|
الصمت الصارخ 4
عادل ندا
الحوار المتمدن-العدد: 2097 - 2007 / 11 / 12 - 09:36
المحور:
كتابات ساخرة
على طريقة محمود مليجى فى فيلم الأرض: بعد أن كنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة، أصبحنا قردة متدهورة تبحث عن من يعطيها الموزة، لترقص ولتركع له. بعد أن كنا نتحدث عن الوحدة العربية أصبحنا نتحدث عن وحدة العراق، ووحدة الفلسطينيين والسودانيين والبوليساريو وغيرهم. بعد أن كنا نتحدث عن وحدة المصير الإنسانى مع الأفارقة ودول عدم الإنحياز كالهند ويوغسلافيا ووحد باقى دول العالم الثالث أصبحنا نتحث عن إنفصال الأكراد والأفارقة فى السودان ونعادى إيران وباكستان. بعد أن كنا نتحدث عن وحدة المسلمين أصبحنا نتحدث عن دولة للشيعة ودولة للسنة فى العراق. بعد أن كنا رجالة أصبحنا حريم، والنسوة منا براء. يا أحرار العالم أتحدوا رجالا ونساءا، لمواجهة هذا الغول الإمبريالى الصهيوأمريكى. الصراع الداخلى لن يؤدى، إلا الى مزيد من الضعف والإنحناء وووو. التكنولوجيا هى تحويل العلم الى أدوات تساعد الإنسان. أنتج الإنسان المحايد دينيا وسياسيا وعرقيا التكنولوجيا ، والنظام الرأسمالى الفاسد هو من يسيئ إستخدامها ويحول البشر انفسهم، الى أدوات يسيئ إستخدامها أيضا. الإندماجات قد يكول لها آثارها الجانبية السلبية التى تصححها العقول الواعية المبدعة. ويجب ان يكون التصحيح بسرعة وقبل فوات الأوان. أما منطق الإلغاء والإستئصال والإبادة فلن يؤدي سوى لإستمرار واستفحال العنف. العنف دفاع عن النفس مشروع بشروط. هذا ليس تشجيعا على العنف لأن العنف قد يكون طبيعى عندما يوجه الى مصدر الخطر الحقيقى لا الوهمى الفكرى أو للصراعات العرقية أو المذهبية، وقد يكون مرضيا عندما يوجه الى غير المصدر. قصة قصيرة جدا: دخل على الضابط مكتب القيادة فمسخر الضابط بكرامته الأرض وعند خروجه ركل الكلب النائم عند الباب. كل شيئ حتى ولو كان سلبى قد تجد له بعض الآثار الإيجابية والعكس صحيح. وهذا لا يبرر القيام بالأعمال السلبية أو العنف الغير موجه توجيها دقيقا وبالطريقة الملائمه وفى الزمان والمكان والظرف المحدد بدقة. وهناك أساليب أخرى غير العنف تؤدى الى نتائج أفضل. الحروب لم تكن المؤثر الأول فى إنتشار الإسلام مثلا. وكل الدول التى فتحت بالعنف تراجع فيها الإسلام سريعا عندما ضعفت شوكة الإسلام والعكس صحيح. لكل فعل رد فعل وإذا لم يكن تأثير رد الفعل مساو لتأثير الفعل فقد يعنى هذا أن هناك خللا فى أصحاب ردود الافعال. ولهذا الخلل أسباب أهمها تحديد الإتجاه برؤية وبصيرة. ولكى ننتصر فى معركتنا مع الامبريالية لابد ان نصل الى ان تكون ردود أفعالنا أعلى أخلاقيا من الأفعال، وأكثر حضارة ورقى. نبينا الكريم سبق كل من حوله فى هذا المجال. فكان القائد الحق. هناك ثلاثة أنواع أو مستويات للفعل الإنسانى. فعل كرد فعل تلقائى. وفعل تفاعلى. وفعل سابق، سباق برؤية مستقبلية وهو الفعل الإبداعى. وأكرر من علم النفس السلوكى: الفعل كرد فعل، والفعل التفاعلى، والفعل الإبداعى. إذا لم نتحكم فى أنفسنا وأفكارنا ومشاعرنا لن نصل الى الفعل الإبداعى. وإذا لم نصل الى الفعل الإبداعى فقل على الدنيا السلام. ولنرفع رايات الإستسلام ومن الآن، لأنه لا فائدة.
ضرب إقتصاديات مجموعة أو دول فقيرة لن يؤدى، إلا الى مزيد من تبعية هذة الإقتصاديات. الإستمرار فى الصراع العقائدى مع الروس والصينيين والهنود وباقى الدول التى تمر ومرت بنفس لحظات ضعفنا، لن يؤدى، إلا الى مزيد من تفتيح الجبهات وإنهاك لقوى يجب أن تتحالف لتقوى وفى لحظة تتطلب التمييز. الملكية حق من حقوق الإنسان ولكنها ليست، لا حق مطلق ولا شبه مطلق. أو تعمم بالتعميم المخل كما يفعل الجهلاء، أو أصحاب السلوك التملكى الأنانى والإجرامى. الليبرالية الإقتصادية وأصحاب النظريات الإقتصادية الرأسمالية يدفعون فى هذا الإتجاه اللا إنسانى واللا أخلاقى تحت إدعاء أن حرية المنافسة هى التى تخلق تجمع رأس المال والحافز للتطوير والإبداع وهذا هراء. لان الإنسان بطبيعته يسعى الى التطور والإبداع. إسألوا العلماء والمفكرين. فبيكاسو لم يكن يتنافس من باقى الرسامين حين أبدع وكذلك بتهوفن وباقى الفنانين والمخترعين، بدأ من أسحاق نيوتن وفلمنج مخترع البنسللن. قصة طريفة: أخترع الكسندر فلمنج البنسللن ولم يسجل إختراعه. وعندما أنتج البنسلين إقتصاديا، طلب عبوات من الشركة المنتجة، حتى يكمل أبحاثه. رفضوا لانه لا يستطيع دفع ثمن العبوات. فى النظام الرأسمالى اللا أخلاقى لازم عينيك تبقى فى وسط رأسك حتى لا تسرق أو تنتهك حقوقك أو حرماتك! للأسف الشديد، بعد أن كنا نتحدث عن تحرير المرأة أصبحنا نتحدث عن عبودية الرجال وذل الرجال والنساء. بعد أن كنا نتحدث عن التطور العلمى، وانتجنا فى الستينات طائرات وصواريخ بالتعاون المشترك مع الهند، أصبحنا نتحدث عن إستيراد اللباس الشرعى من الصين والطرحة والحجاب من الهند والسبحة والسجادة اليبانى أحسن من الكورى. أنشانا السد العالى ومصانع الحديد والصلب ومجمع الألومنيوم وأنتجنا من الإبرة الى الصاروخ ثم هزمنا فى 67. ولم ننتصر بعد ذلك لأنه ببساطة هذا ليس سلوك المنتصرين. لم تكم الهزيمة لخيبتنا فقط ولكن السبب الأساسى العدو الصهيو أمريكى الذى يتربص بنا ولا يريد تقدمنا بأى ثمن ولأسباب. أصبح كل منا كائن إستهلاكى بكرش، يعانى تخمة الجوع القديم. نركب السيارات الفارهة وأخواننا يموتون جوعا، وندعى الدين والأخلاق. بعد أن كنا رجالا أصبحنا خوجات، لا. فى ظل عولمة الشركات عابرة القرات، يشترون بترولنا ويحددون سعره ويأخذون ثمنه، ليوضع فى بنوكهم، ليستفيد أصحاب الشركات. وممكن يسلفوك منه بشروط ويديونوك فتصبح أكثر عبودية. وكل مسروقاتنا نضعها فى بنوك أصحاب العصابات. ونقلدهم فقط فى المسخرات. يا أحرار العالم أتحدوا. ولكى لا يدعى أحد أن منطلق كلامى شوفينى عنصرى أو ضد البشر فى الغرب، فلنصل جميعا صلاة المقدس، كل بطريقته فى الصلاه، من أجل الإنسان. ولتكن صلاتنا جميعا الساعة الثانية عشر بتوقيت جرينتش. كدعوة للصلاح.
#عادل_ندا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الصمت الصارخ 3
-
الصمت الصارخ 2
-
الصمت الصارخ
-
أنا إرهابى 3
-
الخلاصة للخلاص
-
أنا إرهابى 2
-
دور شطرنج
-
أنا إرهابى
-
هل نريد الحقيقة أم نخشاها؟ 2
-
هل نريد الحقيقة أم نخشاها؟
-
إرحمونا يرحمكم الله
-
بروتوكولات إنسانية
-
حضارة الإنسان الجوهرية 2
-
حضارة الإنسان الجوهرية
-
تأملات فى الأحلام
-
تأملات فكرية فى العبقرية والسياسة والأحلام والتواصل
-
تأملات فى التعصب fanaticism
-
تأملات فى المكر بمعنى الخداع
-
أحكموا يا أمريكان.
-
الحرب النفسية غسيل مخ 8
المزيد.....
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
-
بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو
...
-
سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|