أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أبو الكيا البغدادي - المصطلح الطائفي والتأسيس المذهبي














المزيد.....


المصطلح الطائفي والتأسيس المذهبي


أبو الكيا البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 2100 - 2007 / 11 / 15 - 11:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعد التباين والتنوع في الكون احد السمات المميزة للموجودات على اختلاف أنواعها.وإذا ما قصرنا الكلام عن المجتمعات البشرية ،فان الاختلاف الفكري والاثني والانثروبولوجي وما ينجم عن هذه الاختلافات وغيرها من تنوع حضاري ،يعد كل هذا الاختلاف والتنوع هو القاعدة وليس الاستثناء للمجتمعات البشرية عامة والمجتمعات الإسلامية خاصة.ويعد بعض المفكرين هذا التنوع دليل صحة ورقي حضاري في الوقت الذي يعتبره البعض الآخر نتيجة طبيعية افرزها التأسيس الأيديولوجي للمصالح الذاتية والفئوية الضيقة.ويمكن تتبع تاريخ هذا التنوع والتباين العقائدي وإرجاعه إلى منابعه الأولى ،ورغم إن هذا الموضوع شائك وحساس ولا أود الولوج إليه من خلال سطور تتناوله مقاله وأنا أدرك تماما إن الكثير من البحوث والرسائل العلمية والاطاريح الجامعية فضلا عن الكثير من أوراق البحث العلمي التي تقدم بها المهتمون في هذا المجال،فاني في الوقت ذاته لا أريد إن أمر بهذا الموضوع دونما رأي أو خلاصة ولو بكلمات قلائل عن المقاربات والتوجهات بهذا الشأن ،إذ يمكن ملاحظة ما يأتي:
1-إن معظم الباحثين الأكاديميين والعلماء الذين تناولوا هذا الشأن كانوا منهمكين في البحث عن تعزيز الأدلة والنظريات والمفاهيم التي تدعم انتماءاتهم الفكرية وليس متبنياتهم العقائدية بموجب كونهم باحثين عن حقائق علمية مجردة،وبهذا تفقد هذه الإعمال صفة الحيادية في المنهج العلمي والتاطير الشكلي والموضوعي.
2-إن المناهج التي سلكتها هذه الدراسات بشقيها العقلي والنقلي تعتريها الكثير من الفجوات والهفوات بما يضعف إمكانية التأسيس الاستنباطي والاستدلالي عليها،فالأسانيد التاريخية متضاربة بما يجعلها تتهافت وتتساقط أم المنطق الذي تتبعه هذه الدراسات ففي كثير من الأحيان هو منطق ساذج ومبسط لا يكاد يرقى إلى التحدي العلمي والأخلاقي. فضلا عما يعتريه من مثالب وما يعتريه من عورات وعثرات.وأريد إن اضرب مثلا واحدا هنا هو ما ورد في كتاب الاحتجاج من مساجلة لن اذكرها كلها بل أشير إلى إجمال الفكرة هذه المساجلة الفكرية حدثت بين أبي العلاء المعري والسيد الشريف المرتضى،تطرقت إلى عناصر الكون الأربعة وانتهت بمعرفة ما كان يعد معرفة عميقة بالكواكب والنجوم لا تتعدى معرفة أي تلميذ في دراسته الثانوية أو الابتدائية في عصرنا هذا حيث قال ابو العلاء (فما السعدين؟)، فرد عليه السيد (فما النحسين؟)،فبهت أبو العلاء!.
لقد دأب مؤسسو المذهبية الإسلامية منذ البدايات الأولى للتأسيس إلى التاطير المصطلي القرآني لمتبنياتهم المذهبية،وذلك حرصا على إضفاء الشرعية على تلك المتبنيات،فقد دأب أتباع مدرسة الصحابة إلى تبجيل صحابتهم فراحوا ينهلوا من القران الكريم ما يفيد في التبجيل فمثلا (رضي الله عنهم ورضوا عنه) وغيرها فأصبحوا يذيلون اسم الصحابي برضي الله عنه،كما إن أتباع مدرسة آل البيت استلهموا مصطلح (عليه السلام)من الايه القرآنية (إن الله وملائكته يسلمون على النبي يا أيها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )واستلوا منها لفظة (عليه السلام)ليتبعوا بها اسم الإمام.وعلى الرغم من الرضوان والسلام يصح للصحابة والأئمة فقد حرص بناة التأسيس المذهبي والسائرون في آثارهم على ديمومة المصطلح وقدسيته؟وما ذكرناه ما هو إلا مثال واحد وبمقدور القارئ غير المتخصص الوصول إلى العديد من الحالات التي تؤسس للمذهبية بإتباع المصطلح الطائفي .
لقد امتد استخدام المصطلح الطائفي في هذا الوقت في العراق ليشمل موتى هذه الصراعات فاخذ فريق ينعى قتلاه ويؤبنهم من خلال اللافتات السوداء مستخدما وصف( الشهيد البطل ..)في حين راح الفريق الثاني يقدم لشهيده بعبارة( الشهيد السعيد)،فلو لم يحمل اسم المتوفى دلالة على انتمائه أصبحت اليافطات تودي هذا الدور.
إن عموم الناس في الأعم الأغلب ينساقون بسهولة إلى استخدام هذه المصطلحات وربما يعتزون بها فكل حزب بما لديهم فرحون.وفي فترات الصراعات والاحتكاكات المذهبية تقع مسؤولية تخفيض مستويات الصراع على النخب الفكرية والثقافية والعلمية،كما إن وسائل الإعلام الملتزمة وطنيا وأخلاقيا يقع عليها القدر الكبير في التأسيس إلى الثقافات المتسامحة ونشرها بين الناس.وعندما يصل المتشددون إلى طرق مسدودة لابد إن يبرز دور الليبراليين والعلمانيين بمختلف توجهاتهم في اخذ زمام المبادرة السياسية والثقافية بمتبنيات أخلاقية ووطنية وبمصطلحات قريبة من ثقافة الجمهور وليست مصطلحات فنية أو فلسفية أو تفيض منها رائحة العنف أو التهميش والإقصاء ،وأخيرا فلا بد من إصدار القوانين التي تؤكد على نبد الثقافة المذهبية والطائفية المرتبطة بها.وهذا شان مهم ادعوا المثقفين إلى الكتابة فيه ليساهموا في إبعاد مجتمعهم من مزيد من التجزئة والعنف.



#أبو_الكيا_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتحار التاريخ
- غابة الجوراسك
- أحداث نصفها لم يقع
- صاية (أبو خضير) ودرنفيس النائب في الزمن الكردي وحكاية الذل ا ...
- بين نانسي عجرم والذباح في أيام الخير
- جمهورية العراق الاتحادية و دولة الحمر الطرشانية
- فوضى مشروعة لقلوب مشلوعة!
- ثلاثة مطابخ لأكلة ليست شهية
- بعثيون وان لم ينتموا(4)
- بعثيون وان لم ينتموا(5)
- بعثيون وان لم ينتموا (3)
- بعثيون وان لم ينتموا(2)
- بعثيون وان لم ينتموا
- حلاق المنفلوطي وثرثرة فوق الثرثار
- انفجار الضفادع وتصاغر البقر
- دور البغاء في بغداد
- توريث السلطة وتوريث المظلومية(2)
- توريث السلطة وتوريث المظلومية
- دوشيش الليبراليين وطيران العمائم الثيوقراطية
- الذباب الوهابي..من تنجيمات أبي معشر الفلكي إلى هلوسات أبي ال ...


المزيد.....




- مسؤول مصري لـCNN: وفد حماس بالقاهرة الأسبوع المقبل لبحث المر ...
- العراق.. تراجع عن مطلب خروج الأمريكيين
- ضربة جديدة لحكومة ميلوني: إعادة 43 مهاجرا من ألبانيا إلى إيط ...
- متظاهرون يتصدون لمحاولة طرد أحد المستأجرين من حيّ تاريخي في ...
- 51 مليون يورو .. بيع سيارة مرسيدس للسباقات تعود إلى الخمسينا ...
- رئيس جمهورية بريدنيستروفيه: احتياطيات الفحم لتوليد الكهرباء ...
- لافتات في غزة دعما لموقف السيسي ورفضا للتهجير على أنقاض الحر ...
- الخارجية الروسية تؤكد أهمية عرض الممارسات الدموية للقوات الأ ...
- -أمريكيون موتى-.. خبير يذكر ماسك بـ-الأهوال- التي رأتها القو ...
- أسير محرر يعود إلى غزة ليكتشف مصرع زوجته وطفلته خلال الحرب ( ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أبو الكيا البغدادي - المصطلح الطائفي والتأسيس المذهبي