|
رد على مقال نبيل عودة
حسن محمد مواسي
الحوار المتمدن-العدد: 2089 - 2007 / 11 / 4 - 01:55
المحور:
القضية الفلسطينية
ردا على مقال الكاتب نبيل عودة: مشروع الخدمة المدنية محكوم علية بالفشل: أنا خادم أنا خادم
استوقفني مقال الكاتب نبيل عودة في موقع الحوار المتمدن حول المؤتمر القطري الذي نظمته لجنة المتابعة العليا لشؤون فلسطيني الـ48، بمركباتها الوطنية المختلفة، بالتعاون مع الائتلاف الشبابي ضد "الخدمة المدنية" الإسرائيلية، أو ما يمكن تسميته "العمالة لصالح الجمهور". أولا أنا شاركت في المؤتمر، وكان هناك حضور شبابي مميز في القاعة، وليس كما يدعي نبيل عودة متهكما. وبالنسبة لطرحة انه يجب مناقشة الموضوع من جوانبه المختلفة، وهجومه الكاسح والمتعمد على قيادات الوسط العربي من مختلف التيارات الوطنية، واتهامه لهم بادعاء القيادة، حتى لو كان ذلك صحيحا، فانا أعارضه الرأي، حيث يعود الى العادة القديمة لدى عربنا بتوجيه التهم في كل الاتجاهات، رغم أن لجنة المتابعة تعاني من شلل وأزمة حقيقة، إلا أنها لا زالت وستبقى أعلى هيئة تمثيله لشعبنا في داخل إسرائيل، بكل مركباته الوطنية والسياسية. ويقدم السيد عودة في طرحه دعما مطلقا لما تريد فرضه السلطة الإسرائيلية علينا بشكل متعمد، حيث يقول أن الخدمة الوطنية هي ضرورة اجتماعية لا بد منها، وأنها جاءت لخدمة مجتمعنا وتساعد على تطوير مجتمعنا ومدننا وقرانا العربية، التي تربط تلقي الخدمات بتقديم الواجبات، ويشبه في طرحة أيام العمل التطوعي التي قادها القائد الراحل توفيق زيّاد في الثمانينيات، في القرن المنصرم. يا سيد نبيل، أنا لست ضد الخدمة التي تكون تطوعا وتهدف الى تطوير مجتمعنا، ولكن الطرح الإسرائيلي لمعنى الخدمة وتربط الموضوع بقضية تمس الواقع الأليم الذي جلبته السلطة على قرانا، ولكن ليست تلك الخدمة التي أقوم بتأديتها وتقررها لنا الحكومة الإسرائيلية، وتفرضها علينا كبديل للخدمة العسكرية، وبعدها تقوم بمنحنا التسهيلات المرفوضة أصلا. وهل تريدنا أن نخدم وكل يوم يتم الاعتداء علينا ليس إلا لكوننا عرب، والتي كان أخرها أمس الأول في البقيعة. وأنا سأكون خادم لشعبي وقضاياه اليومية المطلبية، هذا الشعب الذي يعاني الكثير الكثير جراء الممارسات الإسرائيلية ضده، وخلال تجربتي في مجال الصحافة والإعلام، اصطدمت بقضايا شعبنا الملحة، وأنا اوكد لك ولكل مؤيدي الخدمة أن هذه الخدمة ليست العنوان، لتغيير الواقع المرير الذي أجبرتنا إسرائيل عليه، فالخدمة المدنية التي تحدث عنها، هي مخطط تهدف من ورائه السلطة الحاكمة جر شبابنا نحو المجهول، والابتعاد عن تاريخنا وحضارنا الفلسطيني والعربي، وكذلك إلغاء ثقافتنا العربية والفلسطينية المجيدة، ومن خلالها تسعى الحكومة الإسرائيلية إبقاء شبابنا بعيدا عن هموم شعبهم وإبراز السياسيات الإسرائيلية وكأنها أمر لا مفر منه، وان الحل وتحصيل الحقوق يأتي فقط من خلال تأدية هذه الخدمة!، وهل لك أن تُجيب لماذا "لجنة لبيد" اعتبرت الخدمة المدنية مقدمة للخدمة العسكرية، ولماذا قدّم "عبري" توصياته لوزير "الأمن"؟! ولماذا قال رؤوبين غال مدير عام مديرية الخدمة المدنية انه لو طبقنا الخدمة المدنية لكان وضعنا أفضل في حرب لبنان الأخيرة؟ وهل يمكنك أن تشرح لي لماذا لا يوجد أي عربي ضمن إدارة مشروع الخدمة المدنية والتي يصل عددها 17 شخصًا كلّهم عسكريون؟! بصراحة، نحن نحطاط من المخططات الواضحة فكيف لا نحطاط من مخطط يحمل كل هذه الدلائل والشبهات التي ذكرتها؟! ألك ثقة بهذه المؤسسة إلى هذا الحدّ يا سيّد نبيل؟ سيد نبيل، الخدمة المدنية التي ارفضها ويرفضها شبابنا، هي تلك الخدمة التي تريد إسرائيل وحكامها من خلالها تعميق مفهوم الاسرلة لدينا. ولكن أنا سأكون خادم في حال قيامي بالاهتمام بمتابعة قضايا شبابنا وجماهير شعبنا المطلبية، وسؤالي لك، كيف سأكون خادم عند السلطة التي تريدني بلا حاضر ولا مستقبل وتتنكر لماضيي، وهي نفس السلطة التي تتعمد طمس مستقبلي ومستقبل الأجيال القادمة، وترفض الاعتراف بي، وتريد أن تكرس وترسخ التبعية الاقتصادية، وتعمق الفقر، وتحاربني منذ يوم ولدت حتى يوم موتي، وكذلك كيف يمكنني أن اسمح لنفسي أن أكون خادما، لمن قام بتجزئتنا الى طوائف وملل وقوميات، ويمنعني حتى من ابسط الأمور التواصل مع أبناء جلدتي. وأؤكد لك يا أستاذ نبيل، إنني لن أكون خادما، عند من يريدني أن أقدم الخدمة التطوعية لشعبي المرهونة والمدفوعة الأجر، أقوم بها مقابل بعض الفتات من الشواقل، والتي هي ثمن سكوتي على عنجهيتهم وتصرفاتهم العنصرية. يا سيد نبيل، نعم للخدمة، فقط الخدمة التي تكون في مؤسستنا الوطنية، وتعود بالفائدة على أبناء شعبي وقرانا ومدننا، وهيئتنا الاجتماعية، وارفض الخدمة التي تكون مربوطة بتحصيل الحقوق وهي الطريق نحو فرض سياسة فرق تسد، وفرض الاسرلة علينا كضلع من المثلث الفلسطيني. وأخيرا يا سيد عودة، أنا كشاب عربي، لم أجد أي دعم من السلطة الإسرائيلية، فقط انظر الى واقعنا المرير، بدءا من التعليم، وباقي مجالات الحياة، وأنا سأستغل الهامش الديمقراطي المتاح للمناورة، ونقول لا كبيرة للخدمة المدنية، وللسياسية الإسرائيلية التي تفرق بين الإنسان والإنسان، وتفرق بين العربي واليهودي على أساس قومي. وفقط للتذكير فقد فشلت حكومات إسرائيل المتعاقبة على فرض مثل هذه السياسية وستفشل هذه المرة، والخدمة المدنية المذكورة سيكون محكوم عليها بالفشل، وأرجو أن تقرا التاريخ فقد علمنا التاريخ وتجربة إخواننا الدروز أن خدمتهم في الجيش لم تعطيهم أي شيء، بل أن معاناتهم مضاعفة ولم يحصلوا على أي مقابل، فقط الاعتداء والتحقير، وكذلك الأمر لدى البدو الذين يخدمون في الجيش، المكافأة التي تقدمها إسرائيل لهم، هي استمرار تهديهم وجودهم، وتلاحقهم حتى في المسكن، الذي هو من ابسط الحاجيات الإنسانية اليومية للعيش، وتتهمهم دائما بغزو أراضي الدولة، والأمثلة كثيرة.
#حسن_محمد_مواسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|