أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالجليل النعيمي - يسار العالم وتحديات القرن















المزيد.....


يسار العالم وتحديات القرن


عبدالجليل النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2099 - 2007 / 11 / 14 - 10:50
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تحت تأثير سكرة تسعينات القرن العشرين بعد انهيار الاتحاد السوفييتي كاد كثيرون، حتى من اليساريين والتقدميين، أحزابا وأفرادا، أن يفقدوا الثقة في مستقبل الاشتراكية وفي دورهم التاريخي في قيادة شعوبهم نحوها. وكادت نظرية’’ نهاية التاريخ’’ تبدو علمية تدحض نظرية الاشتراكية العلمية.
لقد أصيبت الاشتراكية العالمية بهزيمة مرة. غير أن السنوات اللاحقة بينت أنها مؤقتة وأعجز من أن تغير المسار الطبيعي لتاريخ البشرية. هذا ما حاولت الأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية إثباته في لقائها التاسع الذي جرى في مدينة ‘’مينسك’’ عاصمة بيلوروسيا في الفترة ما بين 3 - 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2007 تحت عنوان ‘’الذكرى السنوية التسعون لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى، حيوية وديمومة أفكارها، الشيوعيون في النضال ضد الإمبريالية ومن أجل الاشتراكية’’.
ساهم في اللقاء 154 ممثلا عن 71 حزبا شيوعيا وعماليا من 58 بلدا في العالم. كما وجهت الأحزاب التي لم تستطع الحضور رسائلها إلى اللقاء. وقد أعمل المساهمون الفكر من أجل استخلاص الدروس والعبر مما حدث، وإعادة قراءة توازنات العالم كما هي، والبحث في نقاط ضعفهم وقوتهم واستخدام إرث أكتوبر من أجل تغيير العالم نحو الأفضل.
أكد المشاركون أن تجربة البناء الاشتراكي لم تستنفذ نفسها بعد. لقد دخلت هذه التجربة التاريخ بما لها وعليها. فمن عميق الدلالات أن ينعقد هذا اللقاء في المدينة ذاتها التي انعقد فيها في مارس/اذار 1898 المؤتمر الأول للحزب الاشتراكي الديمقراطي العمالي الروسي، الذي فجر وقاد ثورة أكتوبر. ورغم أن الرئيس البيلوروسي لوكاشينكو الذي وجه للقاء رسالة تحية حارة ليس ناشطا في الحزب الشيوعي، إلا أن دور الحزب بارز في الحفاظ على ما حققه أكتوبر من إنجازات اجتماعية واقتصادية وعلى مستوى القيم. ورغم أن بيلوروسيا لا تملك نفطا أو غازا أو الكثير من الموارد الطبيعية، إلا أن ما استعرضته السكرتير الأول للحزب الشيوعي لبيلوروس تاتيانا غولوبيفا مثير حقا. الناتج الإجمالي المحلي ينمو بمعدل 9 - 10% سنويا. حصة المصروفات على الأغراض الاجتماعية تزيد عن 55% من ميزانية الدولة. مستوى البطالة يعد الأدنى في العالم، حيث يبلغ 1,1% مع تأمين الدعم الاجتماعي للعاطلين. ومنذ العام 2000 ارتفعت الأجور خمس مرات في قطاع الصناعة و5,3 في قطاع الزراعة. وكانت بيلوروسيا واحدة من أوائل الدول الأوروبية التي حصلت على شهادة منظمة الصحة العالمية بالنجاح في استئصال جميع الأمراض الخطرة. كما هبطت بمعدلات وفيات الأطفال إلى متوسط المستوى الأوروبي. وشكل الصرف على التعليم 8% من الناتج الإجمالي المحلي، وسيرتفع إلى 10 حتى العام .2010 وهذا المعدل يفوق كثيرا من الدول الغربية. وتدعم الدولة كل الأسر الجديدة بعشرة أنواع من الدعم، وتوفر الغذاء مجانا لجميع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين. مع ولادة الطفل الثالث يسقط 50% والرابع 70% من القرض الإسكاني. ومع مقدم الطفل الخامس تطفئ الدولة عن الأسرة كامل القرض.
‘’لدينا أسس كافية للقول بأن مبادئ أكتوبر هي مرشدنا إلى بناء الاشتراكية التي تمثل مستقبل البشرية’’ حسب رئيس القسم الدولي في الحزب الشيوعي الصيني غو إتشو، مؤكدا أن بلاده جعلت مغزى أكتوبر أبديا، وأن 77 مليونا من أعضاء الحزب ومعهم شعب الصين الذي يشكل خمس سكان المعمورة ماضون بثقة لا حدود لها على طريق تأكيد هذه الحقيقة. وما يحققه المارد الصيني يشكل قاطرة لعمليات البناء الاشتراكي الجارية في فيتنام ولاوس وبقية بلدان العالم. كما تشكل منجزات كوبا الاشتراكية التي تحقق نموا اقتصاديا يقترب من 10% سنويا ملهما للتحولات نحو اليسارية في كثير من بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي باتجاه الاشتراكية. وغدت بوليفيا التي قتل فيها الأميركيون المناضل تشي غيفارا وطنا لتحقيق أفكار الثورة البوليفارية.
مع ذلك لم يغفل المشاركون أن نجاحات الإمبريالية العالمية في تنشيط ما سمي بالثورات البرتقالية أو الوردية وغيرها من الثورات ‘’الملونة’’ في جورجيا وأوكرانيا ولبنان وغيرها من البلدان تعكس الإمكانات الجديدة التي تتمتع بها العولمة الرأسمالية في إدارة العالم والمستويات الجديدة التي حققتها في الاستحواذ على قلوب وعقول جماهير كثيرة في هذه البلدان، خصوصا وسط الشباب. ذلك يملي ضرورة أن تعاطى الأحزاب مع متغيرات هذا العالم بكل جدية وقد أكدت أولى توصيات اللقاء على تنظيم أنشطة لتعريف الشباب بالإرث النظري للماركسية بمناسبة مرور 190 عاما على ميلاد ماركس و160 عاما على صدور البيان الشيوعي.
ولعل عضو كتلة الحزب الشيوعي الروسي للانتخابات القادمة العالم البارز والحائز على جائزة نوبل جوريس ألفيوروف كان أبلغ المشخصين لواقع العالم اليوم. أشار إلى أنه حين يقول العلماء بأنه لا بد من بعث أفكار الاشتراكية مجددا، فذلك لأن الأحزاب البرجوازية نفسها أصبحت تدرك بأن أحد أهم شروط التطور الوطيد لكوكبنا هو ضرورة كسر ما يسمى بقدح الشمبانيا. وهذا هو المصطلح الذي درج على استخدامه علماء الاجتماع. فقدح الشمبانيا ذي الضعيفة الطويلة التي تتسع في الأعلى يذكر بطريقة توزيع الدخول بين سكان العالم الموزعين على فئات عشر، تستحوذ العليا منها على 87% من الدخل، والسفلى على 4,1% من الدخل فقط. أي أن العلاقة التناسبية بين الفئتين تشكل 60 إلى .1 في الاتحاد السوفييتي كان هذا التناسب يشكل 5,4 إلى .1 وفي بيلوروسيا اليوم 5 إلى .1 أي أن الاشتراكية قد كسرت ومنذ زمن بعيد قدح الشمبانيا الذي تدعو الأحزاب البرجوازية إلى كسره اليوم لفظا فقط. الرأسمالية العالمية وفي مقدمتها الإمبريالية الأميركية لا تستطيع بناء هذا العالم المستقر. بل إنها وبسبب من صراعاتها على اقتسام النفوذ في العالم تزيد من توتراته ونزاعاته الإقليمية دفعا بهذا العالم نحو الحرب الكونية. استخلص المشاركون أن النضال ضد الحروب ومن أجل السلم العالمي لا يزال يشكل مهمة إنسانية كبرى أمام قوى الخير في العالم.
وحدة القوى الثورية اليسارية والتقدمية في العالم تشكل ضمانة مهمة لنهوض الحركة الثورية العالمية بذاتها وبمهماتها. بينما تشرذم هذه الحركة، كما يقول سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي فرناندو ريميريس دي استينوس، يشكل بقعة كعب أخيليوس التي تستهدفها قوى اليمين والإمبريالية للنيل من الحركة.



#عبدالجليل_النعيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي لا يضيع شريعتمداري بوصلتنا
- إيران.. من يمين إلى وسط المحافظين
- 11 سبتمبر.. كل عام وأنتم بخطر


المزيد.....




- موسكو: ألمانيا تحاول التملّص من الاعتراف بحصار لينينغراد إبا ...
- مظاهرات بألمانيا السبت وغدا ضد اليمين المتطرف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 589
- تحليل - فرنسا: عندما يستخدم رئيس الوزراء فرانسوا بيرو أطروحا ...
- برقية تضامن ودعم إلى الرفاق في الحزب الشيوعي الكوبي.
- إلى الرفيق العزيز نجم الدين الخريط ومن خلالك إلى كل مناضلات ...
- المحافظون الألمان يسعون لكسب دعم اليمين المتطرف في البرلمان ...
- استأنفت نيابة العبور على قرار إخلاء سبيل عمال شركة “تي أند س ...
- استمرار إضراب عمال “سيراميك اينوفا” لليوم السابع
- جنح مستأنف الخانكةترفض استئناف النيابة وتؤيد قرار إخلاء سبيل ...


المزيد.....

- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالجليل النعيمي - يسار العالم وتحديات القرن