|
المثقف الاسفنجي؟؟!!!
حميد الحريزي
اديب
(Hameed Alhorazy)
الحوار المتمدن-العدد: 2091 - 2007 / 11 / 6 - 09:25
المحور:
كتابات ساخرة
غالبا مانراه متأبطا حقيبة أنيقة في يد ويمسك مجلة اوجريدة اوكتاب في اليد الاخرىلعدم استيعاب الحقيبة لمراجعه ومصادره وأوراقه. تتدافع في جيبه عدة أنواع وإشكال من الهويات تمثل مختلف الصفات والنشاطات وعضوية العديد من المنظمات معلقة على جدران مكتبه الفخم والأنيق عدد من الشهادات والتشكرات والمشاركات في مختلف الشؤون والفنون من أدب وفلسفة وسياسة واقتصاد وصحافة ورياضة فهو ضليع بكل شيء. يقرأ ويلخص ويكتب بدون ان يناقش أو يعدل أو يعترض اويشطب. انه مثقف الامتصاص ثم الامتصاص حد الانتفاخ متبخترا مزهوا بامتلاء خزانته بلا سماء والأرقام والملاحق والإحصائيات والاستشهاد.يلتهم كل شيء وأي شيء دون تميز أو نظر ودون الاحساس بالحبور أو الضجر. حينما يكتب يكثر ويسطر الآراء والأقوال لفلان وعلان دون ان يقول شيئا يستشهد لخليط من الأعلام من المفكرين والفلاسفة والعلماء والأدباء والكتاب والسياسيين دون ان يكون له رأي. غالبا ما يدور رأسه بين أفواه المتكلمين متعلمين وغير متعلمين دون ان يعترض اويساند ويدعم أحدا فليس لديه شك ولا يقين. يدعي التقدمية مع التقدميين ويؤمن بالنهوة والثار مع الرجعيين ،ورغم قراءته وحفظه لنصوص ماركس فهو عشائري طائفي شوفيني ليسال من يلتقيه عن مهنته أو تحصيله العلمي أو توجه الفلسفي والسياسي بل سرعان مايبادرك بالسؤال :- أنت من ياعمام وأنت من أية طائفة ومن أي قومية .يفكر كأي عجوز قروية أمية متخلفة فلا يرى للمراة من مكان غير المطبخ وفراش الزوجية على الرغم من انه تتلمذ على أيدي النساء ومعرفته نهي تاتشر وكوندا وميركل وبناظير بوتو و غاندي وبلقيس وزنوبيا ...و.., يحفظ نظرية دارون ومندل وجدول مند ليف إلا انه لايقر بصعود الانسان على سطح القمر وعند كسوفه تأخذه الرجفة وينهق مع الناهقين (ياحوت البلاعة هدي كمرنه بساعة)ويسفه عقل غاليلو فلا يمكنه ان يؤمن بدوران الأرض وإلا لشعر بالدوار وهذا ما لايقره شيخ(فلان) ولا يؤمن به ألمله(علان). ليس هناك طغاة ومستغلين إنما هو أمر الله ولاراد لامره لاعنا ماركس ولينين وكل من قال بالصراع الطبقي واتهم الناس بالاستغلال والضلال. ان حال هذا المثقف كحال الاسفنجة التي تمتص ماعرض لها من السوائل لتزداد انتفاخا دون ان تتمثل أيا من محتوياتها لتأخذ الصالح وتطرح الضال والطالح كما هو حال كل الكائنات الحية من نبات اوحيوان وعلى رأسها الانسان المتميز عنها جميعا بامتلاكه المنظومة الاشاريه الثانية (اللغة) وإمكانيته المكتسبة اجتماعيا والمحتضنة والمتيسرة بايلوجيا في التحليل والتركيب والاستنتاج والقبول والرفض تبعا لقدرة قشرته المخية وتجارب الحياتية.بعكس الاسفنجة التي تخزن ماتمتصه بين ثنايا مساماتها لتطرحه سائلا عفنا نتيجة لركوده وأصبح وسطا جيدا لنمو الفطريات والاشنات والطفيليات تحت تأثير أي زحزحة أو حركة ضاغطة أو رافعة. فهو لايمتلك القدرة على تفسير وتفكير المعلومة وهل متطابقة مع مخزونه المعرفي المدرسي والأكاديمي أو الاجتماعي أولا بل هو يسلم بما هو موجود أمام ناظريه ومسموعا باذنيه في ساعة التلقي. وهو بذلك يشبه الشيخ الصغير الذي حاول والده( الروزخون) القدير ان يعلمه على الخطابة وقراءة التعزية ليحل محله ، وعندما صعد الشيخ المتدرب المنبر ليقص على الحضور قصة المبارزة التي حصلت في معركة الخندق بين الإمام علي عليه السلام وعمر بن ود العامري المشهورة قائلا:- وعندما جرى النزال واشتبك الفارسان ماكان من الإمام علي الاان عاجل ابن ود العامري بضربة على فخذه فسقطت لحيته!!!!!فلم يتمالك الحضورانفسهم فعلا ضحكهم ودهشتهم واستغرابهم للأمر والاكيف يضرب الشخص على فخذه فتسقط لحيته ؟؟ وعندما استفسروا من الشيخ أجاب وبكل ثقة ان المعترضين والمشككين بما يقول جهلة وأمين ولا يجيدون القراءة والكتابة فهو قد قرء هذه القصة في الكتاب والكتاب لايكذب واخرج لهم الكتاب قارئا عليهم النص وداعيا من يعرف القراءة إلى قراءته معه فظهر بالفعل ان الكتابة كانت كما روى الشيخ ولكن ذلك جاء بسبب خطأ مطبعي لم يستطع ان يدركه أو يتداركه الشيخ رغم عدم معقوليته وتناقضه مع واقع الحدث حيث ورد النص كلآتي فما كان من الإمام علي عليه السلام إلاأن عاجله بضربة على فخذه فسقط لحينه) وليست لحيته حيث أضاف ألطابعي خطأ نقطة إلى النون فأصبحت تاء!!! فما أشقانا وقد ابتلينا بعدد لايستهان به من هؤلاء (المثقفين) الاسفنجيين من أمثال هذا ألمله الصغير.
#حميد_الحريزي (هاشتاغ)
Hameed_Alhorazy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كبرياء كلب. قصة قصيرة
-
مقامة الديك؟؟؟؟
-
مناضلو العولمة(قول على قول ابوكاطع
-
احمد راضي من اللعبة الكروية الى اللعبة السياسية
-
جيفارا في ذكرى استشهاده الاربعين
-
قول على قول (ابوكاطع)ح3 ذبوله رغيف وهز ذيله
-
أردنا pure water فأتونا ب Black water
-
لا يشبه اليوم البارحة بل هو أكثر عتمة منه!!!
-
نحن الأول دائما
-
الأخلاق حالة التغير والثبات
-
قول على قول(ابوكاطع)
-
قانون النفط والغاز الجديد آراء وملاحظات
-
تزكية انتماء من رحم سلة المهملات !!!
-
(( لصوص ماقبل العولمة)
-
قرود العولمة
-
التربية والتعليم في العراق-الواقع الحالي ومقترحات التطوير
-
الكارت الاحمر
-
اين ندق المسامير
-
لازال الغفاري منفيا
-
اين تدق المسامير
المزيد.....
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|