|
انما الامم الاخلاق
انطوني دانيال
الحوار المتمدن-العدد: 2098 - 2007 / 11 / 13 - 01:39
المحور:
كتابات ساخرة
عنوان الدول الحضارية: نردد،نسمع،نهتف،نلمس ولكن ليس في بلادنا وإنما في البلدان المتحضرة بلدان العالم الأول والثاني وربما الثالث حيث أننا في الماضي اعتبرنا من العالم الثالث أما اليوم فلا يوجد تصنيف لنا بل أصبحنا متفردون وفريدون في جنسنا ونوعنا وتصرفنا . وهذا ما رأيته ذلك اليوم عند عبوري لأحد الشوارع المزدحمة في مدينتي اللاذقية وسبب الازدحام طبعا سوء التنظيم بتغيير اغلب خطوط السير لشوارع المدينة فجأة فكانت السيارات تسير من غير هدى ونظام وفي انعدام الأخلاق تعلمون ماذا يحدث .السائقون تتقطع أنفاسهم, يتراشقون السباب على أنفسهم وعلى الآخرين وعلى الشرطة والمفكرين والعباقرة الذين لا يفكرون بمن يسير على أقدامه وكأنه زاحف أو قارض أو واثب حتى يقطع الشوارع متفاديا الحوادث والكوارث . وفي ظل هذه الفوضى العارمة والعصبيات والتشنجات وقف ذلك الشرطي التابع لفرع المرور العظيم ممن يتباهى أصحابه بشهاداتهم العالية ومقامهم الرفيع فارفعهم شان حاصل على شهادة السرتفيكة في علم الروبابيكية رأيت هذا الشرطي يوقف السير ليسمح بخروج سيارة من الموقف الجانبي المكشوف وبشكل مائل على الطريق مباشرة. أدركت أن لهذه السيارة صفة معينة أو صاحبها مسؤول أو .... ولكن كانت السيارة تحمل لوحة خليجية وصاحبتها سورية والموقف خاص بالملك العام متعدى عليه بأعمدة وسلاسل وقفل معدني . صرت أفكر ربما هي استأجرته من مجلس المدينة لان هناك سوابق لهذا المجلس من تأجير الشوارع والأرصفة والأزقة والبيوت والعقول والجيوب لكل مواطن من الدرجة الأولى فقط حيث أصبح هناك مواطنون من مختلف الدرجات حتى انك تتعب من العد لتصل إلى مواطن من الدرجة الألف وسبعمائة وسبع وثمانون . من أجاز لها باستخدام هذا الموقف وهو بغالبيته محجوز من قبل نقابة المهندسين والمتسولين وغرفة الصناعة والبقالة والنقل البحري والبري والجوي والفضائي والقضائي والقنصلي وغيرها من الجهات الرسمية والدولية ومقربة ومتحامية بالدولة وخالة الدولة وعمة وأخت وجارة وصاحبة الدولة . فمن ير ويختبر ويتحقق ويتحسس ما يجر يعرف أن هناك أزمة أخلاقية فظيعة في اللاذقية . ومن افتعل وشجع هذه الأزمة الحكومة أم الشعب ومن مسؤول عنها . وفي احد حواراتي الغيرنافعة والغير هامة مع احد موظفي شركة الكهرباء المتجولين لقراءة وصيانة وضبضبة ولفلفة وفبركت وخربطت العدادات،سألته عن العدادات الكهربائية الجديدة وهل هي مجدية ولا تكرج وتركض وتدور وتدوخ وتودوخ وتفلس وتفقر. اخبرني بان هذه العدادات الجديدة غبر مجدية وغير مفيدة وغير صالحة والسبب طبعا لأنه من غير الممكن التلاعب بها يا لهذه الأخلاق العالية كيف له أن يبتز الفقير والخضوع لرغبة الغني والانبطاح أمام القوي والركوع أمام الشقي ولم الفتات من أعتاب الغبي . ولا تتفاجا أبدا في اللاذقية بفاتورة الكهرباء الصاعدة حتى الفضاء وفاتورة غيرك الهابطة حتى الزوال والمسؤول طبعا معفى ومن بالسلطة مخفى . فهذه حادثة واقعية.فبعد ان تغير ذلك الوزير وكان إعلاميا وهو بعيد كل البعد عن الإعلام لأنه لا يعرف سوى إعدام الجيوب وبناء القصور. وفي كل فترة وزارته لم يتوجه احد من مؤسسات كالكهرباء والمياه إلى عقاراته وفيلاته وشاليهاته . وبعدها تغير ذاك الوزير وتوجهت قوافل الموظفين المخلصين وسحبت العدادات لغاية الدفع وكانت المبالغ كبيرة جدا . من ير يشك بأمر سحب العدادات لغاية الدفع ربما قائل لقد باع هذا العقار أو ذاك وآخر طرد من الوزارة أو مغضوب عليه. وهذا يكشف لنا حقيقة وجود الكثير من الفيلات والأماكن النائية والمزارع والقفار والأمصار والصروح لا تدفع أي من التزاماتها للدولة ، لا بل تستبيح أعمدة الكهرباء وأقنية المياه والينابيع والآبار والشوارع والأنهار والبحار. انعكاس هذا الأمر سبب أزمة أخلاقية كبيرة فالكثير يحاول أن يتهرب ويتسرب من ضرائب وفواتير وغيرها ويخلف ويخالف وينقض ويناقض ويمهر ويختم ويصول ويجول ويتهرب ويهرب ويتكلم ويكلم ويتحامى بحمى المحمييبن من أبناء وأقرباء وأحفاد وجيران وأصدقاء وخدام المسؤولين . والكل تراه يتكلم وينافق عن الإخلاص والوفاء والحب للوطن لقد حولوا هذا الوطن إلى طبقات ومراتب وقسموه ومزقوه وكله باسم الحب والوفاء وهم يعملون فسادا ونفاقا واغتصابا حتى أمسى هذا الوطن غريبا شريدا مشردا فقيرا حقيرا متضعا مهان مفجوع بابناءه . فهم ذهبت أخلاقهم فذهبوا , فمتى تعود أخلاقهم ليكبر ويعلى هذا الوطن في ابناءه فهو لهم وهم له هم منه وهو منهم. .... وآه يـــا وطـــــن .....
#انطوني_دانيال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قصة مدينتي
-
الديمقراطية الجزء الثالث
-
الحياة والموت في نظر الحكومة السورية
-
جراميز الاجهزة الامنية
-
الديمقراطية -الجزء الثاني
-
تلميذ
-
الديمقراطية
-
الليبرالية خيار ام حالة في سورية
المزيد.....
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|