أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كريم كطافة - الحاجوز














المزيد.....

الحاجوز


كريم كطافة

الحوار المتمدن-العدد: 2098 - 2007 / 11 / 13 - 11:24
المحور: كتابات ساخرة
    


قد تبدو هذه المفردة للبعض، أنها من طينة الكلام العامي. فقط لأنها تستخدم في الشارع وليس في الكتب والمؤلفات. لكني أختلف مع هذا البعض معلناً أن هذه المفردة هي من حبال مضيف اللغة العربية. جذرها (جدها الأول) معروف وهو (حجز) منع شيئاً من الحدوث. والحاجوز في عرفنا الشارعي إن كان عشائرياً أو مدنياً، هو ذلك الإنسان المتورط بـ(عدم الانحياز) في مشاكل جماعته. ما أن تحدث (عركة)، (كونة)، (شجار) إلا وتجده في وسط المتكاونين، قد يتلقى من الضرب والركل أكثر بكثير من أولئك المفترضين أهدافاً لذلك الضرب والركل. لكنه رغم ذلك يستمر حاجوزاً بين القوم، مانعاً لتلك (الكونة) من الانتشار.
إذن، مهمة هذا المخلوق رجلاً كان أم امرأة هي مهمة جليلة بكل معاني الجلال. لأنه مشروع واسطة خير معروضة لأولئك الذين يتلاعب في نفوسهم وعقولهم (الشيطان) في ساعة غضب. لكنها أيضاً خطيرة. على الأقل لما فيها من أذى سيلحقه شخصياً، على الأخص حين يكون السلاح المستخدم في حل المشاكل سلاحاً مميتاً. ولهذا السبب، قد لا يجد كل من هب ودب في نفسه المقدرة والاستعداد للعب هذا الدور.
من الحواجيز المتمرس والخبير بشؤون مهنته، حتى أن مجرد وصوله إلى ميدان (الكونة)، تجد المتكاونين قد هدأوا وعاد كل منهم إلى حدوده. لكن، من الحواجيز كذلك من تجده غشيماً، الأمر الذي يحوله فيما بعد إلى جزء من المشكلة وليس حلاً لها. لأن من المتكاونين من يكتفي بضرب أو محاولة ضرب خصمه فقط، هنا يعرف الحاجوز أين عليه الوقوف. لكن، منهم من يدخل حومة الوغى ناسياً نفسه وخصمه، لذا تجده يضرب (عامي شامي) كما كان يحدث في الافلام المصرية القديمة، ما أن يهم (البطل) (فريد شوقي) بضرب (الشرير) (محمود المليجي)، حتى تجد رواد المقهى (الكومبارس) كل بدأ بضرب الذي أمامه وهم كانوا حتى لحظة الضرب يلعبون الورق ويشربون ويضحكون مع بعضهم كأصدقاء..!! عندها سيضيع الخيط ورأسه على الحاجوز..
هذه المهنة (الحاجوز) نجدها منتشرة في العادة في بيئات لا يحكمها دستور مكتوب ومتفق عليه، بل تخوض حياتها وفقاً لتقنية (قال فلان عن علان عن حديدان.. عن عن..إلخ). لهذا تجد وسائل الحل والحلول مختلفة ومعقدة، لا يتنطع لها إلا أولئك المجربون العارفون بدروب ومسالك الأسلاف..!!
إذن، وظيفة الحاجوز غير متوفرة في أوروبا مثلاً أو في أمريكا. لأن هذه بيئات حكمتها وما زالت دساتير وقوانين مكتوبة ومعروفة منذ قرون بعيدة وتمرسوا في ممارسة حياتهم وفق تلك الدساتير. كل يعرف حدوده ويعرف العواقب في حالات التخطي. لكن، السؤال هنا؛ ما الذي جعل أمريكا غير المتمرسة بشؤون مهنة الحاجوز، حاجوزاً في (الكونة) العراقية.. وهي من أعقد الكونات لأنها (كونة كومبارس)..!!؟
أعرف أن هناك من سيتنطع لي ويصمني ربما بالغباء، معلناً: يا هذا أن أمريكا هي سبب المشكلة وليس الحاجوز..!! وأعلم أن هناك من سيخبرني أن دول الجوار وغير الجوار دخلوا كلهم بجيوش قدسهم وفقهاءهم حواجيزاً.. حاملين العصي والسكاكين والأحزمة الناسفة يوزعونها على المتكاونين. . وأعلم أن هناك من سيحاول نسف كل ما بنيته في هذا المقال، معلناً عدم وجود حاجوز من الأصل.. لأننا نعيش عصر المصالح من ليس له خبزة في (الكونة) لن يقربها.. إذن كل حاجوز هو طرف وليس وسيط.. نافياً هذا الأخ (عدم الانحياز) تماماً من قاموسه.. وأتوقع كذلك ردود جماعات العولمة ومن طرفي متراس الصراع العولمي القائلين أن (الكونة العراقية) ما هي إلا نتيجة منطقية للعولمة.. بل هي أولى (كونات الكومبارس) العولمي، كل مقاهي الجوار العراقي مهددة بها.. لأن العولمة ماضية شاء من شاء وأبا من أبى واللي ما يعجبو يروح يشرب من البحر الميت..
كل هذا أعلمه يا جماعة.. لكن الواقع الذي أمامي يخبرني يومياً أن كل أطراف (كونة الكومبارس) العراقية متمسكين بأمريكا حاجوزاً وحيداً وشريفاً وأولهم أولئك الداعين إلى انسحاب المحتل، بل حتى حواجيز الجوار نجدهم يتوسلون بحاجوز تكساس أن لا ينسحب قبل إعادة الكراسي إلى مواضعها.. ومنهم من ذهب بعيداً، قائلاً؛ أن على المحتل أن لا ينسحب حتى يعود المتكاونون ويشربون الشاي مع بعض على نفس الطاولات التي انطلقوا منهم في البدء..!! إذن نحن أمام حاجوز استثنائي يا جماعة الخير وعلى معاهد الشفافية العالمية أن تقوم بدراسة تجربته الفريدة دراسة معمقة.. !!



#كريم_كطافة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين ظهر النص وصدره..!!؟
- من اللثام إلى الشفافية
- محنتنا مع سارق الأكفان وولده
- أخيراً.. أحدهم قد خجل
- بيروكوست وحكايات صدام حسين
- فاقد الشيء لن يدافع عنه..!!؟
- كرة الدين في ملاعب المسلمين..!!؟
- إلى قناة -الشرقية- حصرياً..!!؟
- عن حكمة إله الدماء...!!؟
- لا تزعجوهم.. أنهم يتحاصصون
- تحولات العالس والمعلوس ..!!؟
- ماذا يحدث في سومرستان وأنباريا!!؟
- نسخ الله المتكاثرة..!!؟
- داء الذئب السياسي ومصائد الخرفان
- تجحيش الديمقراطية
- قل لي ما لون قميصك قبل عشرين سنة.. أقل لك من أنت
- في جدل الروائي المؤرخ
- صحيح العراقي
- بين الملاكم (تايسون) و(فيصل القاسم) ثمة جثة..!!؟
- مرة أخرى عن الحصان والعربة..!!؟


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كريم كطافة - الحاجوز