أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مصطفى محمود - الختان ....وتهافت اليسار















المزيد.....

الختان ....وتهافت اليسار


مصطفى محمود

الحوار المتمدن-العدد: 2098 - 2007 / 11 / 13 - 11:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الختان من اكثر القضايا التى قتلت بحثا ونقاشا فى الفترة الاخيرة وكالعادة تنتهى اى ضجة اعلامية الى طى النسيان بعدما تثير انتباة المجتمع لفترة محدودة ولكن ما لفت انتباهى فى تلك الحملة هو موقف اليسار والدولة من تلك القضية الهامة ، فالختان من القضايا التى يهتم بها مثقفى البرجوازية واحزابها التى تهوى تدشين حملات دعائية واصدار مطبوعات تنتقد فيها الختان وتهتم ضمن هذة الحملة واى حملة اخرى بالهجوم على الاسلاميين لمواقفهم الرجعية بخصوص الختان والمرأة عامة ، كل هذا استطيع ان اتفهمة فاليبراليين ونشطاء حقوق الانسان لا تحتوى اجندتهم سوى مثل هذة القضايا (الحريات السياسية - الختان-المرأة- الاقباط-الخ) وعادة ما يتناولون هذة القضايا بسطحية شديدة وبدون اقتراح اى حل جذرى لتلك المشاكل سوى الحديث عن ازمة الثقافة العربية ! او اشكالية الهوية فى مواجهة العولمة! الى اخر ترهات مثقفى البرجوازية . ولكن ان يتبنى اليسار هذة الرؤية السطحية لمواجهة الختان مطالبين الشعب بالتثقيف ومن الدولة علاج تلك القضية .فهذا سخف لا يحتمل ممن يتوهموا انهم ماركسين،


فبالتاكيد بدون التعامل مع الاسباب الفعلية والظروف الاقتصادية والاجتماعية التى تغذى فكرة الختان لدى الناس لن تحل مشكلة الختان الا فى عقول المثقفين وندواتهم !


الدولة والختان

فجأة وبعد عقود من سلبية الدولة تجاة الختان والذى يجرى اكثر من40% من عمليات الختان على ايدى موظفيها
الاطباء والممرضين الحكومين * قررت ان تتصدى لهذة المشكلة و حشدت ورائها كل الاتها الاعلامية و رجال الدين الحكومى فى الازهر والكنيسة ليعلنوا انهم ضد الختان ولكنة لماذا الان ؟ ببساطة لان النظام المصرى يريد ان يثبت للدول مانحى التبرعات ان مصر دولة متحضرة ومتمدنة وتحارب العادات السيئة ولكن هل اثر هذا على الناس ؟ بالطبع لا . فكيف يقتنعوا بأن الدولة تهتم بصحة بناتهم بينما موظفيها فى المؤسسات الامنية يغتصبون الرجال والنساء داخل اقسام الشرطة ويقتلون العشرات سنويا من جراء التعذيب المنهجى التى تتبعة هذة المؤسسات، وتهرب صاحب عبارة تسبب فى قتل 1033 مصرى !!. فبالتاكيد لن يثقوا فى موقف الدولة وهو موقف منطقى بالنسبة لى . فاذا كان تبنى سوزان مبارك وجمعية المرأة لهذة المشكلة هو الحل فماذا فعلت تلك الجمعيات للنساء المتظاهرات فى يوم استفتاء المادة 76 عندما تم التحرش بهم ؟ وكيف نقيم ادائها فى حل مشكلة عمالة الاطفال وتشردهم بعدما وصل عددهم الى 2 مليون طفل لا بيت لهم الا الشارع!


اليسار والختان



لا شك ان الختان هو جريمة بربرية تقوم بها الكثير من الاسر تجاة بناتهم المنكوبة ويتم فى هذة العملية استئصال او قطع جزء حساس للغاية من جسد الفتاة باسم العفة والاحتشام واستخدام احقر الاوصاف لتبرير هذة الجريمة ، ولكن كيف نعالج هذة المشكلة ؟ -بالطبع- يسارع مثقفى البرجوازية لتقديم طرحهم المتحذلق ، فيقولون ان السبب وراء هذة العادة الهمجية هو التخلف والجهل او اختصارا انعدام الثقافة عند غالبية الناس واذا فالحل هو العمل على تثقيف الناس لتتخطى هذة العادة القبيحة . ولكن الحقيقة ان تحليلهم للمشكلة سطحى للغاية -كالعادة- فاذا اتفقنا معهم فى ان السبب هو انعدام الثقافة عند الناس فاننا نتسائل لماذا غالبية الناس غير مثقفين ؟ ولماذا ينتشر الجهل والدجل فى مجتمع يسودة نخبة مثقفة ؟ الواقع ان الثقافة تفترض بداهة وجود وقت فراغ للقراءة والاطلاع سواء عن طريق الكتب او الانترنت او المجلات وحضور الندوات الخ ، وتفترض ايضا وجود قدر من النقود لتخصيصها لهذة المجالات الثقافية . ولكن اين لغالبية الكادحين تلك الرفاهية من الوقت والنقود للثقافة ! هل من الممكن ان نقتنع بان العامل او الموظف الذى يعمل من 8-10 ساعات -واحيانا اكثر - لدية مساحة يومية سوى للاكل و الراحة والنوم واللاستعداد ليوم عمل شاق جديد..هل لدية وقت للقراءة والثقافة ؟ واذا توفر لة فائض من النقود فهل سيختار ان يشترى كتابا او مجلة او حتى صحيفة بدلا من توفير النقود لحذاء متوسط الجودة لاولادة ؟ لذا فالتهمة التى يوجهها المثقفين لهولاء الشغيلة لا تعيبهم بقدر ما تعيب هذا المجتمع الذى يكرس الثقافة والذكاء والوعى لنخبة قليلة ويراكم الجهل والتخلف والبربرية لغالبية الناس ويحولهم تحت ضغط الاعباء الاقتصادية والاجتماعية الى مجرد مسخ.، بينما يجبرهم الفقرعلى العمل فى ظروف غير انسانية لا لشىء الا لتوفير شروط بقائهم ككائنات بشرية من ماكل وملبس ومسكن . وتكفينا نظرة واحدة لنسب الختان بين الاغنياء والفقراء لتتكشف لنا الحقيقة بجلاء وقوة ، ففى قمة الهرم الاجتماعى نجد نسب الختان قليلة ان لم تكن معدومة بينما تزيد نسبة الختان قلما نزلنا درجة من درجات هرم البؤس الاجتماعى بصورة مروعة ولهذا عدة اسباب هامة :
اولا : ان طبقة البرجوازين بطبيعتها المستغلة لديها الكثير من وقت الفراغ والنقود وكافة متطلبات الرفاهية لتدرك وتعى اخطار الختان واضرارة الصحية على بناتهم ، بينما لا يوجد نقود ولا وقت للفقراء -وهم غالبية المجتمع- لذلك كما بينا

ثانيا:

اذا تأملنا فى فكرة الختان ذاتها نجدها تدور حول كبت الرغبة الجنسية بشكل اساسى ولهذا فهى لا ضرورة لها عند الاغنياء لان ظروفهم الاقتصادية تسمح لهم بالزواج فى سن صغير بدون معوقات ، بينما الفقراء مطالبين -اثناء تمسكهم بتقاليد وافكار محافظة- بكبت رغباتهم الجنسية لفترة اطول لان فقرهم يجعلهم يتزوجون غالبا من نهاية العقد الثانى الى منتصف الثلاثينيات تقريبا حتى يتسنى توفير متطلبات الزواج المادية بعد توفير طويل الامد من خلال عمل شاق ومستمر يستهلك اروع فترات الصبا والشباب ، ولاننا فى مجتمع محافظ يتسامح مع ممارسة الرجال للجنس خارج اطار الزواج التقليدى بينما لا يتسامح مع الاناث بالمثل، وبينما تجبر التقاليد الفتاة على ان تظل عذراء الى ان تتزوج فبالطبع يكون الختان هنا هو الحل الامثل لبنات الطبقات الفقيرة والمسحوقة لكبت رغابتهم الجنسية الى سن الزواج المتأخر.
ولهذا كان من الاجدى لليسار بدلا من ان ينصاع لرؤية البرجوازية الضيقة الافق والتى تسعى لحل المشكلة عن طريق التثقيف الشعبى ! ان يطرح رؤيتة الجذرية لحل تلك القضية عن طريق تقويض النظام الراسمالى المتسبب فى خلق واحة واسعة من الجماهير الجاهلة والمتخبطة فى ظلال الفقر والبؤس والدجل، تعلوهم نخبة مثقفة مستنيرة تحكمهم، والذى يرجع سبب امتلاكهم تلك الثقافة الى نفس سبب جهل تلك الجماهيير!، لذا فبدلا من الحرث فى الماء و تشتيت جهود اليسار لحل تلك المشكلة الفرعية وغيرها من المشاكل النابعة من اصل الداء اى الراسمالية. الى توحيد الجماهير لتحطيم ذلك النظام الذى يولد كل تلك المأسى والمظالم لاغلبية الشعب والسعى لخلق مجتمع افضل يمتلك الناس فية الوقت للقراءة والاطلاع لتحصيل العلوم والثقافة ، وتسمح لهم الظروف الاقتصادية بالحياة بشكل افضل وبصورة انسانية وبالتالى ستسقط حتما فكرة الختان وغيرها من الافكار الرجعية متى تم القضاء على اسبابها الحقيقية . الا ان تعامل بعض اليساريين مع قضية الختان وتهافتهم على تبنى اراء الليبرالين السطحية ومشاركتهم الهجوم على الاسلاميين بسبب وبدون سبب- حتى اصبح معيار التقدمية لدى هؤلاء هو هل تهاجم الاسلاميين ام لا !- امر مخذى للغاية ولكن لا عجب فهؤلاء اختاروا ان يدوسوا باقدامهم تراث الماركسية ومنهجها الجدلى فى علاج مختلف القضايا لمجرد رغبتهم فى ان يعتبروا مثقفين محترمين -بالمعنى البرجوازى للكلمة- ولكى لا يغضبوا ممولي منظماتهم الحقوقية. فأى انحطاط.



#مصطفى_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار واشكالية الاسلام السياسى
- لا تراجع عن اضطهاد المعارضين
- لماذا يحتاج النظام للتعذيب؟
- مادة الدين الاسلامى الاجبارية
- دعوة لالغاء مادة الدين
- عن المثلية
- فى لزوم بناء الكنائس
- العلمانية والبديل
- ايار مجيد
- عندما يكون الدين افيونا


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مصطفى محمود - الختان ....وتهافت اليسار