أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بشيرعثمان - هل تحولت اليمن الى مزرعة لتخصيب القبائل وتفقيس الفرق والمذاهب وإنتاج التطرف؟.















المزيد.....

هل تحولت اليمن الى مزرعة لتخصيب القبائل وتفقيس الفرق والمذاهب وإنتاج التطرف؟.


بشيرعثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2099 - 2007 / 11 / 14 - 10:50
المحور: كتابات ساخرة
    


لقد تجاوزت الحالة الجنوبية مرحلة التجاذابات والتباينات السياسية، وغدت قضية الساعة التي تسغل الحالة السياسية اليمنية،وتؤثر تأثيرا واضحا على كافة القوى السياسة اليمنية،وعلى مستقبل اليمن عموما, وبدت مؤخرا كقضية قابلة للإستخدامات الخارجية لما تملكه من تأهيل وتأثير على إستقرارا اليمن،وعلى ديمومة نظامها السياسي، وهي بحق أفضل المداخل التي يمكن إستغلالها للضغط على النظام من ناحية، ومن ناحية أخرى لتصفية الحسابات العالقة بفعل ونتيجة السياسات والمواقف السابقة التي وقفتها اليمن الرسمية خارجيا وفي فترات سابقة، وسهلها فيما بعد السياسات والممارسات الداخلية الخائبة والمنظمة بعد حرب صيف94 .. وتأسيسا على ماسبق لايمكن قراءة الحالة الجنوبية إلا من خلال دراسة الحالة اليمنية اليمنية السياسية والإجتماعية والثقافية تاريخيا.. وهو التاريخ الذي يقف دون شك عائقا دائما في وجه الوحدة اليمنية الراسخة والتسليم الكامل بها من كافة اليمنيين، وتحولها الى قوة في مواجهة التحديات والإستخدامات الداخلية والخارجية،وليس العكس أو كما هو حاصل الآن.
إن العلاقات الناشئة بعد حرب صيف94 وماقبلها هي مشكلة اليمن الحالية الكبرى الأساسية – دون أن يعني هذا إختزال المشكلة اليمنية في الحالة الجنوبية فهذا سوف يكون إضافة الى جملة التراكمات والإحتقانات السلبية السابقة وعائق في وجه حل مشاكلنا الوطنية وتعذيتها بالأخطاء بدلا من تصحيحها- .
لقد بدى جليا أن الحالة الجنوبية أفرزتها ثقافة وسياسة وظروف إجتماعية تاريخيةغاية بالتخلف والإنحطاط الفكري والسياسي والإجتماعي، ولايربطها بفكرة بناء الدولة المدنية الحديثة رابط .
ففي الحالة الجنوبية التي أفرزتها جملة من الأخطاء والسياسات وغذاها في نفس الوقت الظلم والتهميش الإجتماعي والسياسي والإقتصادي اللاحق لحرب صيف94ونضجت مؤشراته المتعالية قبليا ومناطقيا بسحق مقومات المدنية التاريخيةالتي تراكمت في الجنوب سابقا(ثقافة النظام والقانون)، ولصالح ثقافة المنتصر القبلية (ثقافة العجل)وإقامتها سدا منيعا في وجه تحقيق إنجاز الدولة الحديثة والمدنية لما بعد22/5/1990.
لقد ظهرت في الجنوب- بعد حرب صيف 94- حالة يمكن تسميتها بـ "الدونية المدنية" مقابل الإستعلاء القبلي وتمكينه من صياغة العلاقات الإجتماعية وإدارة المصالح من خلال إمتيازه بإمتلاك القوة وسط "دعممة "النظام (القائم أصلا على حامل فكري وثقافي قبلي مناطقي)، وموقفه الغريب من دولة النظام والقانون،وتخليها عن مساندة الجنوب واليمن عموما من خلال تعزيز الموذج القبلي الطافح بالتخلف والرجعية .. بل وسلب الجنوب من قوته المتمثلة بالمدنية وتحويلها الى عامل ضعف ومن خلال تركيبة النظام القبلية وتشريع الممارسات التي تنتجها ثقافته النقيضة للإرث المدني الجنوبي.
لقد أستطاع النظام في الفترة السابقة ترسيخ قوته وتبرير سياساته القمعية والفاشلة،لكنه فشل في إقامة الدولة اليمنية الحديثة التي تحتضن كل اليمنيين على قد رمن المساواة بالفرصة المتساوية والمواطنة العادلة.

لقد وضع الجنوب –خصوصا- في بوتقة أزمة إجتماعية وسياسية وإقتصادية كبيرة وسعى جاهدا بعد حرب صيف94 الى إعادة التوازن مع الشمال المنتصر،والى ردم الهوة الثقافية والإجتماعية(بالردة الى الخلف) بين شكلان وثقافتان إجتماعيتان (القبلي ، والمدني)، وسار في إتجاهين الأول.. عبر عودة بعض المناطق الى القبلية للإحتماء والإلتجاء من ناحية ،ومن ناحية أخرى لإيجاد من نوع من التوازن والتماثل مع الشمال، ولكن ليس كل الجنوب كان يمكنه العودة الى هذا الشكل من التنظيم الإجتماعي، فما كان إلا الطريق الأخرى(الثانية) التي فرضتهاا حرب صيف94 - خاصة المدن التي لايمكن أن تتحول الى نظام القبائل والعشائر- وكان المفر لإيجاد التوازن من خلال التدين شديد التطرف في أوساط الشباب وتحديدا في المناطق الأكثر مدنية كنوع من البحث لتعويض حالة الإنتقاص المفروضة على الجنوب، وهذا التحول هدف أساسا الى خلق حالة من التوازن النفسي والإجتماعي مع الطرف الآخر الذي طالما ردد: "الدين عند الجنوبيين ناقص(رافقه فتاوي ومحاضرت تشير الى الإستخدام المغرض للدين)!!". وجرى إستغلال هذا الوضع-(النقص المفترض) -وإستثماره في وقت لاحق كذلك من الأطراف السياسية الرايدكالية التي كانت طرفا رئيسا في المرحلة الأولى ، وأستخدمت سلاح الدين مرة أخرى بعد الحرب كأستمار لنتيجتها، وهذه المرة عبر إشاعة : "الكثير من التدين هو الحل"( التطرف بالمفهوم المتعارف عليه) لإيجاد المساواة المفقودة، وواضح أن هذا إستغلال ذكي من قبل حلفاء النظام الرايدكاليين، لحالة عدم المساواة، وتراخي النظام أو أهماله لها ..هنا كان النظام يفضل مصلحة الأسرة والقبيلة وهي كل همه، فيما كان حلفاء الحرب يفضلون إستغلال الفرصة عبر الدين نحو مزيد من التوسعات الفكرية القائمة على فراغات فكرية(عانى الجنوبيون من حالة من الفراغ الفكري نتيجة نتيجة للهزيمة العسكرية للإشتراكية اليمنية) ومساويء النظام ومايقترفه من أخطأء،وبالنسبة للجنوبي في ظل هذا الوضع تكون خطواته مبررة أيا كان إتجاهها، ولكن لايمكن أن يسري هذا التبرير على النظام وحزبه الحاكم والقوى المدنية الأخرى في المجتمع، وخاصة تلك المناط بها تحديث المجتمع أو تتبنى فكرة التحديث والتي وقفت متفرجة على مأساوية المشهد أو متأسفة على مايحدث!!؟.

ونتيجة لسلبية التنظيمات السياسية المدنية والمجتمع المدني عموما تصاعدت حدة النفور الإجتماعي وسط المجتمع اليمني، وتجلت أبرز صورها وضوحا بالعبارة الشهيرة:" الدحابشة"!! وهذا النفور هو في الأساس تآكل حقيقي في قوة النسيج الإجتماعي، وتعبير من تعابير السخط على ما آلت له الوحدة اليمنية.. وهو ماسيقود لاحقا الى العجز في تحيق الإنسجام المجتمعي نتيجة الإستنفارات المناطقية والدينية المتصاعدة.!!

لكن الردة القبلية الجنوبية وفرضها،وما تفرزه من ولاءات وإحتماءات مناطقية، والحالة الأخرى التي مثلت فرصة لإستقطابات إيدولوجية واسعة(ردائها الدين وهدفها السلطة) لم تكن كافية لخلق التوزان والمساواة المطلوبة،و كان هناك تطورا تاريخيا واضحا يجري تطوره بهدؤ وهوتحول يقود الى مشروع إنفصالي واضح المعالم والأدوات والأسباب بعد فشل كلا البديلين(القبلي، والديني بمختلف تشكيلاته وفرقه ومذاهبه) للمدنية الجنوبية، وهدفه في الأساس إعادة الإعتبار للجنوب إنسانا وحضارة وتاريخ!!.
ندرك إن حصيلة الحرب ونتائجها أفرزت منتصران متوافقان في الحرب ومتنافسان على السلطة، وأن الحرب عادت بالنفع على طرفين: الأول،النظام الحاكم نفسه، والثاني، الرايدكاليون والجماعات التابعة.
ولكن نتيجة الحرب أيضا أوجدت خاسرون وهم: الفقراء والنساء والأطفال في الريف والمدن الجنوبية على وجه التحديد ،وعملت الحرب عملت على تكريس التراكمات السياسية والإجتماعية والثقافية المدمرة لتماسك المجتمع اليمني وترسيخ وحدته.. فالبناء على التوازنات وتشكيل الهويات المناطقية والقبلية الضيقة ومدها بالإمتيازات حسب ولاءها للسلطة وقربها العشائري والإيدولوجي لايعد منهجية صحيحة يمكن الإعتماد عليها بديلا لمشروع بناء الدولة المدنية الحديث، بل هو مشروع لتحويل اليمن( إن لم تكن قد تحولت أصلا) الى مزرعة لتخصيب القبائل وتفقيس الفرق والمذاهب المتخلفة عن المدنية والحداثة.
ففي ظل الصراعات السياسية والطموحات المشبوهة في بناء فكرة الدولة الديمقراطية الحديثة تتبنى بعض القوى السياسية- المؤطرة حزبيا، أو حتى تلك التي تقف خارج التأطير الحزبي ولكنها قائمة برعاية السلطة وأحزاب سياسية يمنية كبيرة مشاريع مستقلة بذاتها - هي على نقيض تام مع فكرة الدولة المدنية الحديثة دون الحاجة الى الخوض في تفاصيلها المنهجية يمكن الإشارة من بعيد الى بعضها : السلفية والجهادية، والأسرية، والسلالية، والقبلية ...الخ. وهي دون شك مدركة لنا جميعا وتغدو رعايتها والقبول بمشاريعها الرجعية مسألة معقدة يمنيا، ثقافيا وسياسيا، وإجتماعيا، وربما يشكلها ويحميها إرث مجتمعي بكافة مقوماته المتخلفه.
ففي الفترات السابقة جرى بناء جملة التناقضات الفكرية عن عمد، وفي الوقت الحالي تمثل مشكلة اليمن الكبيرة التي تستدعي الحل والدمج في إطار الدولة الحديثة ليس فقط لحاجة يمنية خالصة وإنما لحاجة اليمن الى التعامل مع الخارج،
فهذه المشاريع على تعددها ودورها كانت هي المغذي للنزاعات والصراعات السياسية اليمنية الصغيرة الى أن كانت فيما بعد المغذي الأكبر للصراع الأكبر :حرب صيف94.
وغدت فيما بعد مثلا يحتذى به في إقامة وتبني المشاريع المناطقية الواسعة كالقضية الجنوبية..فما كان للحالة الجنوبية أن تصل الى وجودها أصلا لو لم يتم بناء المشاريع الفكرية والسياسية الأصغر حجما والأكثر ضررا على مستقبل اليمن، كأداة من أدوات إدارة الصراعات السياسية القذرة،والإستقواء بها خارج إطار مشروع دولة الوحدة الوطنية المدنية،و خارج إطار الدولة ذاتها . وقبلهما خارج إطار أدواتها التي نصطلح عليها بالأحزاب المتعارفة على المفاهيم الديمقراطية .

دون شك لقد تمثل النشاط السياسي الحالي والسابق الخاطيء في إنتاج المشاريع الصغيرةوإحتضانها، على حساب إقامة الدولة المدنيةالحديثة، ومثل كل المشاريع التي لا تبنى على اسس صحيحة ويدخل في بنائها مشاريع نقيضة لابد أن يؤدي هذا الحال الى التصادم فيما بعد ناهيك عن كونها معيق للمشروع الأساسي المتمثل في إقامة الدولة الحديثة . ن
ندرك الآن أكثر من أي وقت مضى أن الفترة السابقة لم تكن فترة يمنية خالصة وإنما كانت فترة صراعات مريرية فكرية وسياسة وهي صراعات على نقيض تام مع فكرة بناء الدولة المدنية الحديثة التي يطمح لها كل يمني، ولكن ندرك الآن أكثر من أي وقت مضى كذلك أن أن الفرصة لازالت مواتية لإنتصار الدولة المدنية أو إنتصار المشاريع الصغيرة الرايدكالية والمناطقية ومد نفوذها الى السيطرة على السلطة ، فمن يكسب السباق في أقرب وقت؟!.



#بشيرعثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بعد حكم الإعدام.. حكم جديد ببراءة مغني الراب الإيراني توماج ...
- Admhec “القبول بالجامعات” معدلات القبول الموحد في الجامعات ا ...
- انطلاق الدورة الـ77 لمهرجان -لوكارنو- السينمائي الدولي في سو ...
- البحر الأحمر السينمائي يعلن عن فتح الانتساب لدورته الرابعة 2 ...
- -أوروبا-: رؤية سينمائية تنتقد وحدة أوروبية مفترضة
- نجم شهير يتعرض لموجة غضب كبيرة بسبب انسحابه فجأة من فيلم عن ...
- تونس: الحكم بالسجن أربع سنوات على مغني الراب -كادوريم- وحرما ...
- 60 فنانا يقودون حملة ضد مهرجان موسيقي اوروبي لتعاونه مع الاح ...
- احتلال فلسطين بمنظور -الزمن الطويل-.. عدنان منصر: صمود المقا ...
- ما سبب إدمان البعض مشاهدة أفلام الرعب والإثارة؟.. ومن هم الم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بشيرعثمان - هل تحولت اليمن الى مزرعة لتخصيب القبائل وتفقيس الفرق والمذاهب وإنتاج التطرف؟.