أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فادي نصّار - كيمياء الحنين














المزيد.....


كيمياء الحنين


فادي نصّار

الحوار المتمدن-العدد: 2094 - 2007 / 11 / 9 - 09:48
المحور: الادب والفن
    


مالذي يجعل القلب رهينة والعيون بنادق وحراب؟.

مالذي يعطي الكلمات نغماتها فيعريها من حقدها وجمالها المصطنعين؟.

ومالذي يحيل النظرات وروداً وأشواكاً؟.. وكيف تولد الغيمات حبلى رغم بعض العقم في غيم هذا الزمان؟.

والشمس.. مالذي يجعلها تلد بحاراً وأحيانا صحارى!!.

مالذي يقتل الآمال فينا, ويزرع زهر الذكريات في جنات الأحلام..

انهما الحب والكراهية.

واما ما أكره فهو مايقلقني أكثر ويجعل هذا القلم ينزف أحيانا (وغصباً عني) أحيانا التصاقاً بالوطن وأحياناً أخرى ثورة على من فيه. فأنا أكره اليل والنهار ان لم أرَهما فيك. أكره القمر ان لم يجد مأواه في وجهكِ الصبوح. أكره البحر وأمواجه ان لم يحمل اليّ شجونك وفرحك. أكره الغيم أيضاً ان لم يمر على أرضك ديمة ديمة فيرويك ويحول صدرك لجنة مكسوة بالعشاق. أكره العصافير ان لم تنشد نشيدك مع الناس الفقراء صباح مساء.

وماذا أكره أيضا ?????

أكره الصيف والشتاء.. وحتى الربيع ان لم يزهر عناقيد فرح ومحبة تضيء أيامكِ وتزيد بهاءكِ بهاءاً. ويعتريني حقد أعمى على هذه الدنيا ان لم أستطع كتابة حب من نوع أسطوري تغصّ سطوره بكلمات عميقة المعاني تفيض كل واحدة منها بآلاف القصص الشاعرية عن شهدائك....قصص تقتحم ليل صمتكِ العذري كرف حمام هادئ يحط في أديرة الرهبان وساحات المساجد. جنوب العالم وشماله ,غرب الدنيا وشرق الآلهة.. أكرهها ان لم أجد فيها نسائم تحييني وتبعثني مسيحاً في عباءة الوقت.. نسائم تأخذني من غربتي لترميني في أحضان بساتينك وبين أهلك البسطاء, وأما بعد فأنا أحبك لأني فيكِ تعلمت كيف يكون الحب وبماذا تستبدل الكراهية, وكيف تسيّس القلوب لأجل عينيكِ أحبك ياملهمة, ياشاعرة, ياحالمة بواقعية, وكافرة بإيمان, ومؤمنة بتحفظ. أحبك تصلّين لأيقونة العذراء مريم وأنت تجودين القرآن صلاة وفخراً أيضا أحبكِ. أحبك يا أم الأبطال والمبدعين, وسيدة السّاسة وآلهتهم وصلاة المتصوفين, وهيام العشاق المراهقين.

أكلما يتكلم البشر في سرهم, في سجنهم وعزهم, فقرهم وحريتهم يعبّرون لك عن حبهم مثلما أفعل أنا يوميا????

فمنذ هاجر قلبي بحثاً عن رمّان السعادة وأقواس النصر في أرض كانت تقول عنها جدتي (مياهها قاسية) منذ ذلك اليوم الذي كنت فيه أنت الوحدة في حقائبي وجواز سفري وذاكرتي, منذها وكلما أهاتف أهلي أوصيهم أن يخبئوا لي قطعة من قلبك الرائع, أن يخبئوا لي زجاجة عطر من أريج حقولك الزاهية بألوان الحياة ولوحة فنية تعتصر أفراح الناس وآلامهم, وتكتظّ مسافاتها بكل ماهو راق, لوحة لوجه الله متجسّداً مابين سهول جزيرتك أم المئة حضارة وحضارة وشواطئ المتوسط الحالم.... نعم حبي لك أفلاطوني, وأفتخر أن يتهمني الآخرون بهذا الشغف اليومي الذي حوّلني مهووساً بكتابة الشعر لملائكتك. الا أن بعض الشيء من سمات هذا العالم... صخورُ قانون الأحوال الشخصية الماورائتاريخية.. وفتاوى رجال الدين والسلفيون والتعصب بأشكاله والتسطح الفكري ومجتمع يفهم بكل شيء وينظر بالطبخ والنفخ وعلوم الفضاء ومرجعه الأخير أن لا تقدم ولاحرية ولاشيء يسير الا بقدرة قادر, وهذا القادر هو نفس الذي صلبك وجعل من أهلك قميص عثمان وهو ذاته الذي سمح لقريبه بوش بنهش عراقك وأنزل العقاب بشعب فلسطين وأدار رحى الوغى كلها لتصب في قلبك الدمشقي الصامد, وكل يوم يولد إله لشعب ما, تولد معه حروب وآهات وفقراء لهم أحلامهم وآلامهم, ومن وسط هذه الشعوب المقهورة يولد مبدعون يعرفون أن الحب والكراهية تولد أشياء وأشياء, وكلهم يتغنون مثلي بالوطن الذي أنجبهم وهجّرهم وعلمهم كيماء الحنين..

أحن الى صمت ترابك يا وطني.



#فادي_نصّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موانئ الذاكرة
- تراتيل


المزيد.....




- دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة ...
- Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق ...
- الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف ...
- نقط تحت الصفر
- غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
- يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
- انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية
- مدينة حلب تنفض ركام الحرب عن تراثها العريق
- الأكاديمي والشاعر المغربي حسن الأمراني: أنا ولوع بالبحث في ا ...
- -الحريفة 2: الريمونتادا-.. فيلم يعبر عن الجيل -زد- ولا عزاء ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فادي نصّار - كيمياء الحنين