هجرة النصارى من الشرق الى الغرب - بين القبول والرفض . !

جوزيف شلال
(Schale Uoseif)

الحوار المتمدن-العدد: 2098 - 2007 / 11 / 13 - 11:20
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

مع الاعتذار لبعض الكلمات الجارحة وهي حقيقة . اقول. ان التطهير العرقي والديني والبشري لمعتنقي الديانات الاخرى ومضايقتهم قد ابتدات وبدات من الجزيرة العربية وتحديدا بما يعرف اليوم بالسعودية ما قبل حوالي 1400 ميلادية . والى هذا اليوم نرى ان النظام الوهابي يمارس عمليات التطهير والاقصاء والمنع لاي دين بالتواجد على ارض السعودية لاسباب عنصرية وشوفينية مخالفة لكل قوانين الحياة في الارض والسماء .

قبل حوالي 1000 عام كانت المنطقة ومن دول شمال افريقيا والحبشة ونزولا الى وادي الرافدين واسيا الصغرى تعج بالنصارى - المسيحيين - اضافة الى مجموعات اديان اخرى معروفة لدى الجميع . الجزيرة العربية كانت تحتوي كل من اليهود والنصارى العرب وكذلك عابدي الاصنام والاوثان والاحناف اي ملة ابراهيم .
القضاء والتطهير على تلك المكونات المهمة بدا منذ حوالي سنة 600 م . وامتد التطهير المبرمج لغير الاسلام لباقي المناطق الاخرى والتي ذكرت في المقدمة .

ما عرف بالفتوحات والغزوات باسم الدين ما كانت الا واحدة من تلك العوامل والاسباب للقضاء على الاديان من الاجناس الاخرى . اليوم اصبحوا المسيحيين اقلية في اوطانهم وارض الاباء والاجداد بعد ان كانوا الاكثرية والاغلبية الساحقة .
الاسلامويين او المتطرفين المتعصبين لن يهدا بالهم وفكرهم الا حينما يرحل وينتهي اخر مسيحي من هذه الارض . وهم ينطلقون من ان هناك امر من الله يقول في عدة ايات من القران التي تدعوا مقاتلة غير المسلمين . ولا نريد الخوض هنا في عدد وتلك الايات وما هو منسوخ منها ومن بعض الاحاديث لان جميعها معروفة .

بالمقابل من هؤلاء الضلاميون والمتخلفون . هناك مجموعة كبيرة ايضا ترى ان اخلاء او تفريغ المنطقة من المسيحيين والاديان الاخرى هي خسارة جسيمة ولها اضرار فادحة للمنطقة وحضارتها وتقدمها . ! وتقول كذلك ان هجرة المسيحيين العرب وغير العرب من المنطقة تشكل خطرا بسبب دورهم الثقافي والاجتماعي وفي نهضة حضارة الامة العربية ووطنيتهم ومحبتهم للارض والاخر وباعتبارهم كذلك حلقة وصل بين الشرق والغرب . لان من طبيعة وخصوصية المسيحي انه قادر ان يعيش ويستوعب كلتا الثقافتين والحضارتين بالرغم من التباين بينهما .

لهذا مارست المسيحية وثقافتها دورا وتاثيرا بين الاسلام الشرقي والغربي المسيحي . وكذلك الى تهدئة المخاطر الكثيرة والعقلنة بين الطرفين المتناقضين في كل شيئ .
يتمركز المسيحيون في الارض العربية . العراق . سوريا . مصر . لبنان . فلسطين . السودان . اضافة هناك تواجد قليل في بقية الدول العربية . وتواجد اخر في دول الاقليم المجاور ايران وتركيا ويقدر عدد المسيحيين في هاتين الدولتين بحوالي 300 الى 500 الف مواطن .
عدد المسيحيين في الدول العربية يقدر ولعدم وجود احصائيات دقيقة ما بين 15 الى 25 مليون . وينتمون الى عدة طوائف مهمة وهي بحدود 10 طوائف واهمها . الاقباط . الكلدان . الارمن . السريان . الاشوريين . الاكراد وغيرهم .

اليوم نشاهد ان عدد المسيحيين في خارج اوطانهم وهم مهجرين ومهاجرين ومغتربين ولاجئين يفوق عن عدد المسيحيين في الداخل . وهم من النخب والكفاءات العلمية والمهنية والثقافية . ومن هنا كذلك انطلقت حملات من المثقفون العرب والمسلمين الشرفاء لتدارك خطر هجرة المسيحيين الى الخارج . واعتبروه بمثابة استنزاف من الطاقات البشرية والكوادر والفكر في المنطقة . وفي نظرهم ايضا هي حالة ضرورية وشعور وطني للوقوف ضد محاولات التهجير والاقصاء والاضطهاد وما يتعرضون اليوم من التهميش .
قبل ان نختم لا بد الى الاشارة بان المسيحيين هم من الشعوب السامية او ما يعرف بالسامية . ومعظمهم رحلوا وهاجروا من الجزيرة العربية الى باقي الدول في المنطقة . المسيحيين العرب والمشرقيين خاصة يميلون الى روح المسامحة وحب الاخر والاخلاص والمسالمة والطيبة . وكان وما يزال لهم دور كبير في بناء الاوطان وفي العلوم والبحث في جميع فروع العلوم كالفلسفة والفلك والشعر والبحث المعرفي .
اذن لا بد الى ارساء اسس مصالحة وطنية اخلاقية لترسيخ ودعم جميع اطياف ومكونات المنطقة وعلى مبدا المشاركة والمواطنة والمساواة للجميع دون النظر الى دينه وقوميته ومذهبه .
اعتقد هذا ما يريده الله من ان تحبوا بعظكم بعضا وليس الاقصاء والتهميش والتطهير . هل من الحكمة والعدل ان نلوم الاخرين حينما هم يمارسون التطهير العرقي والقتل وابادة سكان الاصليين . ونحن نمارس ابشع جرائم التطهير والابادة لمجتمعاتنا . . . ! ! !

#جوزيف_شلال (هاشتاغ)       Schale_Uoseif#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات