أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رياض الركابي - ليلة مصرع الفنانة هيفاء وهبي














المزيد.....


ليلة مصرع الفنانة هيفاء وهبي


رياض الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 2094 - 2007 / 11 / 9 - 12:32
المحور: كتابات ساخرة
    



لقيت الفنانة اللبنانية الشهيرة هيفاء وهبي مصرعها في ظروف غامضة ، ولم تُشر الشرطة اللبنانية الى تفاصيل الحادث ، هكذا تلقيت النبأ في صحيفتي اليومية المستقلة ، وهرعتُ على الفور الى غرفة رئيس التحرير الذي كان من اشد المعجبين بالفنانة (هيفا) ، على الرغم من انه لم يصرح يوما بذلك ، ولكني ضبطته اكثر من مرة وهو يتلصص على صورها بالانترنيت ، ونقلت له الخبر ، فصدرت من الرجل المسكين آهة عريضة تقطّع القلب ، وضرب كفا بكف ، ثم اطرق بحزن للحظات ، فالمرحومة كانت عزيزة على قلوب الجميع ، وبعد تنهيدة حارة الهبت جو الغرفة بالحزن النبيل ، اصدر تعليماتهُ بان تكون الصفحة الفنية بالكامل للفنانة الفقيدة وأن يكون الجزء الأعلى من الصفحة الأخيرة لها ، نتناول فيه تأريخها ومناقبها وان اختار لها صور ملونة كبيرة .
جلستُ امام الكومبيوتر وابحرتُ بهمة ونشاط في عوالم الانترنيت ، وبدأت بالبحث عن صور الفقيدة ، فأنهالت الصور مثل المطر في ليلة شتائية ، ولكن الحيرة الجمتني ولم استطع اختيار أي واحدةٍ منها تليق بالمناسبة ، فالفقيدة (رحمها الله) كانت لا تلبس الكثير من قطع الملابس ، بل تكتفي بنتفٍ صغيرة تغطي المساحات الساخنة فقط ، وحين فشلت بمسعاي ، استعنت بمصمم الجريدة لكي يتلاعب بالصور من خلال الـ(فوتوشوب) ويستر المرحومة ويلبسها ملابس محتشمة .
اكملنا عدد الجريدة وخرجنا من المبنى قبل الغروب بقليل ينتابنا الزهو لأننا خرجنا بتغطية خبرية جيدة للحدث الجلل ، فلسنا بأقل مستوى من الصحف العربية التي ستتنافس يوم غد بالتأكيد ، وكل صحيفة ستبرز كفاءتها ومهارة محرريها في التقاط كل شاردة وواردة من تصريحات الشرطة او اقوال عائلة الفقيدة او اصدقائها ، كما ستتسابق الفضائيات في تخصيص برامجا خاصا على مدى ثلاثة ايام ، فلا يمكن لأحد ان يبخس دور المرحومة في اشاعة روح الجمال في عالمنا العربي الباهت ، وبث روح الأمل والعنفوان لدى الرجل العربي الذي اصبح خرقة لايهش ولاينش ، كما ان حضورها في الايام الاعتيادية على هذه الشاشات بات يفوق ساعات البث لاي مصيبة تحل ببلداننا العربية ولأي مؤتمر مصيري واكثر حضورا من أي شخصية سياسية ، فكيف الحال والمرحومة غادرتنا الى ..... ياالهي !! لم استطع للحظة تحمّل فكرة ان (هيفا) ماتت ، وأن الدود سيتناهب جسدها البض مثلما كانت تفعل به عيون المعجبين ، وكيف كانت تتسمر عند تعرجاته الحادة .
اهتز الباص هزا عنيفا فانتبهتُ مرتعبا... ياه .. كنت ُ احلم !! هل نمتُ وانا في الباص ؟ ماالذي جاء بهيفاء وهبي الى رأسي هذه اللحظات ، شعرتُ بأن جسدي اصابهُ الخدر ورأسي انفصل عنهُ ، فأمتدت يدي تبحثُ بدون وعي ، وحمدتُ الله انه لازال موجودا ، ثم تعالت صرخات النسوة وصيحات الرجال في الباص الذي توقف سائقهُ بصورة مفاجأة ، وأخذ يصرخ بهستيرية .. مفخخة .. مفخخة .. وابتهل الركاب الى الله شاكرين فضله لسلامة الجميع ، وفي الشارع تصاعدت سحابة من الدخان الاسود ، وبدأ الصراخ والعويل يصم آذاننا ، واخذت عدة سيارات تحترق بركابها .. ووسط هذه الفوضى انطلق بنا الباص بقوة ، مخلّفا وراءه قطعةً من الجحيم تستعر ..
في مدخل البيت فاجأتني زوجتي وبهتت لمنظري ، وسألتني عمّا حدث ولماذا وجهي مصفر وجسمي يرتعش ، فأرحتُ يدي من ثقلها والقيت بالصحف في سلة المهملات .. وانحدرت دمعة ساخنة من خدي ، ولاادري لما وجدتني اقول لها .. لاشيْ .. لقد ماتت هيفاء وهبي !!



#رياض_الركابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى بلبل الفقراء .. الشاعر الشهيد رحيم المالكي
- مجنون الرصافة
- أنا يوسف يا أبي
- الى صديقي أبو نؤاس
- خسارات
- دمٌ ... مستباح
- حميرنا بخير
- الدنيا ...... كراسي
- حوار مع الفنان مازن المنصور


المزيد.....




- الجزء الثاني من الفيلم الناجح -Freakier Friday- أصبح جاهزاً ...
- مسجد إيفري كوركورون الكبير.. أحد معالم التراث الثقافي الوطني ...
- من دون زي مدرسي ولا كتب.. طلاب غزة يعودون لمدارسهم المدمرة
- فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رياض الركابي - ليلة مصرع الفنانة هيفاء وهبي