أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هرمز كوهاري - الفتوى الأمريكية والعجرفة التركية















المزيد.....

الفتوى الأمريكية والعجرفة التركية


هرمز كوهاري

الحوار المتمدن-العدد: 2097 - 2007 / 11 / 12 - 08:26
المحور: كتابات ساخرة
    


ثم أصدرت أمريكا الفتوى ،فتوى إرهابية ! فتوى بأن حزب (ب.ك.ك ) هم جماعة إرهابية ، ليتها إعتبرتهم متمردين عصاة لا إرهابيين
نعم إنهم متمردون ، عصاة ، تمردوا على إلغاء قوميتهم ولغتهم ومسح هويتهم الكردية وتاريخهم دون وجه حق ، وإستنكفت تركيا حتى التفاهم والتفاوض معهم كأكراد بل كأتراك مواطنون من الدرجة الثانية أو ربما العاشرة ، ولهذا تمردوا على هذه القوانين والإجراءات وهذا التعامل المهين .وهو سلوك متعجرف ذو التعصب القومي الشوفيني الأعمى ، هؤلاء الشبان والشابات حملوا السلاح كآخر مرحلة من مراحل الكفاح حيث لم ينفع مع الأتراك الطورانيين طيلة سبعين سنة طريق المطالبات والتظاهرات فحملوا السلاح إضطرارا وليس إختيارا ، يطالبون بمساواتهم ببقية شعوب العالم وأسوة بشركائهم الأتراك ، شركائهم في الأرض والماء والهواء والسماء .

وهنا أمريكا ساوت بين هؤلاء وبين الأرهابيين الحقيقين ، الأرهابيين الملثمين والملتحين خريجي السراديب المظلمة ممسوخي العقول والضمير ،الإرهابيين الذين لا مهنة لهم غير القتل ولا هدف لهم إلا قتل الأبرياء ، ومن يذبح ذبحا حلالا أكثريصبح أميرا وخبيرا !! إنها ساوت بين أولئك الذباحين والغاصبين والمفجرين والتكفيرين وبين هؤلاء الشباب مكشوفي الوجوه ، مبتسمين لحياة أفضل حياة العز والكرامة والتفاجر بهويتهم وقوميتهم ولغتهم لغة الأم لا اللغة الدخيلة عليهم .
.
وقبل أن تصدر أمريكا فتواها ، هل سألت صديقتها تركيا المتعرفة والمتصبة الشوفينية ، هل عرضت عليهم " "أمهم الحنون" تركيا وعلى قومهم حقوقهم الطبيعية تنفيذا ل( الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ) ووفق إعلان الرئيس الأمريكي ولسن ورفضوها ؟؟ لأنهم هواة التمرد والعصيان والسلاح !؟ طبعا هذا لم ولن يحصل ، ولم يجدوا غير طريق التمرد والعصيان .

إن ما يهمنا من تصرف أمريكا وتركيا ليس مصير أولئك الشباب ، فأولئك الشبان والفشابات يعرفون أن لا يخسرون شيئا بإستشهادهم غير التخلص من التهميش والإهانات والإهمال ويكون الله في عونهم، وفي الوقت الذي نقدر في هؤلاء روح التضحية والفداء في تحيقيق مطاليبهم المشروعة ، نستنكر توريط غيرهم في مشاكلهم وإستخدام أراضي الغير ، العراق ، كمنصة لأطلاق النار على الجيران في الوقت الذي ،أي العراق ، بأمس الحاجة الى علاقات حسن الجوار مع جيرانه الطامعين فيه ، وأن مافيه من المشاكل تكفيه ولا يحتمل أن نضيف اليها مشاكل أخرى نحن بغنى عنها .

إن تركيا وريثة الإمبراطورية العثمانية بثوب علماني قومي شوفيني مضافا إليه غطاء إسلامي سني فضفاض ، سوف لم ولن تتوقف عند محاربة عدة مئات أو ربما آلاف من أولئك الشباب المعلقين في كهوف ووديان الجبال الوعرة ، بل ستستغل هذه القضية لإضافة مطالبا توسعية وخاصة بعد الفتوى الأمريكية المشجعة لها ، لأنها سوف لا تقتنع أو لا تريد أن تقتنع بخلو شمال العراق منهم فيما إذا غادر أولئك المقاتلين الأراضي العراقية ، بدلالة أن القوة التي تحشدها على حدود العراق من الدبابات والمصفحات والمدفعية ومائة ألف جندي والطائرات ، هذه القوة تكفي لأحتلال بلد بكامله ولأن أولئك المقاتلين لاتفيد معهم تلك الآليات .

إن تركيا كانت ولا زالت تطمع في شمال العراق وبالأخص في " اللواء المغتصب " منها عند توزيع " ممتلكات " الرجل المريض ، إن إعطاء صفة الإرهابيين لأولئك المقاتلين ، أعطى لتركيا حق اللحاق بهم أينما حلوا وهربوا ، ومن ساعدهم ومن أيدهم وسددت الطريق أمام كل من يفكر بالمساعي الحميدة لحل الخلاف بينهم وبين تركيا ، حيث لا صلح ولا تفاهم مع الإرهابيين بل القضاء عليهم ، وإتهام كل من يدافع عنهم أو حتى يؤيدهم معنويا أنه يؤيد الإرهاب !!

يبدو أن المكارثية التي ظهرت في بداية الخمسينيات من القرن الماضي ، وإنتهت بتخوين كل من يطالب بحقوقه كالعمال والسود والفقراء وإعتبارهم عملاء شيوعيين معادين لأمريكا بدت نظهر الآن من جديد ولكن بتهمة الإرهاب ، ولكن الآن تطبقها أمريكا لدى أصدقائها مثل تركيا ، فبدأت توصم كل من يطالب بحقوقه ، ليس من خلال أمريكا يعتبر إرهابيا ، وكل من لا يستشير أمريكا في خططه يعتبر إرهابيا ، وكل من لا يستعين بأمريكا لإستحصال تلك الحقوق يعتبر إرهابيا ، ولكن لماذا لا يستعينون هؤلاء المتمردون العصاة بأمريكا للحصول على حقوقهم وهي مؤهلة لذلك قوة ونفوذا ؟ ، والسبب واضح ومفهوم لأنهم يعرفون أن أمريكا توزع وتقسم الحقوق بين المتصارعين كما قسم الثعلب قطعة الجبن بين الأرنب والقرد !!

لابد أن يسأل سائل ، بأنني ركزت في هذه القضية على أمريكا وتركت تركيا التي هي لب المشكلة ، والسبب واضح وهو أنني لا يمكنني أن أضيف شيئا جديدا على تاريخ تركيا الأسود ، وريثة الإمبراطورية العثمانية ، فيبلغ من السوء و السواد بحيث مهما أضفنا اليه سوءا و سوادا لا يظهر عليه تغيير ، فهناك كتب ومجلدات وأحاديث من عايش العهد العثماني ومنهم آبائنا وأجدادنا الذين نقلوا لنا مدى إستهتار ذلك الوحش العثماني في تعامله معهم و مع الأقوام غير الطورانية وغير المسلمة وفي بداية القرن الماضي توّجتها تركيا العلمانية خليفة الإمبراطورية العثمانية بالإبادة الإنسانية للأرمن وأضطهاد السريان والآشوريين وكل المسيحيين ، وتركيا العلمانية بثوب إسلامي فضفاض تسير على نهج السلف ، فهي شر خلف لشر سلف

فكأن أمريكا أعطت الهراوة لتركيا وخولتها تأديب "الإرهاب " الكردي أينما وجد وتواجد وعينتها شرطي أو جندرمة المنطقة لسد مطامع أكراد العراق بالإنفصال أو تجاوزهم توجيهات أمريكا في إقتسام النفط ! وكذلك للوقوف سدا منيعا أمام التوسع الإسلام الشيعي الإيراني .

و تريد أمريكا من تركيا أيضا ، بعدما لبست الأخيرة الثوب الإسلامي الأبيض الفاتح لمحاربة الثوب الإسلامي الدامي الأسود وأسهل لها من أن تحاربهم وهي بثوبها الجديد من لبسها ثوب العلمانية الكافرة !! وأخيرا تريد أمريكا أن تكافئ تركيا على خدماتها طيلة سبعين سنة في وقوفها بوجه التوسع السوفياتي نحو الشرق الأوسط كما رأيناها عندما كانت سباقا في تكوين الأحلاف العسكرية كالحلف التركي الباكستاني وحلف بغداد والحلف الأطلسي ،وكل هذه الخدمات والتسهيلات تقدمها لصديقتها تركيا على حساب الشعوب الضعيفة المستضعفة ، وكأنها تعوض لها أيضا عن قرار الكونغرس الأمريكي بإدانة تركيا بإبادتها مليون ونصف مليون إنسان برئ من الأرمن والآلاف الآشوريين والسريان والأكراد .

وإعتقدَ الأسد الصغير أن أمريكا ستعتبر الأكراد في سوريا إذا ما طالبوا بحقوقهم ستعتبرهم أيضا إرهابيين ! ولهذا رأيناه يهرول الى تركيا مغتصبة لواء الأسكندرونة ، ليدعم عملها ، دون أن يعلم أو لايريد أن يعلم أن الصورة ستنقلب هنا الى " النكتف " وكذلك في إيران .

وكذلك المالكي أسرع وتحمس على إلصاق تهمة الإرهاب وليس لنفس السبب الأمريكي ، بل ليغطي على إرهاب المليشيات الشيعية وفرق الموت القادمة من الجارة الشرقية المتخفين تحت عباءة جيش المهدي أو قوات بدر أو غيرهم من المليشيات المنضبطة والمنفلته ، هذا من جهة ومن الجهة الثانية ليسلط ضغطا على قادة كردستان بعد أن لمس نوع من الإستئثار بالسلطة وبأبار النفط المكتشفة في كردستان ، كما وبدأت تبدو كردستان مقاطعة مستقلة عن المركز وعن نفوذه .

أما الهاشمي العثماني ومن لف لفه كالعليان وغيرهما فتأييدهم المتحمس والمتعطش على ضرب "الإرهاب " الكردي فله اسباب غير الأسباب التي لدى الأمريكان أو الأسد الصغير أو المالكي أو حتى الترك ، بل يهدفون ، برأي ، إيقاع كردستان والمالكي في مشاكل لأضعافهم ، وفي إضعاف الأثنين تكمن قوتهم ونفوذهم ثم يطالبون بإعادة " أبطال " الجيش السابق بما فيهم الصداميين والقوميين وحتى المتهمين بالإبادة الجماعية الى الخدمة للدفاع عن العراق . وهنا كل يبكي على ليلاهُ !!

وأمريكا بتسميتهم أولئك المتمردون إرهاربيين ، لم يجرأ أي واحد من الساسة المجتمعين أن يطرح ولو بصورة خجولة موضوع التفاوض والتفاهم والحوار ، وأمريكا وجميع الحاضرين هم أصلا من هواة الحوارات ، حيث الحوار قائم بين اسرائيل والعرب منذ عقود وقد يستمر الى ما شاء الله لأن كلهم من هواة الحوارات التي لاتنتهي الى نتيجة ! وبالأخص المشرف العام ، العم سام ، فلماذا لاحوار مع هؤلاء ؟؟ هل هم دون مستوى الحوار ، أم لأن أ مريكا وتركيا وأولئك الساسة ، لهم مآربا أخرى
ولا نستغرب أن نرى أمريكا بعد هذه الفوضى أن تمد يدها من تحت الطاولة الى أولئك الأكراد بشرط أن يتخلوا عن الماركسية أو الحلول الجذرية لقضيتهم وأن يوكلوا لأمريكا وحدها حل مشكلتهم ، ولكن ليس الآن بل بعد أن تستنفذ كل مطاليبها ومتطلباتها من جميع الفرقاء ، وبعد أن تقسم الكعكة كما قسم الثعلب قطعة الجبن بين الأرنب والقرد !كما ذكرنا أعلاه .
إن التوسع في إطلاق صفة الإرهاب حسب المصالح والأهواء وفي غير محله وعلى غير الإرهابيين الحقيقين يعقد المشاكل ولا يحلها .



#هرمز_كوهاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيناريو ..!
- الصدمة..!
- الأمريكان يقسّمون العراق ، بعد أن قسمه قادته وملاليه ..!
- الأمريكان يقسمون العراق ، بعد أن قسمه قادته وملاليه ..!
- طارق الهاشمي و- عقده الوطني -
- مقتدى الصدر ..وجيشه النظامي ..!
- الطائفية .. والطائفيون..!
- الفاشية الدينية هي المدانة في مجزرة سنجار لا غيرها
- كيف يحلون المشكلة اولئك الذين هم المشكلة !
- الخطة (ب ) وبداية اللعب على الكشوف
- لنجعل من يوم الفوز ، يوما للرياضة والشباب
- لنجعل من يوم الفوز يوما للرياضة والشباب والوحدة الوطنية..!
- قادة الشيعة ، والمزمار السحري..!
- قادة الشيعة ، والمزمار السحري ...!!
- الديمقراطية ، مصطلح سياسي جديد
- الديمقراطية : تلغي حقوق القوميات !!!
- المالكي يهدد بفضح المفضوحين !!
- جبهة التوافق ، وهوية العراق
- السياجات القومية والطائفية سبقت السياجات الكونكريتية ..!
- ليست العلّة في الدستور ، بل بالمسؤولين


المزيد.....




- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هرمز كوهاري - الفتوى الأمريكية والعجرفة التركية