أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فؤاد خطيب - رسالة حب من سفينة العمر














المزيد.....


رسالة حب من سفينة العمر


فؤاد خطيب

الحوار المتمدن-العدد: 2091 - 2007 / 11 / 6 - 09:22
المحور: الادب والفن
    


د. فؤاد خطيب
ابحرت في بحر الحب يافعا ووصلت سفن عشقي كل البحار من البحار الشمالية التي تطل على نهاية العالم الى منابع النيل . زرعت دوما الصاري وفردت اشرعتي على كل السفن وعبثت اصابعي بالشعر الشبقي المشرع للحب بكل الالوان .
صديقيني يارفيقة روحي بكل الالوان . رميت مرساتي في موانئ الحب وغرست الصاري في سفن الحب وبحثت عن الهوى والشوق فاشتعلا وحرارتهما اذابت حتى فولاذ العصور الفولاذية وانصهرت فيهما روائح الدهور ومزيج الحضارات من صندل السودان الى نبيذ مورافيا من حبق الشام الى عطور باريس كلها . كنت ملاحا رحالة اقف بالمراسي اتزود بطاقة الحب حتى اكمل رحلتي المجنونة التي ربما لن تنتهي حتى تنتهي كل العواصف وتسكن النفس ويموت الشوق وتغلق جميع موانئ الحب في العالم .
الحياة بدون حب كالصحراء الجرداء بدون ماء . انا والله يا صغيرتي لا اهوى العيش بالصحراء واتوق الى محيط واسع من الحب حتى يغمرني ويغمر زماني ومكاني . سأبقى كما كنت بحارا يبحث عن الرطوبة في سفن الحب لارفع الصاري واعدل الدقل واكمل رحلتي مع الشعور الغجرية .
صدقيني يا مينائي الاخير اني ارقص مع حظي الراقص غبطة بعد ان وجدته ووجدتك وبعد ان كدت هامتي العواصف وكسرت الصاري وغررت بالدقل لواحظ عيونك السحرية .
قلت لك منذ البداية باني اهواك مدى العمر . رأيت فيك تلك الجنة البعيدة وهذه الارض الطيبة المشرعة الى السماء .. تحوي رميم الاجداد وتاريخ الشرق وبخور القرون وروائح العطور ونكهة التوابل التي هبت فوقها من كل الحقب والعصور . شعرك هذه الخيمة الزرقاء التي خلقت في خبائها ومنها انوي ان تبحر بي سفينة العمر الى الابدية . شفتاك جلنار الجنة والنار وبداية صبوتي ونهاية رغبتي القاتلة . عيناك عمق بحري ومداه ومصير سفينتي في رحلة العمر هذه التي تتهاوى كاكاس الشهب الهاوي الى مداه بالسحر . نهداك الجرمق وهاتيك الجبال الوردية على طرف الصحراء . عطرك مزيج من رائحة برتقال يافا وريحان القدس وزنبق بيسان وحبق الخليل وصنوبر الكرمل .
يقولون يا رفيقة الروح في البدء كانت الروح سابحة ترفرف على وجه العدم حتى خلقت من ذاك العدم الكون وجسدته بابدع تكوين . يقولون ايضا ان الكون بمده ومصائره السحيقة وجد منذ ان كان الوجود بعيدا في عمر الزمن . بعث الى الحياة وبعثت الحياة في ذاتها بدع النظم وقوانين الخلق . الحياة تكونت من اللاحياة والنظم والقوانين من الفوضى والشطط . الوجود يا عين ابي.. يعني كينونة شيئين متضاربين .. يحمل امرا مضادا للآخر . ها هي المفاهيم كلها في صراع ابدي ..ايجابي- سلبي .. ابيض - اسود .. قذر - نظيف ..قبيح - جميل . صراعها ينتج دوما شيئا جديدا . كل شيء جديد يحمل بذور نقيضه في الداخل. نعم الحياة حلقة مفرغة ازلية وابدية تدور من عدم الى عدم . مازال عيشنا طلسما وموتنا طلسما وسرمدية الحياة مجهولا اكبر . كم كان ابو ماضي صادقا عندما انشد قبل عقود وعقود "جئت لا اعلم من اين ولكني اتيت .. سأبقى سائرا شئت هذا ام ابيت ..لست ادري ؟ "انا يا روح امي تواق لو عرفت النزر اليسير عن هذا الجهل المطبق وهذا البطء القاتل في تقدم البشرية . حتى الآن مع كل ما نملك لم نقطع ولا ساعة ضوئية واحدة فما بالك يارفيقة زمني بتلك الابعاد التي تقاس بالسنوات الضوئية للوصول الى بداية المعرفة والمعلوم النسبي الذي سيقود العقل البشري الى مجهول اكبر . انا لا افرق بين الروح وبين الجسد انها صيرورة واحدة متداخلة تحركها علاقة سامية لا يملكها كل البشر . علاقة ابقى واقوى من غريزة التملك ولو تسترت بكل العقود والشرائع التي اوجدها البشر العاديون وحاولوا بها ربط ارواح واجساد تتناثر ولا تربطها تلك الوشائج السحرية . عندما احضنك يكون جسدك الروح وروحك الجسد ووصلك يعني لي مداعبة كيان واحد تجلت فيه حكمة الخالق في مزج الروح والجسد . قلت لك حبنا غير عادي ولهذا اكتب لك هذه الرسالة غير العادية . اخترتك وها انت في قلبي وفوق دفاتري وبين اسطري وكلماتي وبين رجفة القلب وجرة القلم . ها انت قابعة هناك بين اشيائي الصغيرة وفي جدول ازماني بين تاريخ ميلادي وحتى اللفظة الاخيرة من انفاسي . اراك ياعمرى كله تجلسين فوق الصاري تقودين سفينة العمر التي تحمل في رحلة الاياب بخور الشرق كله . تفوحين بماء الورد ومسك الهند وتوابل السند وصندل افريقيا كلها .
انت ياصغيرتي تعشقين الحب. رأيته في حدقتيك وفي شفتيك وانت تخطرين بثوبك الجديد الذي طرزته عيوني الف مرة في لحظة حب واحدة .
قلت " حبيبي ما رأيك بالفستان الجديد ؟ ".
قلت لك " جميل كصاحبته "
قلت لي " هكذا فقط ؟ "
قلت " اجمل ما رأيت في حياتي " .
قلت " مكار .. عبارة تقولها لاية انثى " .
قلت " انت اجملهن وآخر العنقود " .
قلت " اعرف .. انا آخرهن حتى نهاية كتابك الذي تخط وتنفذ " .
قلت " انت العمر كله " .
ضحكنا وهصرتك بين يدي واغرقتك قبلا حتى ذابت حشاشة قلبي .
كوني واثقة ان حبي لك يربض على صدر الدنيا كجبال ارارات منذ الطوفان الاول وحتى الطوفان الاخير . حبك حمامة سلام تحمل مني لقلبك غصن زيتون وحبات العشق . سأقرأ نوح عليه السلام صلوات عشقك وسأدور معه على سفينته في ارجاء الكون المغمورة بمياه الفيضان ..سأنتظر دوما رجوعك . رسالتي لك هذه المرة ارسلها من سفينة العمر التي ابحرت بعيدا في بحورك الاجمل والاعمق من بحور الدنيا السبعة .
(شفاعمرو)



#فؤاد_خطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين لله والارض وما في داخلها لشعوبها ألبابا بنديكتوس ال 16 ...
- سرق النظام المصري الشعب المصري حقا من حقوقه : رحيل محفوظ وال ...
- دافنشي كود - الفيلم الذي هز عرش البابوية
- ألماركسية والحدث الانساني المعاصر


المزيد.....




- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فؤاد خطيب - رسالة حب من سفينة العمر