|
اسئلة مشروعة للوفد الفلسطيني في مؤتمر الخريف
جادالله صفا
الحوار المتمدن-العدد: 2097 - 2007 / 11 / 12 - 09:35
المحور:
القضية الفلسطينية
كل يوم نقترب من مؤتمر الخريف، فهناك من يحذر واخر يهدد واخر متشائم واخر متفائل واخر منتظر واخر يقول لا يمكننا تفويت الفرصة، فكأن المؤتمر مطلب فلسطيني، وكأن المؤتمر فرصة تاريخية يجب ان لا تفوت، كما ضاعت منا فرصة كامب ديفيد، فاصبحنا نحن المحقوقين، فهذا هو موقف الفلسطيني المتفائل والمنتظر، ولكن الحقيقة ليست هكذا، والمؤتمر بالاساس هو مطلب امريكي اسرائيلي لمشروع شرق اوسط جديد تسعى الادارة الامريكية جاهده من اجل تحقيقه.
القضية الفلسطينية كما يعرف القاصي والداني شكلت دائما حجر عثرة امام المشاريع الصهيونية والامريكية بالمنطقة، وكان الموقف العربي الرسمي والشعبي لا يجروء اطلاقا عن التخلي بالتزاماته اتجاه القضية والشعب الفلسطيني، ورغم كل التراجعات والتنازلات العربية والفلسطينية في عملية الصراع والمواجهة مع الحركة الصهيونية والادارة الامريكية ومشاريعهم بالمنطقة ، الا ان الادارة الامريكية تصر على شرق اوسط جديد بمفاهيم جديدة وتتطابق وسياستها وتوجهاتها في الهيمنة والسيطرة على المنطقة، على طريق انهاء القضية الفلسطينية وتصفيتها.
ما تسعى له الادارة الامريكية بالاساس من مؤتمر الخريف هو تنازلا فلسطينيا محددا مقابل تفاهة صهيونية اسرائيلية، قد يطبل ويهلل لها المفاوض الفلسطيني، فالكيان الصهيوني لم نجد له تراجعا او تنازلا واحدا على مدار وجوده واحتلاله للارض الفلسطينية، لم يتنازل عن الاستيطان، لم يتنازل عن ممارسة الانسان الفلسطيني لحقه بالعودة، الكيان الصهيوني لم يتنازل عن بناء المستوطنات او مصادرة الاراضي، لم يتنازل عن مصادرة المياه والهواء، الكيان الصهيوني لم يتراجع عن سياسة العنف والقهر والقتل التي يمارسها بحق الشعب الفلسطيني يوميا، الكيان الصهيوني يعلن يوميا انه لا عودة لحدود ال 67، ولا للقدس مقسمة ، الكيان الصهيوني لن يوافق على دولة فلسطينية باي حدود، الكيان الصهيوني لم يتنازل عن مواقفه اتجاه الاسرى والمعتقلين وسيبقى يعتبرهم ارهابين ودمائهم ملطخة بالدماء، الكيان الصهيوني لم يتراجع عن قلع الاشجار وتدمير البنية التحتية الفلسطينية، ولم يتراجع عن جلب الضرائب ومراقبة ميزانية السلطة والتحكم بمصاريفها، الكيان الصهيوني لم يتراجع من حقه بمراقبة الحدود واعطاء التصاريح والتاشيرات ومراقبة الدخول والخروج للاراضي الفلسطينية، الكيان الصهيوني لم يتراجع عن بناء الجدار وما زال مستمرا ببنائه.
المفاوضات الجارية الان بين الجانب الفلسطيني والجانب الاسرائيلي، لا احد يدرك المسافة التي قطعها المفاوضيين او النقاط التي اتفقوا عليها حتى الان، فالمفاوض الفلسطيني يصرح بين الفينة والاخرى بتصاريح تشبه التهديد باتجاه، من خلال الاعلان بانه سوف لن يتوجه الى المؤتمر، مطالبة العرب بعدم التطبيع مع الكيان الصهيوني، ويعتبرها المفاوض الفلسطيني بانها اوراق قوة بيده يحسب المفاوض الاسرائيلي لها حساب، وغيرها من التصاريح فيعتبر المفاوض الفلسطيني نفسه بانه انسان المعجزات وذو القدرات الخارقة القادر من خلال جلسة او مليون ان ينتزع من هذا الكيان تنازلا واحدا اتجاه الحق الفلسطيني، ولكن ما اريد ايصاله هو التنازل الاسرائيلي سكيون فقط في بعض الحقوق المدنية والدينية، وهذا شيء واضح وملموس، ماذا سيقدم المفاوض الفلسطيني من تنازلات مقابل: رفع الحواجز العسكرية في الضفة الفلسطينية؟ انسحاب الجيش الاسرائيلي من المدن الفلسطينية؟ ازالة المستوطنات العشوائية؟ ايقاف الاقتحامات العسكرية الاسرائيلية للمدن والقرى الفلسطينية؟ ايقاف حملات الاعتقال والمطاردة بحق المقاومين؟ ايقاف خلع الاشجار وهدم البيوت؟ السماح للفلسطينيين من كل الاعمار بالوصول الى القدس لاداء شعائرهم الدينية؟ اطلاق سراح الاسرى؟ وغيرها الكثير من الاسئلة المشروعة التي بحاجة الى اجابة واضحة ووافية من الوفد الفلسطيني المفاوض، وفي ختام هذه الاسئلة لا بد من السؤال التالي أذا الجانب الاسرائيلي رفض ان يقدم تنازل سياسيا للجانب الفلسطيني فهل الوفد الفلسطيني سيتواجد بمؤتمر الخريف؟
اسرائيل وقادتها يدركون جيدا انه بالسلام لا يمكن ان تعيش دولة اسرائيل، لان السلام يعيد لاطراف الصراع او النزاع حقوقهم السياسية والوطنية، وبهذه الحالة يجب ان يتمتع الشعب الفلسطيني بهذه الحقوق، لذلك تمتع الشعب الفلسطيني بحقوقه هو نهاية هذا الكيان فهل حقا مسموح به بوجهة النظر الاسرائيلية؟ وهل الغرب عندما اعطى هذا الحق للحركة الصهيونية باقامة دولة يهودية كان لا يدرك هذه الحقيقة؟ بالتاكيد يدرك وعلى هذا الاساس يعلن التزامات شبه يومية بحق اسرائيل بالوجود.
يقول بن غوريون مؤسس دولة الكيان الصهيوني " اسرائيل تعيش بالحرب وتموت بالسلام" ويقول ايضا "صراعنا مع العرب هي صراع وجود وليس حدود" هل هناك تراجع بالموقف الاسرائيلي عن هذه المفاهيم ؟
يجب ان لا نكون ضحايا النوايا الحسنة، ولا رهينة لاحتمال تغيير بالموقف الامريكي، فالتضامن الدولي مع القضية الفلسطينية وحقوقه تراجعت، ليس نتيجة السياسة الامريكية الاسرائيلية الصهيونية، وانما من خلال تغيير بالمفاهيم والمصطلحات الوطنية الفلسطينية في كيفية التعاطي مع هذا الوجود والحق الفلسطيني، وحتى تعود القضية الى مكانتها لا بد من العودة الى المصطلحات السياسية الوطنية للتعامل مع القضية على الصعيد الدولي لتاخذ دورها ومكانتها التي تمتعت بها، طبعا مع التاكيد على اللحمة والوحدة الداخلية الفلسطينية التي تعطي زخما قويا للمفاوض الفلسطيني والقضية.
#جادالله_صفا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رهانات السلطة والحل الامريكي
-
الى اين ستاخذنا فتح والسلطة الفلسطينية
-
وعد بلفور والحقوق الفلسطينية
-
اليسار الفلسطيني بين حماس وفتح
-
الى اين ستصل العلاقات بين الجالية الفلسطينية واليهودية في ال
...
المزيد.....
-
السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات
...
-
علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
-
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
-
مصادر مثالية للبروتين النباتي
-
هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل
...
-
الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
-
سوريا وغاز قطر
-
الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع
...
-
مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو
...
-
مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا
المزيد.....
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
المزيد.....
|