أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - وعد بلفور والحقوق الفلسطينية















المزيد.....

وعد بلفور والحقوق الفلسطينية


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 2089 - 2007 / 11 / 4 - 01:59
المحور: القضية الفلسطينية
    


في الثاني من نوفمبر عام 1917 حصلت الحركة الصهيونية على وعد بلفور من وزير خارجية بريطانيا لاقامة وطن قومي لليهود يحفظ لهم حقوقهم السياسية التي كانوا يتمتعوا بها في الدول التي يعيشون بها، مع عدم المساس بالحقوق الدينية والمدنية لغير اليهود الذين يقطنون بفلسطين، هذا الوعد الذي لم يحدد جزء من فلسطين وانما ذكر فلسطين بالكامل بحدودها التاريخية، كذلك لم يتطرق الى طرد الشعب الفلسطيني وتهجيره وانما الى حقوقه المدنية والدينية.

فمنذ ذلك التاريخ عملت الحكومات البريطانيا المتعاقبة على تذليل كافة العقبات التي تعترض ذلك الوعد من اجل تحقيق الحلم الصهيوني على الارض الفلسطينية، ففي شهر كانون اول عام 1917 دخلت القوات البريطانية الاراضي الفلسطينية معلنة بذلك احتلالها لفلسطين، وفي عام 1922 حصلت بريطانيا على قرار من عصبة الامم المتحدة لاعلان الانتداب البريطاني على الارض الفلسطينية ، فسهلت الهجرة اليهودية الى فلسطين وقامت بتسليح المهاجرين اليهود وساهمت بتشكيل العصابات الصهيونية التي ارتكبت مجازر عدة بحق الفلسطينيين لاحقا وقامت بتسهيل شراء الاراضي من الفلسطينيين ونقل ملكيتها للمهاجرين اليهود، وقمع الانتداب كافة الحركات الفلسطينية المناهضة والرافضة للهجرة اليهودية، وعمل الانتداب على تقديم كل التسهيلات للحركة الصهيونية والوكالة اليهودية التي ادت بالنتيجة الى قيام دولة يهودية على جزء من الارض الفلسطينية، كذلك تمكنت الحكومة البريطانية بعد انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية من انتزاع قرار من الامم المتحدة بتقسيم فلسطين الى دولتين الاولى يهودية والاخرى عربية دون التطرق بهذا القرار الى دولة فلسطينية، وكانت النتيجة دولة يهودية على 78% من الارض الفلسطينية بعد طرد ما يزيد على ثمانمائة الف فلسطيني من قراهم ومدنهم الى دول الجوار ليعيشوا بمخيمات اللجوء حتى اللحظة دون ان يتمكنوا من العودة الى ارضهم ووطنهم الام و22% من الارض الفلسطينية تحت وصاية مصرية ممثلة بقطاع غزة والضفة الغربية ضمن المملكة الاردنية الهاشمية.

• استمر هذا الحال الى عام 1964 عندما انعقد المجلس الوطني الفلسطيني الاول بالقدس معلنا تاسيس منظمة التحرير الفلسطينية، ليخطو الشعب الفلسطيني بوضعه الى الامام للبدء ببناء كيانه الذاتي رغم كل الملاحظات التي قد تسجل في تلك الفترة عن الموقف العربي العام، وكانت انطلاقة الثورة الفلسطينية عام 1965 قد عززت مقولة ان يأخذ الشعب الفلسطيني زمام اموره بيده والبحث عن كيانه ووطنه واستقلاليته وبدات القضية الفلسطينية تتحول من قضية لاجئين الى قضية شعب يناضل من اجل تحرير وطنه وحقوقه الوطنيه والسياسية، وخلال هذه المسيرة الثورية تمكنت منظمة التحرير الفلسطينية بعد انضواء الفصائل الفلسطينية المسلحة ضمن اطر المنظمة وقيادتها لها من الانتقال خطوة الى الامام من خلال انتزاع اعتراف عربي ودولي بالمنظمة بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني واكدت على وحدة الارض والشعب ، وكان هذا الاعتراف بمثابة طعنة بالمشروع الصهيوني وحلفائه الدوليين.
• الدول الغربية وعلى راسها بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية وحكوماتهما المتعاقبة دأبت جاهدة من اجل اقتناص التمثيل والدور الوطني للمنظمة وقيادتها والعمل على تصفية دورها الوطني، ووقوفهما الداعم للكيان الصهيوني والتزامهما بتطبيق وعد بلفور، من خلال دعم الكيان الصهيوني بكل ما يلزمه على كافة الاصعدة، فوقفا الى جانب الكيان الصهيوني عندما رفضت الادارة الامريكية مشاركة منظمة التحرير الفلسطينية بوفد مستقل وبصفة تمثيلية كاملة للشعب الفلسطينيي في مؤتمر جنيف عام 1974 والذي لم يعقد اصلا، كذلك لا بد من التذكير ان اتفاقيات كامب ديفيد الموقعة بين الحكومة المصرية والكيان الصهيوني تضمنت حكما ذاتيا للفلسطينيين، وكما يعرف الجميع فان الحكم الذاتي يمنح عادة الى اقلية ضمن دولة قائمة لها شعبها وحكومتها دون الاعتراف بهذه الاقلية كشعب له حقوق وطنية وسياسية وهذا ما رفضه الفلسطينيين في تلك الفترة واعتبروا كامب ديفيد خيانة بحق فلسطين وشعبها، اما في مؤتمر مدريد والذي جاء بعد احداث الخليج كانت المشاركة الفلسطينية من ضمن الوفد الاردني والذي كانت بداية الانتقاص من تمثيل المنظمة للشعب الفلسطيني ككيان مستقل.
• وكان توقيع اوسلو ورسائل الاعتراف المتبادلة كما سميت بين المنظمة واسرائيل، هي تنازل خطير من قبل القيادة الفلسطينية بالكيانية الفلسطينية الممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد وللتذكير فان رسالة الاعتراف الاسرائيلية بالمنظمة كانت كممثل دون ذكر كلمة شرعي ووحيد وهذا ما وضع المنظمة بخانة "ملك مات"

ان ذكر هذه الحالات الاعلى دون الخوض بتفاصيل اكثر للمراحل المذكورة، لا يعني انني اريد القفز عنها او اهمالها ، وما اريد ايصاله هو محاولة لفهم المرحلة الحالية في الصراع كخطوة باتجاه تحقيق هذا الوعد المشؤوم، فمنذ انطلاقتها في التاسع والعشرين من شهر ايلول عام 2000 اعادت الانتفاضة الفلسطينية الى القاموس الفلسطيني المفاهيم والمصطلحات الوطنية التي حاول اوسلو طمسها، واستمرت المواجهة الفلسطينية الاسرائيلية المسلحة وللمرة الاولى بتاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على الارض الفلسطينية بمواجهات عسكرية مسلحة ومتواصلة ، الا ان الخلل في ميزان القوى العالمي والوضع العربي المتردي وطبيعة المفاهيم عند القيادة الفلسطينية ونهجها لكيفية ادارة الصراع مع هذا الكيان ترك اثارا سلبية على الانتفاضة وعلى القضية، حيث تمكن الكيان الصهيوني على ارض الواقع من ايجاد شرخ حقيقي في الواقع الجغرافي الفلسطيني ومنع التواصل بين غزة والضفة الا بموافقته وضمن شروطه حيث تؤكد كل المؤشرات بان حكومة اسرائيل تعمل على خلق واقع جديد عبارة عن سلطتين منفصلتين في كل من الضفة والقطاع، وسلخ القدس عن واقعها الفلسطيني وتغيير الكثير من معالم المدينة لطمس عروبتها، تاتي هذه الاجراءات بعد ان ثبت الكيان الصهيوني وجوده على الارض الفلسطينية المحتلة عام 48 واعتراف منظمة التحرير الفلسطينية رسميا بهذا الوجود.

القاريء والمتتبع للاحداث يكتشف دون اي تمعن او تصفح مقدار التراجع بالمطالب الفلسطينية امام التعنت الاسرائيلي فبعد الاعتراف العالمي والعربي بمنظمة التحرير الفلسطينية تراجعت قيادة المنظمة عندما وافقت على مضمون رسالة رابين التي يعترف بالمنظمة كممثل للشعب الفلسطيني دون ذكر الوحيد والشرعي، تراجعت ايضا القيادة عندما وافقت على حدود الدولة الفلسطينية ضمن ال 67 بعد ان كانت تناضل من اجل اقامة الدولة الفلسطينية على اي شبر فلسطيني يتم تحريره من الارض الفلسطينية، تراجعت مطالب القيادة الفلسطينية الى حد الموافقة على اللقاءات والاتفاقيات الثنائية بدل الحل العادل والشامل، تراجعت المطالب الفلسطينية الى اعتبار خارطة الطريق واوسلو ورؤية بوش على اساس مرجعية لاي اتفاق مع الكيان الصهيوني وليس قرارات الامم المتحدة، وتراجعت ايضا المطالب الفلسطينية للتخلص من الاحتلال الى مطالبتها بانسحاب القوات الاسرائيلية الى خارج المدن الفلسطينية اي الى ما كان عليه الوضع قبل 29/09/2000 قبل اندلاع الانتفاضة، تراجعت المطالب الفلسطينية من التاكيد على شرعية المقاومة في ظل استمرار الاحتلال باعتبار المقاومة ارهابية، كذلك تراجعت عندما طالبت بفك الحصار عن الشعب الفلسطيني من خلال وقوفها ضد الخيار الديمقراطي للشعب الفلسطيني والتراجع عن الاتفاقات الوطنية التي تعزز الوحدة الوطنية وتطور العمل الوطني العام، تراجعت المطالب الفلسطينية للموافقة على تبادل اراضي بين ال 48 وال 67 واعني بذلك مستوطنات الضفة بمناطق ذات كثافة سكانية فلسطينية بــ 48 بدلا من المطالبة بازالة المستوطنات وهدمها وتعويض الفلسطينيين بالاضرار التي لحقت بهم نتيجة بناء هذه المستوطنات، تراجعت المطالب الفلسطينية من التمسك بحق العودة الى البحث عن حل عادل للاجئين الفلسطينين.

ان كل ما تم ذكره سابقا يقودنا الى المزيد من التخوف وبالاخص بعد ان تكمل اسرائيل بناء الجدار المتوقع الانتهاء منه عام 2009-2010 وبناء الكانتونات في الضفة الغربية وفصل شمالها عن جنوبها، هنا قد تكتمل خيوط وعد بلفور في تحويل القضية الفلسطينية من قضية شعب ناضل من اجل الاستقلال الى قضية مدنية ودينية فيستحق شعبنا الفلسطيني الشفقة من الدول المتقدمة والمتطورة لتحن علينا باكياس الطحين والرز والسكر، بالاضافة الى السماح لفئات عمرية محددة باداء شعائرها الدينية بالمدينة المقدسة، مع توفير ممرات خاصة تسمح بوصولهم الى الاماكن المقدسة لاداء شعائرهم الدينية، وامام كل هذه التراجعات الفلسطينية والعجز الفلسطيني لا ارى الا الحل احادي الجانب التي تطرحه اسرائيل ولا حلول اخرى قد ترى النور لا مؤتمر الخريف ولا رؤية بوش، فكل المؤشرات تؤكد بان قادة اسرائيل سيقوموا بانسحاب احادي الجانب من الضفة ضمن حدود متفق عليها اسرائيليا تكون ضمن الجدار ولا تتجاوز مساحتها ال 42% من الضفه وتسليمها لادارة وسلطة فلسطينية، وايضا سيشمل هذا المخطط للتخلص من الكثافة السكانية العالية في منطقة المثلث او اي مناطق اخرى لضمها الى سيادة فلسطينية متفق عليها اسرائيليا، مع التاكيد على احكام اسرائيل سيطرتها على كافة المعابر والحدود والمياه والجو وكل ما يحلو لها، ياتي كل ذلك امام هذا العجز الفلسطيني والتخاذل العربي والتامر الدولي، ومن هنا لا ارى امام القيادة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية الا ان تاخذ قرار التصعيد امام الاحتلال والبدء بخطوات جدية وعملية مباشرة لاعادة اللحمة والوحدة بين ابناء الشعب الواحد وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على اسس وطنية ومشروع وطني يؤكد على كامل الارض الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني بالعودة وتقرير المصير على كامل ترابه المحرر، كذلك لا بد من كافة القوى الفلسطينية من التوجه الى الشعب الفلسطيني بالخارج لينخرط فعلا بهذه المواجهة واعادة تنظيمه على اسس سليمة ومتينة للتاكيد على وحدة الشعب الفلسطيني ورفضه لتجزئة الحلول وتهميشها، وان اي خطوة باتجاه التعاطي مع المطالب الاسرائيلية وتقديم التنازلات امام التعنت الاسرائيلي لا يقودنا الا الى المزيد من التدهور والضياع، وان تسمية طوني بلير ممثلا للرباعية والبدء باتصالاته مع الجانب الفلسطيني لبحث امكانيات تحسين الاقتصاد الفلسطيني ضمن مفاهيم بريطانيا والدول الغربية ذات الشان دون البحث بالحقوق السياسية والوطنية للشعب الفلسطيني تؤكد مدى التزام الحكومة البريطانية والدول الغربية بالتعامل مع القضية الفلسطينية على اساس وعد بلفور.



#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار الفلسطيني بين حماس وفتح
- الى اين ستصل العلاقات بين الجالية الفلسطينية واليهودية في ال ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - وعد بلفور والحقوق الفلسطينية