أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - إحالة غزة إلى التقاعُد !















المزيد.....

إحالة غزة إلى التقاعُد !


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 2098 - 2007 / 11 / 13 - 11:18
المحور: القضية الفلسطينية
    


هل هو الاحتلال الذي مارس كل أشكال المؤامرات على غزة خلال أكثر من نصف قرن ، وهو الذي حاول جاهدا بكل الوسائل والطرق سلب غزة طاقاتها المنتجة ؟
إن الحديث عن مؤامرة إسرائيلية على غزة أمر يعرفه الصغير والكبير ، فالكل يعرف بأن محتلي غزة عملوا ليل نهار على جعل غزة (غيتو) يستهلك ولا يُنتج ، جعلوا غزة مدفنا مُربحا لنفاياتهم !! فلم أرَ وطنا يدفع لأصحاب القمامة ثمنا لقمامتهم إلا غزة المسكينة فهي الوحيدة التي تأكل نفايات الفواكه والخضروات ، وبقايا البضائع والمنتجات الفاسدة وتدفع نظير ذلك ثمنا باهظا من العرق والصحة والدم ، ولم يكتفوا بذلك بل حاصروا هواءها من كل جانب ، وغربلوها بحثا عن الأكْفاء والنابغين لغرض إقصائهم أو محاصرتهم ليرحلوا منها ، ونجحوا في طرد المستثمرين ، ونجحوا في إقصاء النابغين أيما نجاح !
وقاموا بتأسيس [الطبقة العاملة] الغزية وفق مواصفاتهم هم ، فأثروها أولا ثراءً وهميا ، ثم حاصروها وأجاعوها وأفقروها وأفقدوها قدراتها وطاقاتها ، وحولوها إلى [عالات] وحالات اجتماعية !لكي تتخلص من آخر رغبة في خدمة اتلوطن !
ثم عمدوا إلى نواتنا المناضلة فأسسوا لها كل أنواع المعتقلات والسجون ، وغربلوا باطن أرض غزة وظاهرها فسلبوها ماءها وثرواتها ، ولم يتركوها إلا بعد أن تأكدوا بأنها لا تصلح للأحياء !
ما سبق أغنية يرددها الصغيرُ والكبير قي غزة !
وإذا أضفنا إلى ما سبق تقاليدنا الراسخة بالتعامل مع مؤسسة وكالة غوث اللاجئين ، وجمعيات البر والإحسان التي تحسب الفلسطينيين جميعهم بلا استثناء بعدد الأنفار ، ولا يحسبون بالإنتاج ، هم كم عددي يترجم عند الوكالات بعدد أكياس الطحين القادرة على صنع [ضمادات] الجص أو الجبس على الأفواه فالأسرة المتوسطة يكفيها أربعة أكياس من الطحين لتنام في سريرٍ هانيْ وتحلم أحلاما (خبزية) مختمرة شهرا قمريا كاملا غير عابئة بالمقولة :
" الحياة الطبيعية يعيشها الإنسان والحيوان معا ، غير أن الحياة الحقيقية تتمثل في ما ننتجه من أعمال تجلب السعادة "
و ومنذ ستة أشهر ظهرت تقاليد جديدة للبطالة أوالتقاعد الإجباري وهي الأكثر خطورة ؛ فقد تحول معظم العاملين في الوزارات والمؤسسات في غزة إلى متقاعدين عن العمل يحسون بأنهم لا ينتمون إلى وطنهم ، وأن رواتبهم التي يتقاضونها نظير بطالتهم هي ضريبة وطنية يستحقونها ، لذلك فهم لا يدفعون فواتير الماء والكهرباء أيضا ولا يسددون مستحقاتهم الأخرى باعتبار أن الوطن كله يعيش على المنح والهبات ، ولأنهم مقتنعون بأن (علاء الدين) سيظهر في آخر الزمان ويقوم بتسديد فواتير الكهرباء والماء ، لذلك فهم اعتادوا أن يبذروا في استهلاكهما ، وهذا هو الأبشع والأدهى والأمَرّ !!
لم أشأ أن أبدأ مقالي بتلك البداية ، غير أنني رجلٌ تقليديٌ يحب أن يكون للمقال بدايةٌ ، لقد رغبت في أن أتحدث عن [ الأحزاب] وأثر الأحزاب في حياة الأمم فقد قيل عنها في دول العالم المتقدمة :
- الأحزاب والفصائل هي [ طرقٌ] جديدية ابتكرها المغامرون للوصول إلى سدة الحكم !
وقيل أيضا :
- الأحزاب والكتل والتيارات ابتكارٌ جديد لآليات جديدة للعمل المنتج لإغناء الوطن وتفريع الإنتاج !
وقيل أيضا:
- الأحزاب طريقة جديدة للتنافس الحر الشريف الخالي من الأحقاد والضغائن ، تبعث الحمية في النفوس وترقى بالإنتاج!
وقيل أيضا :
- إن وجود الأحزاب في الأوطان دليلٌ على وجود الديموقراطية !
وقالوا أيضا :
- الأحزاب أوركسترا تعزف سيمفونية الوطن في حفل العالمين ليحظى الوطنُ بالإعجاب والتقدير !
- وقالوا أيضا :
- الأحزاب مدارس ومعاهد لإنتاج الفكر والرقي بالمستوى الثقافي للأجيال !

أعرف بأنني لن أفاجىء القاريء عندما أطلب منه أن يُعرِّف لنا أحزاب فلسطين وتياراتها وفصائلها وحركاتها وسكناتها !
ملاحظة :
" سأستخدم كلمة (معظم وبعض ) حتى تتمكن بعض الأحزاب التي لا تقبل النقد ولا ترتاح إلى كُتَّاب النقد من إخراج نفسها من قائمتي ولأتمكن أنا من النجاة بفعلتي تلك" :
- بعض أحزاب فلسطين جعلت المنافسات بين الأحزاب... لا لأجل إثراء الوطن ، بل لإحباط الخصوم والمنافسين ، فتحولت هذه الأحزاب من أحزاب وطنية ، إلى أحزاب [ كيدية] !
- بعض الأحزاب والكتل والتيارات غيرت مسارات جهدها ، فبدلا من أن تقدم يد العون لأبناء شعبها ولوطنها أخذت تتغذى على بقاياه !
- بعض الأحزاب بنت مظلتها الحزبية على أفكار ومباديء مستوردة بحجة أن الوطن معبرٌ مؤقت لحياة سعيدة لا تكون أبدا في هذا الوطن !
- بعض الأحزاب ألغت الفكر من قاموسها واكتفت بالعباءات الوطنية وبكارج القهوة العربية ولجان الإصلاح وارتدت الزي الوطني التقليدي وأشاعت ثقافة [ العطوات] ورمي الوجوه في الأزمات !
- معظم أحزاب فلسطين بقيت تسبح في مائها الراكد منذ سنوات طويلة بدون أن تتمكن من تجديد مائها وبالتالي فإنها أخذت تشرب ماءها الآسن من بحيرتها وتُجَرِّعها للناس تجريعا وتطلب منهم أن يغنوا أغنية : ( ما أحلى الماء الزلال )!

ولا يخالجني أدنى شك في أن معظم أحزابنا الفلسطينية لم تتمكن من فهم حجم المؤامرة المفروضة على شعبنا وهي أبشع مؤامرات التاريخ !!
فلم يحفظ التاريخ أن شعبا بكامله يتحول بفعل ممارسات أحزابه وتياراته إلى وطن [ عاطل] عن العمل وطن يتقاضى فيها العاطلون ثمنا لتعطلهم ، إلا في فلسطين .
ولم أسمع أن أحزابا وطنية صمتت عن إحالة وطنها إلى التقاعد إلا في فلسطين !
ولم أسمع عن دراسة في جامعة من الجامعات وما أكثرها حول أثر البطالة [ الشعبية] على النضال الوطني ، أو أثرها على أبنائنا ، أو آثارها المدمرة على النفوس ، إلا في فلسطين !
ولم أسمع عن جهدٍ بحثي يدرس الآثار النفسية لحالة البطالة العامة في غزة ، وكيف يمكن علاجها ، مع العلم بأن علاج حالة شهرٍ من البطالة تحتاج إلى عام كاملٍ أو أكثر من العلاج !إلا في فلسطين !
تحدٍ
برع الفلسطينيون في التحدي سنوات طويلة إلى أن أفقدتهم (بعض) أحزابهم قدراتهم على التحدي فلم أسمع عن مشروع لوزارة من وزاراتنا (الكبيرة) يرمي إلى تطوير مشروع ثقافي لتثقيف أبنائنا ونشر التوعية بين الجماهير في الساعات التي يتقاضى الموظفون أثمانها وهم نائمون !
ولم أعثر على محاولة لمؤسسة أو وزارة تأخذ على عاتقها مهمة توعية الفلسطينيين بمخاطر المساس بالبيئة ، او تنظيم أيام عمل تطوعي لغرس الأشتال في الشوارع ، أو حتى الوصول إلى مربي الأغنام لإقناعهم بإبعاد قطعان أغنامهم التي تأكل الأخضر واليابس في كل شوارع غزة على مرأى من الناس جميعا !
ولم أسمع عن محاولات لتثقيف الأسر الفلسطينية بأبعاد استنزاف المخزون المائي المحدود في غزة بعد أن حفر كلُّ بيت بئره الخاص به ، بغض النظر عما يسببه من استنزاف للطبقة المائية وقد شرع أهل غزة بالفعل يشربون ماء البحر كما تمنى المرحوم ! رابين !
ولم أسمع عن مشروع تربوي وطني كبير لتعزيز قدرات المدرسين المظلومين الذين لم يشملهم نظام (التقاعد) هم وسدنة الطب ، يقوم على حملة وطنية ضد العنف المتصاعد من أبنائنا ضد أبنائنا وضد مدرسيهم وضد مجتمعهم على الأقل !
ما أكثر المشاريع التي يمكن أن تحرك البطالة الراقدة في وطني !
ملاحظة أخيرة : " الدول المانحة مستعدة لتقديم مليارات الدولارات لنا بشرط واحد وهو ، أن نحافظ على بطالتنا وتقاعدنا عن العمل " انتهت الملاحظة
وأخيرا مع الاعتذار لكل الذين استمرؤوا التقاعد وأخذوا يصوغون حياتهم وفق هذا النظام ؛
النهار للنوم ، أما الليل فلشرب الأرجيلة والثرثرة ونتف ريش الناس !



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخزون الاستراتيجي الإسرائيلي من الأسرى الفلسطينيين !
- من يُحصي جرائم إسرائيل في حق الثقافة ؟!
- هل يتمخض مؤتمر الخريفة فيلد ... (ورقة ) !
- رواية شيفرة دافنشي ... بين الحقيقة والخيال !
- ما أكثر كُتَّاب المقالات ، وما أقل أثرهم !!
- تركيا وفلسطين وأمريكا وقوانين العنصريات !
- ميكافيللي هو مؤسس نظرية الفوضى الخلاّقة !!
- كيف ينهض العرب من كبوتهم ؟!
- مصانع صقل (الشائعات)!
- عولمة ... شهر رمضان !!
- العرب والألعاب الأولمبية !!
- جماهيرية غزة العظمى!
- جماهيرية غزة العظمى !
- مجالس [ نتف الريش] !
- البحث عن غريب في رواية ( أزمنة بيضاء) لغريب عسقلاني
- مخاطر احتكار الإعلام
- إقصاء الشاعر معين بسيسو عن غزة !
- اللغز!!
- اللغز !
- من طرائف أمة العرب


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - إحالة غزة إلى التقاعُد !