أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - العلمانية ليست رداءً نلبسه ..؟














المزيد.....


العلمانية ليست رداءً نلبسه ..؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2090 - 2007 / 11 / 5 - 10:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


صديقي المتدين وهو بجد صديق وبيننا مودة وإلفة وكل منا يحترم الآخر ولكنه يحاول أن يصطادني بين الحين والآخر .. وإذا به يهتف باشاً : لقد ضبطتك وبالجرم المشهود أيها العلماني ... تقول أن ما يجمع كل الناس في الوطن الواحد الأرض أرض الوطن حيث تذوب العقائد والقوميات والجنس واللون على سطح هذه القطعة من كرتنا الأرضية حيث المساواة في الحقوق والواجبات .. ولكن أيها العلماني ألا تدري أن هذه الأرض كلها هي ملك للإله الواحد الأحد .. وبالنتيجة عدتم إلينا ان شئتم أم أبيتم .. لأن دين الأرض من دين الله ومن ينتمي إليها .. !؟
وأعددت فنجان قهوة سادة لصاحبي وفق رغبته وواحدة حلوة لي .. أشعل صديقي سيكارته أما أنا فلا أدخن .. ومن خلال دخان سيكارته الكثيف تكلمت وبهدوء
: أشكرك أيها الزميل الطيب على تلك اللفتة الرائعة .. ليكن يا صاحبي فالخالق هو مالك كل شيء في الكون كله وتصور أيها العزيز ان كرتنا الأرضية بالنسبة للكون والأكوان تمثل حبة سمسم في قاع محيط لجب وفي ضمن تلك الحبة المتناهية الصغر يعيش ملايين البشر وطبعاً وفق هذه الحقيقة فالإنسان لا يشاهد بالعين المجردة إلا بواسطة مجهر عالي التقنية .. وأعتقد أن علماءنا لم يتوصلوا بعد إلى الوصول إلى مثل هذا المجهر .. لن أناقشك بملكية الكون ومنها كرتنا الأرضية للخالق .. ولكنك
يا صديقي انك ملّكت الأرض إلى إله المسلمين وليس إله العالمين وذلك بقولك عدتم إلينا إن شئتم أم أبيتم .. نعم يا صديقي نحن بالنتيجة نعود إلى إله العالمين ومنه نحن علمانيون .. وان أرض الوطن موطن كل الأديان وليس لدين واحد ... !
فالعلمانية يا صديقي ليس رداء نلبسه ونبدله وقت نشاء ، ان العلمانية ثقافة إنسانية راقية وتواكب العصر في تطلعاته إلى الأنسنة والحفاظ على حقوق الإنسان في الحياة بحرية واحترام بحيث لاتفرق بين إنسان في الشرق عن غيره في الغرب كرتنا الأرضية واحدة وإنسانها واحد مكتوب على كل منا الحياة والموت والغنى والفقر والفرح والحزن ونعيش ضمن فصول السنة من صيف وشتاء وربيع وخريف ويتوالى علينا الليل والنهار .. وجميع الناس يحملون عقولاً .. وهنا بيت القصيد
يا صاحبي هناك عقولاً تفكر لأنه قد سُمِحَ لها أن تفكر ضمن حرية واحترام الإنسان
وأبدع أديسون بفكره واخترع الكهرباء ومشتقاته وأنار العالم واندرجت من اختراعه مئات من الابتكارات التي أبهرت الدنيا ومنها الفضائيات من هواتف نقالة وتلفاز قرّبت المسافات بين البشر .. وتوالت عقول الحرية البشرية بالابتكار والإبداع في كافة المجالات من علوم وتكنلوجيا واقتصاد وفنون وثقافة وإحصائية عام 2002 لأسبانيا تشعرنا بالخجل وتنكيس الرؤوس ، فقد ترجمت إسبانيا من الكتب في العام المذكور أكثر مما ترجمه العرب في أكثر من 1400 عام
وتسألني أيها الصديق متى يمكننا أن نرتدي هذا الرداء الذي تتبجح به .. !؟
نعم يا صاحبي هو بحقيقته ليس رداءً بل هو يتجاوز كل ما يمت إلى الألبسة الخارجة ، ان الرداء المقصود هو العقل المفكر والذي لن ينمو ويزدهر إلا في بيئة صالحة لنمو وازدهار الفكر ، انها البيئة الإنسانية التي تحترم الإنسان وفي جو من الديمقراطية والمساواة وسمو الفكر على الجهل وانتصار العقل على آليات النقل الببغائي وعندما نقرأ بدلاً من أن نسمع ونتفرج وعندما تحكم شعوبنا حكومات ديمقراطية فعلاً وليس إسماً ولا توارث في الحكم ..وعندما يكون الإنسان والإنسانية هدف وغاية السلطة .. عندها يمكن أن نسير في درب العلمانية ...؟ تقول اننا نحلم ، نعم أيها الصاحب انه حلم جميل وأمنيات رائعة .. أن يأتي يوم يمكننا فيه أن نتلبس العلمانية حقيقة وفعلاً .. ولكن على ضوء المعطيات والواقع المرير والجهل المتأزم الذي يتناول 80% من شعوبنا تقريباً وتحت نير حكومات تسلطية شمولية ومع شيء من التفاؤل سأردد مع كوكب الشرق .. هل رأى الحب سكارى مثلنا ....!؟



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القهقهات....؟
- هل يمكن لأردوغان أن يكون علمانياً ...؟
- العلمانية تطفو من الأعماق ...؟
- أردوغان تائه في المعمعة الكردية ما بين الدين والقومية ...؟
- عندما يتحول حادث دهس أرعن إلى معركة قضاء وقدر ..؟!
- عقوبة الإعدام ونظام السجون لا يواكبان عدالة العصر ...؟
- احترام العلمانية للأديان والعقائد ...؟
- جملة اعتذارات تاريخية ..؟
- الفيدرالية ليست تقسيماً ، ولكن أين الفيدراليون ...!؟
- الزواج المختلط مابين الإباحة والقباحة وتطبيق الحدود ...؟
- إن تعددت تاحارات فالباب واحد ...؟
- طقوس العبادة بين المظهر والجوهر ...؟
- الدعوة إلى الفيدرالية في العراق خطوة حضارية أم أشياء أخرى .. ...
- أتلفوا الكروم ومزارع التفاح ولا تزرعوا الشعير ولا للخمرة ... ...
- الحوار بين الأديان هل يشمل الإسلام ...؟
- ومركب العلمانية يطفو على بحرٍ من الجهل ...؟
- من حمص أيضاً ..عملية جراحية تتحول إلى نكتة وتعويض يزيد على ا ...
- حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بدأ يسفر عن توجهاته الإ ...
- أمنيات حسين عجيب وسيل ثرثراته وطيبته والواقع الذي لم يتغير . ...
- ! ذئب العذارى الحمصي يدخل موسوعة غينس للأرقام القياسية في ال ...


المزيد.....




- مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج ...
- “سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن ...
- الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا ...
- الضربات الجوية الأمريكية في بونتلاند الصومالية قضت على -قادة ...
- سوريا.. وفد من وزارة الدفاع يبحث مع الزعيم الروحي لطائفة الم ...
- كيفية استقبال قناة طيور الجنة على النايل سات وعرب سات 2025
- طريقة تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025 TOYOUR BAB ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21 ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - العلمانية ليست رداءً نلبسه ..؟