أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - إشارات إلى -اختراق كبير-!















المزيد.....

إشارات إلى -اختراق كبير-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2093 - 2007 / 11 / 8 - 12:10
المحور: القضية الفلسطينية
    


هذه المرَّة، شيء ما ذو أهمية قد تحقَّق على يديِّ رايس في اجتماعها مع اولمرت، ثمَّ مع عباس، ولكنَّه، على ما اتَّفقوا كما يبدو، سيظل إلى حين في طيِّ الكتمان "الرسمي"، مخافة أنْ يُفْسَد هذا "الإنجاز"، أو "الاختراق"، الذي قد يكون، في حقيقته، بأهمية ما يتمخَّض عنه جَبَل التفاوض السياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين عادةً.. ولِجَعْلِهِ يبدو، عند كَشْفِه، إنجازاً لطرفي التفاوض في المقام الأوَّل، فإنَّ من قواعد اللعبة التفاوضية المعمول بها دائما أن تُضَخَّم أهمية المفاوضات الثنائية المباشِرة، ويُقلَّل من شأن عمل "الوسطاء" ولو كانت منهم الوسيطة رايس، رئيسة "مؤتمر أنابوليس".

"التفاؤل"، الذي يَشُقُّ علينا الآن تمييز المصطنع منه من الطبيعي والواقعي، عُبَّر عنها بكلمات لَمْ نَسْمَعَها منذ وقت طويل، فعباس، الذي بدا متشائماً، كثيراً أو قليلاً، من قبل، تحدَّث، في مؤتمر صحافي مشترَك مع رايس، عن إحراز "تَقَدُّم" في اتِّجاه إطلاق مفاوضات "جادة" مع إسرائيل، بَعْد "المؤتمر"، توصُّلاً إلى "اتِّفاق يعالج قضايا الحل النهائي" بين الطرفين، مُعْتَبِراً أنَّ ما أُنْجِز (الآن) يَجْعَل "مؤتمر أنابوليس" مناسَبة "جدِّية" لإطلاق عملية سلام "ذات مغزى"، تقود إلى تنفيذ حلِّ الدولتين. وأعلن اتِّفاقه مع اولمرت على وجود "فرصة حقيقية" للتوصُّل، بدءاً من الآن، إلى "سلام تاريخي". ووصف محادثاته مع رايس بـ "اللقاء المهم"، الذي "توصَّلْنا فيه إلى نتائج، نعتبرها مهمة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط".

قَبْل هذا "اللقاء المهم" كان عباس يشعر بالإحباط، ولا يرى جدوى من استمرار المفاوضات، مُعَبِّراً عن ذلك بقوله "ثمَّة أمور مشجِّعة وإيجابية تحقَّقت اليوم، ولولاها لَمَا كان ثمَّة من مبَرِّر لاستمرار المفاوضات".

أمَّا رايس فَحَمَلَها هذا "الإنجاز" الذي تحقَّق على القول إنَّ "مؤتمر أنابوليس" يُمْكِن أن يكون "نقطة انطلاق حقيقية لمفاوضات مستمرة، تقود إلى تنفيذ حلِّ الدولتين؛ وإنَّها المرَّة الأولى منذ سبع سنوات نرى أنَّنا في مسار تفاوضي جاد، يَهْدِف إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، فهذا الوقت تاريخي، وهذه الفرصة حقيقية؛ والهدف، على ما آمل، يُمْكِن أن يتحقَّق في ما تبقَّى من ولاية الرئيس بوش".

بعضٌ من هذا "الإنجاز" هو، على ما أوضح وكَشَف صائب عريقات، الاتِّفاق على تأليف "لجنة ثلاثية (من السلطة وإسرائيل والولايات المتحدة)"، والتزام الولايات المتحدة أن تكون هي "الحَكَم" بين الطرفين. ويبدو من أقوال عريقات أنَّ رايس سوف "تُقْنِع" اولمرت بأن تعود إسرائيل إلى خطوط 28 أيلول 2000 قَبْل "مؤتمر أنابوليس". ويبدو أنَّ "الجدول الزمني" للمفاوضات التي ستبدأ بعد "المؤتمر"، والذي كان الطرف الفلسطيني مُصِرَّاً عليه، سيُسْتعاض عنه بما يشبه بيان رسمي يَصْدُر عن إدارة الرئيس بوش، وتقول فيه أنَّ الرئيس بوش عازِمٌ على أنْ يرى حل الدولتين وقد أصبح حقيقة واقعة، في معنى ما، قبل مغادرته البيت الأبيض.

ما نتوقَّعه هو أنَّ رايس قد تمكَّنت من تسوية بعض القضايا الخلافية بين الطرفين المتفاوضين (سِرَّاً) على "وثيقة تفاهم". و"التسوية" التي جاءت بها رايس قد تسمح للطرفين المتفاوضين بالتوصُّل إلى صياغة جديدة لبعضٍ من المبادئ الأساسية لحلِّ مشكلات اللاجئين، والقدس الشرقية، والحدود.

وفي شأن "كيفية حل مشكلة اللاجئين"، سُرِّبت معلومات إلى بعض وسائل الإعلام، مؤدَّاها أنَّ "العودة الجماعية" للاجئين الفلسطينيين لن تكون ممكنة وشرعية إلا إذا كانت إلى أراضي الدولة الفلسطينية، فإذا رغِبَ "لاجئون" عن أن تكون عودتهم إلى إقليم الدولة الفلسطينية فإنَّ "المجتمع الدولي" يُعالِج أمرهم في "طريقة دولية متَّفَق عليها"، وقوامها توطينهم ودمجهم في "دول مختلفة"، من بينها إسرائيل.

وفي شأن "كيفية حل مشكلة القدس الشرقية"، يُمْكِن أن يكون قوام الاتِّفاق في هذا الصدد هو ضمِّ "الأجزاء العربية" من القدس الشرقية إلى سيادة الدولة الفلسطينية، و"الأجزاء اليهودية" إلى سيادة إسرائيل.

أمَّا في شأن "الحدود" فيُمْكِن أن يكون اتِّفاقٌ على أن تكون الحدود بين الدولتين هي "خطِّ الرابع من حزيران 1967 مُعَدَّلاً تعديلاً طفيفاً وبما يتَّفِق مع مبدأ التبادل المتماثِل كمَّاً ونوعاً للأراضي".

ورُبَّما يَصْلُح الكلام الذي ورد على لسان خالد مشعل في شأن "التفويض التفاوضي" الممنوح لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس دليلاً على أنَّ شيئاً على جانب كبير من الأهمية قد تحَّقق في الزيارة الأخيرة لرايس، فمشعل، وللمرَّة الأولى، تحدَّث، ضِمْناً، عن عدم وجود تفويض لأيِّ قيادي أو مسؤول فلسطيني بالتفاوض في الوقت الحاضر (السيئ فلسطينياً) مع إسرائيل، عِلْماً أنَّ "حماس"، وفي وثائق رسمية فلسطينية عدة، اُنْجِزت قبل استيلائها على قطاع غزة في منتصف حزيران الماضي، قد أقرَّت بحق رئيس السلطة الفلسطينية (ومنظمة التحرير الفلسطينية) في أن يفاوِض إسرائيل، توصُّلاً إلى اتِّفاق على حل النزاع، على أن يُسْتَفْتى الشعب الفلسطيني في أمْر هذا الاتِّفاق قبل، ومن أجل، أن يصبح نهائيا ورسميا؛ وقد أكَّد عباس، غير مرَّة، التزامه هذا "الشرط"، الذي هو "مَوْقِفاً والتزاماً له" قبل أن يكون "شرطاً" لـ "حماس"، أو غيرها من المنظَّمات الفلسطينية.

لقد قُلْنا، غير مرَّة، إنَّ جوهر وأساس الحل (المُمْكِن واقعياً الآن) لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، والذي، على صعوبته، يُمْكِن ويجب التوصُّل إليه عبر التفاوض السياسي، أنْ تُمَكَّن الدولة الفلسطينية المقبلة من أن تكون، من الوجهة العملية والواقعية، وليس من الوجهة النظرية فحسب، دولة للشعب الفلسطيني بأسره، وأن يبدأ "الحل النهائي" لهذه المشكلة بتعاون "السلطة"، أو "الدولة"، مع "المجتمع الدولي" والدول العربية التي يقيم فيها لاجئون فلسطينيون، ومع إسرائيل، على النقل الفوري للمخيَّمات الفلسطينية في الخارج إلى أراضي الضفة الغربية، فـ "جغرافية" المشكلة، أي مشكلة اللاجئين، يجب أن تتغيَّر أوَّلاً، فَلِمَ لا "تُنْقَل" المشكلة (مع المخيَّمات الخارجية وقاطنيها) إلى إقليم الدولة الفلسطينية، قبل، ومن أجل، أن تُحَل، أو أن يبدأ حلها النهائي، فإنَّه لإنجاز فلسطيني تاريخي وعظيم أن يُعْمَل، دولياً وعربياً وإقليمياً، على تَمْكين الدولة الفلسطينية من نقل المخيَّمات الفلسطينية في الخارج، مع أهلها، إلى أراضيها، فـ "اللجوء" في داخل "الوطن" هو أفضل بكثير من "اللجوء" في خارجه.

ومع تغيير "الموقع الجغرافي" لظاهرة "اللجوء"، يُصبح مَمْكِناً أكثر من ذي قبل إنجاز حلٍّ نهائي لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، فقبول حلِّ نهائي للمشكلة القومية للشعب الفلسطيني، قوامه الجغرافي "فلسطين الصغرى" يجب ألاَّ يفضي إلى "تصغير" الشعب الفلسطيني ديمغرافياً.

وأحسب أنَّ السلطة الفلسطينية ينبغي لها أن تفاوِض إسرائيل (وغيرها) توصُّلاً إلى "مقايضة تاريخية مختلفة"، فتنازُل الفلسطينيين عن حقِّهم في "العودة الجماعية الشاملة" للاجئين الفلسطينيين إلى حيث كانوا قبل تهجيرهم وتشريدهم يجب أن يُقابَل بالتزام دولي وعربي وإقليمي أن يُعْمَل، اقتصاديا وفي مجالات أُخْرى، على تمكين الدولة الفلسطينية المقبلة، أو "فلسطين الصغرى (جغرافياً)"، من أن تكون فِعْلاً وواقعاً دولة للشعب الفلسطيني بأسره، فَتَكْبُر ديمغرافيا "فلسطين الصغرى (جغرافياً)".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلفور.. العربي!
- في -الكوزمولوجيا- القرآنية
- حتى ينجو الفلسطينيون من -مؤتمر الخريف-!
- صورتنا كما نراها في -مرآتنا الانتخابية-!
- الحرب إذا ما شنتها تركيا!
- أزمة أردوغان في شمال العراق!
- ثرثرة في -عرس انتخابي-!
- ثورة -الإلكترون-!
- بعض من الجدل الذي أثاره بحث: سؤال -كيف خُلِقَ الإنسان؟-
- سؤال -كيف خُلِقَ الإنسان؟-
- عندما يُبَشِّر بوش ب -حرب عالمية ثالثة-!
- بعض من الجدل الذي أثاره موضوع: الأرض ليست -كروية- في القرآن. ...
- الأرض ليست -كروية- في القرآن.. وإليكم الأدلَّة!
- -الوثيقة- في شكل -عمود فَقْري-
- كَذَبَ -المؤوِّلون- ولَمْ يصدقوا!
- كيف يؤسِّسون مَنْطِقاً لفرضية -العلَّة غير المحتاجة إلى علَّ ...
- ال -فَوْفضائي- Hyperspace
- الأيَّام الصعبة!
- بعض من الجدل الذي أثارته المقالة: أفي هذا تَكْمُن -عبقرية- ا ...
- أفي هذا تَكْمُن -عبقرية- الدكتور زغلول النجار؟!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - إشارات إلى -اختراق كبير-!