عبدالجليل الكناني
الحوار المتمدن-العدد: 2098 - 2007 / 11 / 13 - 09:01
المحور:
الادب والفن
في الشارع ِ
تمتدُّ وجوهٌ كسلى
يتبلَّدُ فيها القبحُ
ويأكلُ منها ذبابُ مزابلِ سادتِها
وفي البيت...
ننامُ
فوقَ صدورِ نساءٍ عجاف.. يأكُلنَ رزايا سمان
نرضعُ خزيَ حضارتِنا ، وخزيَ الخوف
فوق رصيف الشارعِ
ينامُ الرجلُ العاري
وتنامُ امرأةٌ عاريةٌ
وينامُ إبليس
يمدُّ يديهِ
يحصدُ لذةَ جوعِهما
ويفرغ ُ في جسديهما
شبقَ الموت..
حين تذوب الرعشةُ تحتَ غطاءِ الإثمِ
من يرجمهما غيرَ الخطّاء؟!
ونحن جميعا أخطأنا
حين شربنا أملاً
ممزوجاً
بالنفطِ المخمرِ في أوعية الشهوةِ
حتى ثملنا
وتمكنَ منّا الوهمُ
ولمّا أفقنا
رأينا الرجلَ العاري ينام على أرصفةِ الهمِّ..
ونحن على أرصفةِ الوهمِ
نحتضنُ نساءاً عجاف
نرضع وهمَ سعادتِنا
ونتلذذ ُ..... أنّا رجالُ الوطن ِ الآتون من النار
كي نحرقَ ارثَ الماضين..... أَحرقََنا الماضون ...
والآتون إلينا
من قمقمةٍ حُبلى بالبنزين....
وعطشى مثل عقاربِ صحراء العربِ
تلسعُنا
فنشربُ سمَّ طقوسٍ سوداء
مترعةٍ بدمِ الغزوِ،
وإنّا فتحنا
***
تتسابق أشلاءُ الناسِ إلى الموتِ
في الشارعِ :-
غيرَ دخان ٍ من أرواح ٍ
تتمزقُ باسم ِ الله
فنحنُّ لقتلٍ بالشهوةِ
باسمِ الشيطان
وحين اللحظة غير اللحظة
نموتُ ونحيى آلاف المرات
حتى نموتُ ولا نحيى
من منّا هو؟
أين الأطفالُ الذين كنّا؟ !
نحن أكلناهم !
أين الوطن الذي كان؟
:- مَن يأكل وطناً صار رماد؟!!
لم يبقَ سوى وجهِ الله
ووجوهٍ تتبلدُ بالقبح ِ
لكنَّ اللهَ جميلٌ لا يهوى القبحاء
والقُبحاءُ :-
همُ الفقراء .....
#عبدالجليل_الكناني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟