أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أحمد الحادقة - جحا يحكم الشعب !














المزيد.....

جحا يحكم الشعب !


أحمد الحادقة

الحوار المتمدن-العدد: 2101 - 2007 / 11 / 16 - 09:43
المحور: كتابات ساخرة
    


من الآف السنين ، كان هناك ملكا زعيما ، حكم شعبه لفترة طويلة ، تعاقبت فيها أجيال و أجيال
و للمرة الثلاث و الثلاثون ، إستعد الزعيم لخوض تلك المعركة الانتخابية
و كعادته ، فتح أبواب الترشيح للجميع ... سواء كانوا أعضاءا بالبرلمان او حتي مستقلين
و كان الزعيم متأكدا من عدم وجود مرشح غيره ذو كفاءة و خبرة كافية لتولي الرئاسة
و بدأت الحملات الانتخابية لجميع المرشحين في كثير من المدن و المحافظات

و في احدي المدن الريفية ، ظهر احد المرشحين. و كان هو الابن الأكبر لشيخ البلد .. و إسمه جحا
إستطاع جحا ان يكسب ثقة أهله من الريف في مدينته الصغيرة ... و هذا لأنه إبن شيخ البلد
و بدأت شهرته تزداد في المدن الريفية في المنطقة
إلي ان ذهبت احدي القنوات الفضائية للتصوير معه ، ضمن تغطية برامج المرشحين
و هنا كانت بداية شهرته الواسعة في أرجاء الأمة
لكن الزعيم كعادته لم يعطي أي من المرشحين اهتماما
لكنه فوجيء من وجود فلاح بسيط يرشح نفسه لزعامة الأمة ، و له تلك الشهرة و الأصوات
فقرر ان يستضيف جحا في قصره ليتكلم معه و يعرف منه كيف استطاع ان يكسب تلك الشهرة و الأصوات المؤيدة في هذا الزمن القياسي

وصل جحا إلي قصر الزعيم .. و ذهل من جماله ... لكنه لم يتمني ان يمتلك مثله
ثم دعاه الزعيم إلي غرفة الزائرين
و بدأ النقاش:


الزعيم: يا جحا ، انا أعد الشعب بتطبيق الديموقراطية .. و القضاء علي البطالة و الأمية .. و تحسين التعليم .. و منع الاحتكار في الأسواق ... فبماذا أتيت انت لتكون أفضل مني و تكسب كل تلك الأصوات ؟

جحا: يا زعيمنا ، منذ ثلاثة و ثلاثون سنة ، و جلالتك تقوم بنفس الوعود .. و لا نري منك سوي تطبيق عكسي ... فالديموقراطية ، لا نري منها شيئا ... و القضاء علي البطالة ، لا نري منه سوي إرتفاع نسبة البطالة ... و الأمية تزداد ... و التعليم يتجه إلي الأسوأ ... و الاحتكار هو عقيدة التجار
و هذا حتي ظن أكثر الشعب ، ان هذا هو التطبيق الصحيح لتلك الوعود ... ليس جهلا منهم .. بل بسبب طيبتهم
فقلت في نفسي ، ربما عندما أعد الشعب بأن أكون ديكتاتوريا ، و أنشر البطالة و الأمية و ان اعطي التجار كافة صلاحيات الاحتكار ،، سيتغير الوضع ، و يؤيدونني ، علي أساس ان ما وعدت به أنا ، هو عكس ما رأوه دائما

الزعيم: ها ها ها ... أتظن ان الشعب سيؤيد من تعرفه مجرد مدينة ريفية صغيرة ، و لن يؤيد من تعرفه لعقود ؟

جحا: المرشح ليس هو المشكلة ... لكن برنامجه هو الذي يخلق المعارضين

الزعيم: إن المعارضين علي مدار تلك العقود ، يعارضون السلام و النجاح .. و أنت تري ذلك في الارهاب عندما حاولوا قتلي .. و في مظاهرات المعارضين ضدي

جحا: إن تضليل جلالتك ، هو الذي سبب كل هذا الارهاب

الزعيم: ممممممم ... يبدو أنك لا تفقه شيئا في السياسة ... و سأقوم بإقصائك حتي لا يلتف حولك الناس

جحا: لماذا تحاول إقصائي عن الساحة الانتخابية ؟؟ بل لماذا تحاول إقصاء من لا يفقه شيئا ؟! لماذا تخاف منه ؟ إن كنت أنا حقا لا افقه شيئا ، فلماذا أعنيك ؟

الزعيم: لأن الشعب الجاهل ، هو الذي يؤيدك .. و لا مكان للجهل في زعامة الأمة

جحا: أليس هذا الشعب الجاهل ، هو نفسه الذي أيد جلالتك من قبل ؟

الزعيم: ماذا تقصد ؟

جحا: ممممم ... يبدو أنني نجحت



#أحمد_الحادقة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إبليس يدافع عن نفسه !!
- الرئيس المؤمن .... قصة قصيرة
- الدين ، و العلم .... هل يصح الربط بينهما؟


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أحمد الحادقة - جحا يحكم الشعب !