ميساء عيسى محمد
الحوار المتمدن-العدد: 2091 - 2007 / 11 / 6 - 11:17
المحور:
الادب والفن
الثالثة و عشرة دقائق من صباح يوم الاحد و انا صاحية حتى هذا الوقت يكاد الارق يقتلني ...
الكهرباء المقطوعة منعتنا من حقنا البسيط في الانشغال بأي شئ و ان كان تافها لمجاراة الوقت الذي نعيش فتدفعنا الظلمة الى اسرتنا و ان كان النوم بعيدا كل البعد عن اعيننا و ادمغتنا ...
و انا هنا .. صاحية بلا امل في الغد .. ادخن سيجارة اثر اخرى و احاول جاهدة ان انام تارة بالقراءة على ضوء الشمعة و تارة اخرى بتغطية جسدي بلحافي علّ الدفء الذي يبعثه فيَ يساعد عيني ان تغمضا ... لكن هيهات ...
و من سيجارة لأخرى كما قلت نظرت الى شمعتي البيضاء و افكاري السوداء تتلاطم في عقلي تلاطم امواج البحر عند هياجه .. وجدت شمعتي تبكي بصمت كحالي .. لا مبالية بحالها كونها تحترق بل مبالية لحالي انا .. نعم لي انا .. انا التي احرقتها بيدي ...
نظرت اليها .. شكرتها لمبالاتها و طلبت منها ان تكفكف دموعها النقية فلست استحقها .. لكنني فكرت مع نفسي و قلت "على الاقل وجدت من يفكر فيَ و يشتعل احتراقا لاجلي " .. و لهذا فضلت ان لا يكون احتراقها بلا فائدة .. قررت ان افتح دفتري الازرق المتواضع و استل قلمي من تحت وسادتي لأشكرها و اقدر ما تفعله لأجلي بكتابة هذه الاسطر القليلة عنها و لعلي بهذا لا اوفيها حق قدرها و لكن للأمر بقية ...
اخاطبك يا شمعتي الصديقة .. الوفية الغالية .. انت مثلي .. شبيهتي في احتراقي .. فأنا احترق و ادمع صامتة و انت كذلك .. دمت لي صديقة وفية في زمن غاب فيه الاصدقاء و اعدك اننا سنبقى معا" .. و لكن ان لم اشعلك احيانا فهذا لأني احاول قدر المستطاع ان اقلل من احساسك بالالم بما انني لا استطيع ان افعل هذا لأجلي انا فأبقى وحيدة دونك و لكن اعدك كلما خلوت لنفسي ستجدينني معك .. احرقك بأصابعي .. دمت.
#ميساء_عيسى_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟