عبد صموئيل فارس
الحوار المتمدن-العدد: 2093 - 2007 / 11 / 8 - 01:41
المحور:
كتابات ساخرة
كنا نأمل أن يأتي المؤتمر السنوي للحزب الحاكم في مصر بجديد، لكن مع بداية المؤتمر يوم السبت الماضي ظهرت كل المعالم والخطوط العريضة التي من أجلها كان المؤتمر أولاً، وبطريقة خبيثة فتح الباب أمام مبارك الصغير للترشيح لرئاسة الجمهورية بعد أن تم اختياره في عضوية الهيئه العليا للحزب الوطني -وهذا أمر قد تكلمنا فيه كثيراً- ولا يخفى على ناظر قدوم جمال مبارك إلى الحكم لا محالة أما عن ما أتى به المؤتمر من خلال سياسته الاقتصادية وتنفيذ برنامجهُ الانتخابي، فهذا ما جعلني أضحك بطريقة هستيرية على التصريح الذي أدلى به أحد رجال الحزب عن توفير فرص عمل للشباب عن طريق مشروع التوكتوك على مرحلتين: الأولى 63 ألف توكتوك في 13 محافظة، والثانية 40 ألف توكتوك، ليكون الإجمال الكلي لهذا الخراب 103 ألف.
وبالتأكيد مصر كلها تعرف الفوائد التي يقوم بها هذا المشروع من توفير الحشيش للمواطنين، ثم مساعدة الشباب في حل أزمة السكن لمزاولة عمليات الاغتصاب والرذيلة وهذا الأمر واضح ووسائل الإعلام تقوم مشكورة بتغطية هذه الأحداث للمساعدة في نجاح هذا المشروع. يعني نستطيع أن نضع عنوان كبير لبرنامج الرئيس الانتخابي وهو "برنامج التكتوك".
يا خسارة يبدو أنه كما يقولون أن لكل سياسي كبوة وهذه عوامل الشيخوخة التي ظهرت ليس على الرئيس بل على الاقتصاد المصري ككل بالإضافه إلى تجاهل الأقباط بصورة مستفزة من خلال المشاركة في فعاليات المؤتمر، وحتى من تم اختيارهم في لجنة السياسات من الأقباط هم من رجال الأعمال والذين يبحثون عن مصالحهم ويحاولون الدخول تحت جناح السلطة، وذلك كنوع من الحصانة، وإن حاولوا المطالبة بحقوق للأقباط سيفكروا في الأمر عشرات المرات خوفاً على مصالحهم ومركزهم من السلطة.
نستطيع القول ببساطة أن هذا المؤتمر عُقِد من أجل "جمال مبارك" ودائرة التوريث وبصفة رسمية تشريعية. وقد تم الهدف من ثاني جلسة للمؤتمر، فلم يكن هناك داعي لتكملة المؤتمر لأن الهدف قد تم إنجازه بعد اختيار الرئيس بنسبة مليون في المائة كرئيس للحزب، ومن أجل كل ما ذكر من مشروعات استثمارية ضخمة وآخرها مشروع التكتوك، والمراكز العالمية التي احتلتها مصر في الفساد والتقدم المذهل في كل مناحي الحياة. نقول للسيد الرئيس علشان كده إحنا اختارناك.. وبايعناك!!!
#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟