أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إدريس ولد القابلة - يقولون إننا أحرار في اختياراتنا














المزيد.....

يقولون إننا أحرار في اختياراتنا


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 2100 - 2007 / 11 / 15 - 11:35
المحور: كتابات ساخرة
    


غريب حال القائمين على أمورنا اليوم.. فهذا يتدخل فيما لا يعنيه وذاك لا يتدخل فيما يعنيه، هذا يتحدث فيما لا يعلم وذاك يبخل بما يعلم، مفضلا الصمت و"التيقار وأن يخرج سربيسو على خير".. وهذا يتعفف ويتأفف وذاك يتكلف ويتزلف...
والطامة الكبرى إذا تدخل هذا المسؤول فيما لا يعنيه ولا يتدخل ذاك فيما يعنيه، أو إذا تحدث هذا فيما لا يعلم وصمت ذاك عما يعلم، إنه أمر غريب في "مجتمع النخبة"، علما أن القائمين على الأمور معنيون بقضايا الشعب، بل بقضايا العالم لخدمة الشعب والصالح العام.
هذا في وقت ترقص أغلب عناصر نخبنا على الركح السياسي، يغنون ويمثلون أفكار ورؤى وتصورات وبرامج وخطط وكذلك استراتيجيات، لكن دار لقمان ظلت على حالها، بل عاينت تطورات مطردة على تدهور الأوضاع واتساع دوائر الإحباط واليأس وتراكم أسباب الغضب ودوافع التمرد.
وعلى القائمين على أمورنا أن يعلموا، أن الغضب وصل حدا لا يطاق، بالضرورة سيتحول من غضب محايد إلى غضب فاعل، وحينها ستشرع الأبواب على كل الاحتمالات.
في ظل هذه الأجواء يقول القائمون على أمورنا إننا أحرار في اختياراتنا، فهل نحن فعلا كذلك؟
وهل يوجد في مغربنا الراهن ما يسمى بالاختيار الحر؟
مبدئيا، في مجتمع فقير في أغلبية ساكنته وغني بثراء حفنة تشكل أقلية لا تكاد تبين بين عرمرم المحتاجين، وفي بلاد يعيش أهلها في مستوى عيش مترد، يصبح الاختيار ضربا من الخيال.
فالإنسان في مثل هذا المجتمع الذي نعيش فيه تملى عليه طريقة حياته، بل تفرض عليه فرضا، وليس من حقه أن يخطئ لأن خطأه سيلقي به إلى غياهب الفقر، وإن كان فقيرا أصلا، فإن خطأه حتما سيقتله.
ولما كان من مبادئ الاختيار، الحق في الخطأ، فإنه لا يمكنه أن يختار في مجتمع ضئيل الإمكانيات بأغلبية فقيرة هي في حاجة إلى كل شيء، وأقلية متخمة تبحث أين وكيف تدبر أموالها الفائضة؟
الأغلبية مجبرة على الاكتفاء باليسير والقناعة به والاقتصار عليه، تقتات بما هو أقل من الضروريات، في حين تتمرغ أقلية في بحور النعيم ورفاهة من العيش والرغد والسعة والرخاء.
فالأغلبية تقتسم القليل اليسير والنزر الزهيد، والأقلية تستحوذ على الكثير الجم من الخيرات والثروات والمصالح والخدمات والامتيازات.
الأغلبية لا زالت تنتظر ورود خبر الإصلاح وتترصد بشائر تغيير واقع الحال وقد دام ترقبها مدة طويلة، في حين لم تكثرت الأقلية لهذا الأمر ولم تعبأ به ولم تبال.
ورغم كل هذا يقولون إننا أحرار في اختياراتنا، طالت مدة انتظار الأغلبية وتراخت وظل القائمون على أمورنا يمطالون ويسوفون.
وبين الأمرين بون بعيد وتباين وتفاوت، بل بينهما تناف وتناقض وتضاد، لذلك ما زالت الأبواب مفتوحة على جميع الاحتمالات.
وبين هؤلاء وأولئك، تتسع دوائر الإحباط واليأس والتهميش والإقصاء، ومع اتساعها ترتفع وتيرة الغضب وتتصاعد حرارة الاحتقان الشعبي، بفعل تزامن تردي الأوضاع مع استمرار بروز آليات النهب والفساد واستفادة المحظوظين من الامتيازات الاقتصادية والاجتماعية الريعية بجرة قلم أو بمكالمة هاتفية من أي مكان، في بلد كثيرون هم فقراؤه والعديد من سكانه يعيشون في سكن غير لائق وشبابه يفضلون الانتحار والهروب على ظهر قوارب الموت.
ورغم كل هذا يقولون إننا أحرار في اختياراتنا في حين إننا الآن لسنا أحرارا إلا في شيء واحد، الغضب والتنديد والاحتجاج.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملفات ساخنة تنتظر عزيز أخنوش
- واقع مزري يقود المغرب نحو انتفاضات -المغرب غير النافع-
- -فقر- الاحتفاء باليوم الدولي للقضاء على الفقر بالمغرب
- ساركوزي يُبيِّض صفحته مع المغرب بزيارة خاصة
- الجماني و طرائفه مع الحسن الثاني
- المجلس الأعلى للحسابات يتقصى ملفات مصادرة أملاك مهربي المخدر ...
- المغرب والرهانات العشر لمغاربة الخارج
- الحكومة فاشلة حتى قبل ولادتها
- المغرب إلى... المجهول... !!!
- هل فؤاد عالي الهمة أبرم صفقة سرية مع الملك؟
- لا ديمقراطية بدون ثقافة الاحتجاج
- انتفاضات الخبز في العهد الجديد بالمغرب
- من قاع سجن عين قادوس
- غضب وتذمر في انتظار غد أفضل
- السطو على البنزين المدعم ونهب المال العام
- عباس الفاسي وزيرا أول وماذا بعد؟
- حوار مع عبد الله حريف أمين عام حزب النهج الديمقراطي
- حوار مع عبد الحميد أمين المناضل التقدمي والمسؤول الحقوقي وال ...
- الأفق يبدو غير واضح ولا يبشر بخير
- مازالت -ألتاديس- تستغفل المغاربة بمباركة وتزكية الحكومة


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إدريس ولد القابلة - يقولون إننا أحرار في اختياراتنا