مستلزمات كفاحنا الوطني الثلاث بين الامس واليوم

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2099 - 2007 / 11 / 14 - 10:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

1- الكفاح السياسي
حدد المفكر الكبير والمناضل الشهيد الرفيق فهد مستلزمات كفاحنا الوطني الثلاث في كراسه القييم "مستلزمات كفاحنا الوطني" الصادر عام 1946 : الكفاح السياسي والاقتصادي والفكري. ورغم انه لم يشر الى الحلقة المركزية فيها رغم وحدتها التي عبر عنها بانها لا تقبل التجزئة ، كما يقتضي النهج الماركسي، فانه بدأ في شرح محتوى واهمية الكفاح السياسي الذي يشكل الحلقة المركزية في مستلزمات كفاحنا الوطني. لان الكفاح السياسي يحدد بوصلة جميع مستلزمات كفاحنا الوطني، يحدد "الاستراتيجية الوطنية" أي الهدف الاساسي والعدو الرئيس اولا وثانيا القوة الاساسية التي يقع على عاتقها النهوض بالمهمات الاستراتيجية ثانيا. فجاء فيه:
"ان الكفاح السياسي يجب ان يخضع للخطة السياسية الوطنية العامة –لمرحلة التحرر الوطني- كأن يحدد العدو الرئيس (الاستعمار طبعا) الذي يجب ان توجه القوى الرئيسية ضده وان يعين حلفاء الاستعمار الطبيعيون منهم والعملاء المعروفون "الرتل الخامس" والذين يعتمدون للمحافظة على كيانهم، على الاستعمار، وان يحاربوا ويبعد تأثيرهم عن الجماهير." .. فعلى الشعب ومنظماته التي تضم طلائع الطبقات الشعبية التي تريد حقا، قولا وفعلا طرد هذا العدو الغاشم والتحرر والانفلات من انيابه السياسية ومخالبه الاقتصادية، عليها ان تقيم تنظيماتها بالشكل الذي تستطيع فيه مقاومة هذا العدو العنيد بشكل يمكن هذه التنظيمات من ضم جميع الوطنيين الواعين وتوجيههم بشكل يمكنهم من جذب الاكثرية الساحقة من الشعب وزجهم في المعركة.. "
ما احوجنا للالتزام بهذه الاستراتيجية التي تحتفظ بكل حيويتها وراهنيتها . فالالتزام بمبدأ : العدو الرئيس : الامبريالية الامريكية الذي تجسده قوات الاحتلال، قولا وفعلا يتطلب توجيه طاقات كل الجماهير لمقاومة هذا العدو الرئيس بكل الوسائل والاساليب وليس الاكتفاء برفع الشعارات وعقد الاجتماعات والمؤتمرات الفوقية وطرح البرامج البراقة التي تدغدغ مشاعر الجماهير بتضمينها كل ما تطمح اليه في حين تعمل قوات الاحتلال وادواتهاعلى حرمانها منها، واشغالها بالانتظار السلبي والاتكال على القوى السياسية التي تعتمد للمحافظة على كيانها ومصالحها على قوات الاحتلال. ما احوجنا الى القوى السياسية التي تعتمد على تعبئة طاقات الجماهير وقيادة نضالاتها من اجل تحقيق هذه الاهداف ومقاومة جميع القوى التي تقف عائقا امامها من ادوات الامبريالية الامريكية وقوات احتلالها. ان تحديد العدو الرئيس يعري جميع القوى التي تعمل على استبداله بين حين واخر باحد ادواته كعدو رئيس كالارهاب والطائفية والفساد و..الخ لانها بذلك ترمي الى تضليل الجماهير والهائها عن عدوها الرئيس وتبديد طاقاتها في النضال ضد قوى يحميها ويدربها ويمدها الاحتلال بكل وسائل القوة والديمومة، بدون ربط هذا النضال بالنضال ضد العدو الرئيس قوات الاحتلال. ففي غياب او ضعف الطليعة الواعية في عراقنا اليوم، تمكنت قوات الاحتلال من احتواء جماهير الكثير من مناطق العراق وشل مقاومتهم لها بتوجيه كفاحهم ضد القاعدة بل وتسخيرهم لتطهير صفوفهم من العناصر الواعية ، وتمرير كل وسائل تفرقة صفوفهم على الصعيد المحلي والوطني . واشغالهم عما يرسخه من انياب سياسية وعسكرية أي سلطات تابعة وقواعد عسكرية، ومخالب اقتصادية كقانون النفط والغازوغيره من القوانين الاقتصادية، للهيمنة على ثرواتنا النفطية واحكام طوق الفقر والجهل والمرض على رقبة شعبنا. فاي نضال ضد ادوات الاحتلال بمعزل عن مقاومة الاحتلال لايحقق اهدافه . فلا الارهاب سواء كان باسم القاعدة او أي اسم اخر قد تستحدثه ترسانة الامبريالية الامريكية من ادوات، ولا الطائفية ولا الفساد و..الخ من ادوات الاحتلال، يمكن القضاء عليها دون القضاء على الاحتلال. ولا يمكن تحقيق أي من الشعارات التي تزخر بها برامج وبيانات ومؤتمرات القوى المنضوية بالعملية السياسية لايمكن تحقيقها بدون مقاومة الاحتلال والتحرر من قواته.
وانطلاقا من ادراكه بان الجماهير هي التي تصنع التاريخ، اكد فهد في كراسه القييم : "ان النضال ضد الاستعمار ، العدو المسلح والمنظم والغني، يستلزم كذلك تحرير جماهير شعبنا من المفاهيم المضرة بالحركة الوطنية ، تحريرها من التردد والخوف وتحريرها من الاتكالية.. ويستلزم ان تكون لدى الاحزاب والمنظمات المجاهدة نظرية وطنية علمية واضحة لا تنفصل عنها اشكال التنظيم واساليب العمل، نظرية لا تعطي مجالا للمهرجين والمترددين لتحريفها وتلطيفها بالشكل الذي يتفق ونزعاتهم ، نظرية تعتمد على الجماهير الشعبية في الكفاح وتلائم المرحلة التي يتمخض عنها تطور المجتمع ". و من منطلق الترابط بين الاهداف الوطنية والاممية، اشار الرفيق فهد الى الترابط بين نضال شعبنا التحرري ونضال البشرية ضد عدوها المشترك الامبريالية الذي يتنامى وتتنامى اهميته في عصرنا عصر العولمة الراسمالية حيث جاء:" ان النضال ضد عدو موحد عالميا يتطلب توحيد الصفوف في الداخل وتنسيق النضال مع الحركات التحرريه في العالم ضد هذا العدو."
ما احوجنا اليوم الى النضال السياسي الواعي الذي تنوره افكار وتوجيهات فهد في تطورها وتقوده اشكال من التنظيم تلتزم بالاهداف الوطنية وتقاوم التحريف، واساليب عمل تعطي الجماهير دورها في صنع تاريخها بعد توعيتها وتدريبها على مختلف اشكال الكفاح وتوجيه كفاحها. وكلنا ثقة بقدرة شعبنا وطلائعه الثورية النهوض بهذه المهمة فقد انطلقت جبهة مقاومة قانون النفط والغاز تسير قدما من مرحلة التوعية بمحتوى القانون ومخاطره باستنادها على ذخيرة شعبنا من طلائع مخلصة وخبرات علمية رائعة في مجال النفط، وتجارب غنية وانتقالها الى مرحلة تعبئة وتحريك الجماهير والعمل على تحفيز طاقاتها الجبارة لانها العامل المقرر في مسيرة الكفاح الكبرى. فالجماهير بنضالها وتطوره ومبادراتها هي التي تقرر مصير قانون النفط سواء في اقراره او في ابطال مفعوله اذا ما تجرا البرلمان على تحدي ارادة شعبنا، وفي ربط النضال ضد قانون النفط بالنضال ضد القوانين والاتفاقيات التي ترسخ مواقع قوات الاحتلال وادامة هيمنته وضد جميع ادواته السياسية والايديولوجية والاستفادة من نتائج كل معركة مع قوات الاحتلال وادواتها لتطوير وسائل واساليب الكفاح وربطها بالكفاح الذي تخوضه البشرية ضد اعدائها وبالاستناد الى تضامنها ودعمها، وصولا الى التحرر الناجز.

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات