أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - واصف شنون - المال والبنون : ثقافة السرقة














المزيد.....

المال والبنون : ثقافة السرقة


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 2094 - 2007 / 11 / 9 - 12:33
المحور: كتابات ساخرة
    


أطل ّ َ خير الله طلفاخ وهو يقود كرسيه الكهربائي المتنقل على استعلامات موظفي الشركة العامة للدخان العراقية التي تنتج سجاير بغداد وسومر ،وهو يصرخ أين حصتي أيها السفلة ،هل منحكم ابن صبحة الحق في منع حصتي ..آه يا ابن صبحة ، أنا خير ألله وأنت صدام ،ثم يسأل الحاج طلفاح موظف الاستعلامات المرتجف : أين الحصة ؟ والموظف لا يعرف سوى الارتجاف ، ثم يأتي المدير العام للشركة راكضا ً ليقول : سيدي ..سيدي السيد الرئيس قال لا حصة لك سيدي وأنت تعرف الأوامر سيدي ..
فيدور طلفاح كرسي المقعدين الكهربائي الذي يركبه بعد أن بترت ساقيه بسبب مرض السكّري والشيخوخة ، فينهر المرتجفين والمدير العام : قل لصدام إن لم تأت حصتي هذا اليوم من السجاير فسوف أقول ما لم ُيسمع .
وفي فجر اليوم الجديد يبيع العم طلفاح (كارتونات) سجائره على التجار .

*****
العم طلفاح كان ليس خال الرئيس وأب زوجته وحسب ، بل كان داعية ً فصيحا ً للإسلام الحنيف ،وطالما تكلم عن النبي محمد وجهاده والصحابة الذين ناضلوا معه (وكأنه معهم ) من أجل إحقاق العدل وإبطال القهر وتأسيس أمة تدين بإيواء اليتيم وتنصر المظلومين ،ولا حق عليه الآن وقد انتقل إلى رحمة الأعلى ، فقد كان مدفوعا ً حسب ثقافته التي تعلمها وهي : المال والبنون ،والمال يأتي بوسائل عدة من ضمنها اغتصاب حق الآخرين ، أما البنون فيأتون من المال الذي يسمح له.. أي الرجل بالزواج الكثير الناتج للأبناء فيكونون له عونا ً في الدنيا وفي الغزو وصد الغزوات ،وحسبنا بطلفاح الكثير من الأوادم .

*****
لايمكن لفصيح أن يقارن العراق بروسيا ، ولكن يمكن مقارنة سقوط البعثيين والسوفيت ، فقد تشابهوا في صعود طبقات مشبوهة وبروز عصابات تقتل من أجل الدولار وتبيع المخدرات والسلاح بأنواعه وتنشر البغاء الخسيس ، لكن النموذج الروسي يختلف عن العراقي ،فالأول لايدعي ديانة الله ،والثاني يبيع ويتاجر ويقتل ويخطف ويساوم وينهب ويغتصب ويسمسر ويبغي باسم الله .

*****
أكدت منظمة الشفافية العالمية التابعة للأمم المتحدة في تقريرها لعام 2007 أن العراق هو البلد الثالث بعد بورما وأوزبكستان في مرتبة الفساد الإداري والاقتصادي على مستوى العالم ، وبعد هروب رئيس لجنة النزاهة العراقية ، قال رئيسها إن لجنته قد اكتشفت فقدان 18 مليار دولار حكومي ووجهت اتهامات تعد بحوالي 3003 آلاف حالة فساد إلى موظفين ومسؤولين ، ومعظم الحالات يقودها أشخاص لهم نفوذ .

*****
ما هو الفساد ؟
أو ما هو الفساد حسب فلسفة المال والبنون البدوية ؟
أن تسرق وأنت صاحب البيت ، أن تسرق من بيت مال الناس ، وتسرق من بيت أموال المسلمين ..وأن تؤذي الناس بأموالهم ،وأن تستأجر مرتزقة لقتل الناس بأموالهم ...!!
وأين الإسلام ؟
الإسلام هو أن تكون شخصا موثوقا به ..
وإن المال يعود له والعزة لغيره مذلة ..
وأن تحب لأخيك ما تحب لغيرك ..

فلماذا تسرقون ؟ وتقتلون ؟ وتقامرون ؟ ....
*****
كثرت الأقاويل عما يجري في العراق الآن من السرقات وليس عن القتل ، فمثلا إن وزيرا إسلاميا ً سرق 186 مليون دولار ا ً ،والحكومة العراقية الإسلامية الديمقراطية تطالب الشرطة الدولية بتسليمه إلى العراق ، فمن يملك مليونا ً هو في حصانة البنوك والمؤسسات ، فكيف يمكن تسليمه وقد تبدل أسمه عشر مرات ووجهه مرة على الأقل ، ويصلي و يصوم ويخمس ويزكي ولايرفع عين على المحصنات ، بل يمنح بركات رزقه على من يسأل في أرض الله الغريبة ،ويتمتع بما آذن الله له من الحلال في النكاح الحر والمقيد ،وطيب المآكل والملبس ،والله هو الحاكم يوم الدين .

*****
هل من يعارض لي من أن الطبيعة البشرية لا يحدها دين ولا مبدأ ولا أيديولوجيا ، والإنسان طالما أصبح نظيفا هادئا فارغا من تلك الملوثات الغريبة يعود بطبعه كإنسان يرحم ويتمنى الرحمة من الفراغ .



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستعرب أو مستكرد ..!!
- شرف قومي ..ودكتاتورية
- حوار مقدس
- شعوب تمتهن التصفيق
- سالي فيلد ..
- وليمة في زمن فاسد
- الثقب المقدس
- قائد شرطة عراقي
- ستربتيز كيفن راد
- عود شخّاط
- الحروفي والخروفي ومابين النقطة
- العراق : يا حريمة ويا حسافة
- أمّنا الأرض مريضة ..
- المسرح العراقي في سيدني :المنطقة الصفراء تحاكي المنطقة الخضر ...
- لماذا دائما ً فلسطين ولبنان والعراق ؟
- مابين فوزي كريم وسعدي يوسف
- زمان حزب الدعوة العميل !!
- هجرة الرسول وهجرة العراق
- هوشيار زيباري في أستراليا
- المهدّيون في الجنوب


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - واصف شنون - المال والبنون : ثقافة السرقة