أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مؤيد احمد - تفجيرات بغداد الانتحارية جرائم ارهابية ضد المواطنين!















المزيد.....

تفجيرات بغداد الانتحارية جرائم ارهابية ضد المواطنين!


مؤيد احمد
(Muayad Ahmed)


الحوار المتمدن-العدد: 646 - 2003 / 11 / 8 - 02:20
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ان سلسلة التفجيرات والاعمال الارهابية الانتحارية التي نفذت في بغداد خلال هذا الاسبوع و التي طالت ضمن اهدافها مكتب الصليب الاحمر الدولي، قد اودت بحياة 34 شخصاً ووقوع عشرات الجرحى غالبيتهم من المدنيين. ان المسؤولين عن هذه الجرائم الارهابية والجهات التي تقف ورائها لا يعلنون عن انفسهم، كما كانت الحال بالنسبة لاكثرية الهجمات الارهابية و التفجيرات المتكررة في مدن العراق وخاصة في بغداد خلال الاشهر الماضية. ولكن بالرغم من ذلك، فان دلائل كثيرة تشير الى ان للارهابيين الاسلاميين، من امثال القاعدة والمنظمات الارهابية العالمية للاسلام السياسي، و كذلك بقايا النظام البعثي الفاشي، ضلع اساسي فيها.

ان ما يقوم بها هؤلاء القتلة اليوم في العراق وتحت اسم "مقاومة" الاحتلال الامريكي للعراق هو نفس نمط الممارسات والجرائم التي طالما طبقوها ضد الناس في الجزائر ومصر وافغانستان وايران دون ان يكون هناك في تلك الدول شيئا يسمى" احتلال ".  ان الاحتلال الامريكي  للعراق قد اعطى الذريعة والارضية المناسبة لهذه المجموعات للقيام بجرائمها، كما تقوم بها الان، و بالتالي خلق ظروفا ملائمة لنموها. الا انه اساساً لا يعد السبب في تبني هذه التيارات الفاشية لنمط عملها الارهابي واهدافها السياسية الرجعية. انهم قبل ان يستهدفوا "المحتلين"  يستهدفون الجماهير وراحتهم وامنهم وعيشهم وحياتهم. فالعمل الارهابي وقتل المواطنين الابرياء وزرع الخوف والرعب في صفوفهم هو جزء من عملهم السياسي في المجتمع وركن اساسي من اركان حركتهم نحو استعباد المجتمع واخضاعه لآفاقهم واهدافهم اللانسانية. واليوم، فتح احتلال العراق والدمار الذي الحق به من خلال الحرب والسياسات الرجعية واللانسانية لامريكا، المجال امامهم كي يقوموا بهذه الاعمال الاجرامية وان يستغلوا مشاعر الناس المناهضة  للاحتلال وهمهم للتحرر منه ومن مظالم سياسات امريكا، لصالحهم وتحويل العراق الى ميدان لتحقيق اهدافهم وستراتيجيتهم الرجعية.

ان الارهاب والدمار والقتل الجماعي لدى هذه التيارت والمجموعات الاسلامية ركن اساسي من اركان ستراتيجتهم وجزء من الصراع من اجل تقاسم القوة والسلطة مع البرجوازية المحلية و العالمية وخاصة امريكا، في هذه المنطقة. ان ما تقوم بها هذه التيارات الاسلامية الارهابية من جرائم ليست ردود افعال رجعية  لمدى ما فرضته امريكا من دمار وحروب وفقر وبطالة واضطهاد على الجماهير في البلدان العربية و"الاسلامية"، او لمدى ما دعمت مظالم وجرائم  اسرائيل ضد الفلسطينيين او بسبب شنها حربا مدمرة على العراق واحتلاله. ان تلك الاعمال الارهابية بالنسبة للاسلام السياسي هي نمط صراعه علىالقوة والسلطة، وتشكل حربه الرجعية للوصول الى اهدافهم، سياسة مناهضة للانسان.

ان امريكا والغرب تقف ضد اعمال هؤلاء وتسميها ارهاباً فقط عندما يكون المستهدفين من وراء جرائمهم القوات الامريكية ومصالحها. 

ولكنها لا تقول شئيا قبالة ما يقوم بها الاسلام السياسي من منظات واحزاب وقوى مسلحة وكذلك انظمة حاكمة بحق النساء والاشتراكيين ومحبي الحرية في البلدان التي تسمى " اسلامية" وفي العالم العربي طوال عقود. ليس هذا فحسب، بل انها قد قوتهم ودعمتهم واستخدمتهم في صراعها ضد الامال الانسانية للجماهير  والحركات الشيوعية واليسارية والتحررية في هذه المجتمعات. ان امريكا والغرب هي التي حولت الاسلام السياسي الى قوة سياسية تصارع  الان امريكا علىالسلطة على صعيد المنطقة ، بعد ان كانت في حواشي المجتمعات المسماة "اسلامية". واليوم وكما نشاهد، وبذريعة نبذ بعض تيارات الاسلام السياسي من "الشيعة" و"السنة" في العراق لاستخدامها العنف بوجه القوات الامريكية، فان امريكا لم تتردد في الدخول معها في تحالف، وان تقوم بتشكيل اكثرية مجلس الحكم في العراق منها.  انها وبهذه الطريقة تكون قد فتحت المجال على مصراعيه امام الاسلام السياسي المتحالف معها لكي تكون له الحرية في ترسيم النظام السياسي في العراق وضرب اسس المدنية والعلمانية للمجتمع فيه، وبالتالي فتح المجال واسعاً امام استمرار وتصعيد العنف الاسلامي ضد النساء والاطفال ومحبي الحرية والانسانية في المجتمع. 

اما بالنسبة لفاشيي البعث الذين لم يبق لديهم غير الاعمال الارهابية اليائسة فانهم اصلاً لم يكونوا الا حزبا ونظاما وقوة قمعية وارهابية. ان النظام البعثي لم يكن بوسعه ان يبقى يوما واحدا في الحكم دون استخدام اكثر الاساليب فاشية واشدها دموية، اذا لم يتردد في استخدام آلته القمعية العملاقة بوجه الجماهير لخنق ابسط حرياتها. لم يكن للبعث ان يبقى في الحكم طوال اكثر من ثلاثة عقود الا بحكم استخدامه القمع المطلق والسافر وعلى كل الاصعدة وفي كل زاوية من زوايا حياة المجتمع. ليس هذا فحسب، بل لم يكن ليدوم لو لم يحول الدولة الى آلة عسكرية حربية كبيرة ويجرالمجتمع من خلالها نحو الحروب ويفرض العسكرتاريا والاعدامات والابادة الجماعية عليه. ان ما قام به البعثيون والنظام البعثي في العراق كان التنفيذ الدموي لرسالة الحركة القومية العربية واهدافها القومية الفاشية وقضايا " الامة" التي راح ضحيتها مئات الالاف من سكان العراق وفرض المصائب على الجماهير وسكان المنطقة ايضا. ان ما يقوم به  البعثيون الان من اعمال ارهابية ليست الا ادامةً لذلك التاريخ الدموي ولذلك النهج والممارسات.

فالتطبيل لممارسات هذه القوى الفاشية القومية والاسلامية، كما يقوم بذلك القوميون والاسلاميون ووسائل اعلامهم، تحت ذريعة مقاومة الاحتلال، ليست الا اهانة وخرق فاضح لحق الجماهير في العراق والمنطقة من التخلص والى الابد من براثن هذه القوى وممارستها الاجرامية.  ان تيارات الاسلام السياسي الارهابية وقوى البعث ليست الا قوى مناهضة لابسط حقوق الانسان. فليس لهذه القوى مكان في الحياة السياسية المدنية للمجتمع ونضال الجماهير فيه  للتخلص من وقع السياسات الامريكية واحتلالها للعراق. ان ما يقومون به من اعمال ارهابية ليست الا تعبيرعن حقيقة عدائهم للحياة المدنية وقضية النضال السياسي للجماهيرفي تحقيق انهاء الاحتلال وبناء نظام سياسي يجسد ارادتها الحرة  والمباشرة.

 ان الخلاص من الاوضاع الماساوية الحالية في العراق، من غياب الامن والاستقرار وانعدام الحياة الآمنة التي يواجهها يوميا الملايين من جماهير العراق، هي مهمة الجماهير وقواها التقدمية والاشتراكية والانسانية. طالما هناك احتلال، سيبقى الدمار الجاري لبنيان المجتمع العراقي مستمرا وباشكال اكثر دموية مع مرور الزمن. ان النضال ضد  الاحتلال وانهائه و افشال السياسات الامريكية في العراق، هي قضية الجماهير وجزء من عملها في تحقيق حياة افضل وتحقيق الحرية والرفاهية وارساء نظام سياسي مستند على ارادتها الحرة. ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي يقف في طليعة نضال الطبقة العاملة والجماهيرمن اجل تنظيم نضال سياسي جماهيري من اجل انهاء الاحتلال وخلاص المجتمع من جميع القوى القومية والاسلامية المختلفة وتحقيق بديلها السياسي والاجتماعي.

 



#مؤيد_احمد (هاشتاغ)       Muayad_Ahmed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم اعلان انهاء اعتصام العاطلين عن العمل في بغداد
- تشكيل مجلس وزارء ديني وقومي خطوة رجعية اخرى باتجاه لبننة الع ...
- مسارالاوضاع ومسالة السلطة في العراق
- في ذكرى رفيقنا العزيز منصور حكمت
- كفى انتظارا لادارة عنصرية و فاشلة ! يجب توفير الخدمات الحيات ...
- بصدد: اللجنة التحضيرية لتشكيل المجالس والنقابات العمالية في ...
- ذكرى يوم العمال العالمي، تواجه الطبقة العاملة في العراق مهما ...
- من يدعو اليوم للحرب ، ينوي قمع الجماهير بعد سقوط النظام!
- التظاهرات العالمية ضد الحرب وافتضاح دور المعارضة القومية -ال ...
- لنقوي الحركة العالمية المناهضة للحرب !
- الحركة المناهضة للحر ب، وآفاق تطورها !
- نص كلمة مؤيد احمد لالاف المتظاهرين في بيرن –بسويسرا
- استفتاء صدام : وسيلة قمع اخرى بيد النظام!
- لماذا الجلبي و -المؤتمر- و كتاب مأجورون يخفونحقيقة ما واجهه ...


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مؤيد احمد - تفجيرات بغداد الانتحارية جرائم ارهابية ضد المواطنين!