزاتوف!

ـــ كلماتكم تفضح حنينكم إلى العهد السابق, كنتم محظوظين لدى السلطة, وكانت تعتني بكم , النياشين, الهدايا, الرحلات, كتبكم طبعت بالملايين وبعشرات اللغات... كانت حياة الشاعر مرفهة.....!!!

ــــ الكثيرون يسألونني .. لماذا غادرنا أدباء جيلك ؟ منهم من سقط في رحى المعارك ومنهم من سلم روحه للسماء..ولازلت أنت بيننا إلى اليوم !!!

ـــ لقد هبت رياح السلطات كلها من فوق رأسي ...في الحقبة الستالينية أرادوا أن يقلدونني أنا ووالدي وسام ستالين وهو أعلى وسام في الدولة السوفيتية, قالوا لي إن القائد معجب بالفكرة.. ولكنه سألهم...كم عمر والده؟
أجابوه 74 ...والابن 28  !
فرد ستالين..... سنعطيها للوالد حمزاتوف, فالابن رسول لازال يافعا وعنده متسع كاف من الوقت!

 فكانت الجائزة من نصيب والدي.

بعد ستالين جاء إلى السلطة أناس سطحيين... خر وشوف لم يرى فيَ كوسموبوليتيا حقيقيا , لكنه لم يلوح بقبضته, ولم يضع قيودا على الكلمة.     

ولكني كنت صديقا مقربا من بر جنيف وقبل أن يصبح سكرتيرا عاما...

لقد عملت كل ما بوسعي من اجل أن لا يتوقف بحر إبداعي ..واعترف انه لم يجبرني أحد على اتخاذ موقف لا ارتضيه..وأنا فخور بكل كلمة خطتها يد رسول حمزاتوف.

ــــ والسلطة الحالية! تفرحك أم تحزنك؟

ـــ في الصباح تفرحني, وفي المساء تحزنني ــ مبتسما ــ . لقد تحدثت مع بوتين في العام الماضي وقلت له , ان السلطة والكنيسة قد عقدا قرانهما يا سيادة الرئيس!   , فأين نحن من كل هذا ؟
لقد استمع لي بانتباه وقال:
لا تقلق يا صديقي رسول!  أن السلطة والكنيسة يستخدمون كلمات أشعارك في صياغة بياناتهم !

ـــ  في دستوركم الجبلي يأتي الرجل في المقدمة , الرجل المفعم بالرجولة , كرمح حاد! والمرأة تأتي ثانيا... دائما متأخرة...رغم التحسن الذي طرأ على وضعها... وفي المرتبة الثالثة يأتي الأطفال وكبار السن ... العلاقة بين الماضي والمستقبل... وبعد ذلك, الكرم والضيافة وحسن الجوار والصداقة... لو قدر للشاعر حمزاتوف أن يغير شيئا في هذا الهرم فبماذا سيبدأ؟

ـــ أريد أن أضيف شيئا وهو أن الرجل يجب أن يكون حكيما أيضا... الرجولة المسالمة هي التي يجب أن تنظم علاقته بالمرأة...أما بخصوص حسن الجوار, وكما تشاهدون فان أوربا تتقارب وتتوحد , أما نحن في القفقاس فنتقاتل تحت شعارات الاستقلال الدموية ... من منا بحاجة إلى هذا الاستقلال؟؟ لماذا تنفصل جو رجيا عن أرمينيا مثلا؟ والشيشان من افارتسا؟ الناس المستقلون والأمم المستقلة حقيقة واهية ) قبل عشر سنوات خاطب الشاعر رسول حمزاتوف الرئيس الشيشاني جوهر دودا يف بهذا القول, وقيل إن دوداييف لاذ بالصمت وخرج من الجلسة على مضض  ( . كنت أسافر إلى جو رجيا كل نهاية أسبوع تقريبا , ومن هناك ادخل إلى أرمنيا وفي كل مكان تجد الأمان و حسن الضيافة أما اليوم فهناك حدود مصطنعة ونقاط تفتيش وإجراءات..الصورة محزنة بحق.

ألم تشعروا في موسكو يوما بعلامات عدم الترحيب؟ آلم يردد أحدهم من خلف ظهركم عبارة ) ماذا يعمل هذا الغريب هنا؟(

ـــ في إحدى المرات فقدت بطاقة الترام , وبالصدفة صعد مفتش الترام إلى الحافلة , وسألني عن البطاقة ؟ فأخبرته بأنني أضعتها, وفجأة ظهرت امرأة من بين الجالسين وهي تصرخ بصوت عال ـــ أنني اعرف هذا الرجل..صدقوني , انه من عصابات القوقاس, لقد رأيته بأم عيني يسلب الناس في القطارات الذاهبة إلى ضواحي موسكو

ـــ فألقي علي القبض واقتادوني إلى دائرة البوليس, أوراقي الثبوتية لم تكن معي, فطلبت الاتصال بالقنصلية الداغستانية في موسكو, بعدها أطلقوا سراحي , والآن كلما ترامت إلى مسامعي عبارة ) الخصوصية الوطنية للقفقاس (  أردد مع نفسي ....هل حقا هناك من خصوصية!

ـــ رسول حمزاتوف , هناك مفردة مهمة في حياة الشاعر حمزاتوف , إنها المرأة, الحب, إنكم معروفون في تغنيكم بالمرأة, في بيتك لا يوجد أحد غير النساء.. الزوجة.. بناتك... حفيداتك !

ـــ لم أجدك تضف شيئا...عندي كتاب اسمه جزيرة النساء, لقد عشت دائما في هذه الجزيرة ولا انوي الرحيل عنها أبدا, عندما كان الجميع يردد شعار يا عمال العالم اتحدوا ... كنت أنا  أردد يا عشاق العالم اتحدوا!

لا زلتم  أمناء على هذا الشعار وانتم في هذا السن؟

ــ لم أغادر هذا التنظيم ولو لحظة!

ــ هل لنا أن نعرف ما هي مساهماتكم في عضوية هذا التنظيم؟

ـــ  فيما يتعلق ب ) العضوية !! ( ..  بصراحة لا يوجد اليوم ما يبعث على التفاخر  ـــ قالها بحسرة وهو يرفع كأس الكونياك ــ

دعونا نشرب بصحة الحسناوات ! املئوا كؤوسكم أيها الأصدقاء.. أما أنا فهذه هي كاسي الأخيرة ..... صدقوني حتى الكأس بدأت تهرب مني!




#نديم_علاي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...
- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نديم علاي - رحل رسول حمزاتوف.... شاعر اللقالق البيضاء ـ مقابلة مع الشاعرـ