أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أبو الكيا البغدادي - أحداث نصفها لم يقع














المزيد.....

أحداث نصفها لم يقع


أبو الكيا البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 2089 - 2007 / 11 / 4 - 02:11
المحور: كتابات ساخرة
    



مجوعة من أقراني وأقاربي اجتمعوا في إحدى مقاهي القرية التي اسكنها فقام احدهم وطلب من الآخرين بحماس شديد أن يشكلوا فريقا لكرة القدم يتبارى مع الفرق الأخرى ويفوز ويخسر ويسافر ويتمرن ويشارك في البطولات واستحسن معظم الحاضرين الفكرة، لكنهم لم يضعوا أمام أعينهم مشاكل كثيرة من أهمها التمويل والتدريب واختيار اللاعبين،فمن سيقدم المال الكافي لبناء الفريق وقيامه بنشاطه واستمراره؟ومن يدربه؟ ومن سيختار اللاعبين وكيف؟ أسئلة واجهت شباب القرية فلم يتمكنوا إيجاد حلول لها في ضوء حيزهم المكاني والزماني الذي يتحركون فيه ،ومما عقد الأمر أن معظمهم لا يجيدون اللعب والبعض الآخر لا يعرف حتى قواعده .لقد كانت أحلامهم وطموحاتهم اكبر من فضاء القرية الرحب الذي يفتقر لكل شي إلا الأرض المعشوشبة التي طالما استخدمت كمسرح طبيعي فطري لتمثيل أحداث واقعة الطف قبل أن تصبح ساحة لإعدام الخونة الفارين من الخدمة العسكرية من سكان القرية والقرى القريبة في زمن مجد الأمة وانتصاراتها التي يخبرنا بها مذيع الراديو والرئيس والمغني كل يوم بل كل ساعة .فهل من المعقول أن يكذب الراديو ؟وهل نتخيل أن الرئيس لا ينطق بغير الصدق والحق.ثم كيف للمغني أن لا يخبرنا بغير الصدق وهو يغني عبر الراديو فلو قال كذبا لحل عليه غضب الرئيس ولأحاله على المعاش في الآخرة ،وذات مساء اختفى صوت الراديو وحل الظلام ،وبصورة مفاجئة اكتشف سكان القرية أن الراديو يتكلم بأصوات مختلفة وأناس مختلفين وأغاني عديدة ونواح وصخب ونساء ورجال .حتى الأموات كانوا يتكلمون، اختفت الضوضاء التي كانت تحجب كل هذا وذاك.لقد أطيح برئيس المشوشين والمشوش الأقدم وكل المشوشين ومعاونيهم وبعد ذلك لم نعد نسمع صوت المذيع ولا الرئيس ولا المغني.عاد الحلم من جديد حلم الفريق ورحنا نسوي ارض الملعب لكننا فوجئنا بأنها قبر كبير لا ناس مثلنا كانوا يضحكون ويبكون ويأكلون ويشربون وينامون ويحلمون .قبل أن يسكتهم إلى الأبد تراب الجرافات التي كانت تحمل في يوم ما صورة الرئيس المنتصر الصادق .لم يرها احد..لكن كل شيء كان يحمل تلك الصور، حتى المغني والمذيع وربما المشوش.تبدد حلم الشباب بتشكيل الفريق فقد صارت ساحته قبرا.ونقل الأموات إلى ذويهم ليبدؤا رحلة نواح جديدة وكأنهم ماتوا ميتة أخرى ،ما أسهل الموت في بلادي وما أهونه على أبنائها ورؤسائها وما احزن نواح مغنيها .
عاد الحلم بعد أن جاءنا رجل قال انه من قريتنا ولكنه هرب من الرئيس عندما كان المغني يغني وانه سيتولى أمر تشكيل الفريق ،وثقنا به فجمعنا له ما تيسر،لكنه تنكر لنا ثم هرب ،كان منا، لكن غربته إحالته إلى خائن هارب من الخدمة الاجتماعية وهذه تهمة لا يحاسب عليها قانون ما بعد الرئيس وراح الحلم .قال قائلنا لنولي أمرنا اتقانا واقضانا ففعلنا وعاد الأمل وتشكل الفريق وفي أول مباراة مهرجانية مع فريق القرية الأقرب كانت الخسارة الاحتفالية ،لقد تركنا التقي بعد أن ذكرته المباراة بأحداث الطف فذهب ليبكي ويصلي أما نحن فلا نعرف ماذا سنفعل هل نبكي معه؟ هل نلعب بدونه وهل نتخلى عن حلم الفريق.
صحيح إننا لا نجيد اللعب وصحيح أن غريبنا سرقنا وصحيح إن اتقانا خذلنا لكن الصحيح أيضا إن فريقنا تشكل وانه وان خسر في أول مباراة له،لكنه لابد أن يفوز في يوم ما.



#أبو_الكيا_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صاية (أبو خضير) ودرنفيس النائب في الزمن الكردي وحكاية الذل ا ...
- بين نانسي عجرم والذباح في أيام الخير
- جمهورية العراق الاتحادية و دولة الحمر الطرشانية
- فوضى مشروعة لقلوب مشلوعة!
- ثلاثة مطابخ لأكلة ليست شهية
- بعثيون وان لم ينتموا(4)
- بعثيون وان لم ينتموا(5)
- بعثيون وان لم ينتموا (3)
- بعثيون وان لم ينتموا(2)
- بعثيون وان لم ينتموا
- حلاق المنفلوطي وثرثرة فوق الثرثار
- انفجار الضفادع وتصاغر البقر
- دور البغاء في بغداد
- توريث السلطة وتوريث المظلومية(2)
- توريث السلطة وتوريث المظلومية
- دوشيش الليبراليين وطيران العمائم الثيوقراطية
- الذباب الوهابي..من تنجيمات أبي معشر الفلكي إلى هلوسات أبي ال ...
- السيد مهدي قاسم... ما دام القاضي راضي
- طويل جدا يا أبي
- عذرا... للأغبياء فقط


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أبو الكيا البغدادي - أحداث نصفها لم يقع