|
مركز القصور الكلوي بورزازات، بين معالجة القصور الكلوي و مكافحة القصور الإداري
مصطفى جليل
الحوار المتمدن-العدد: 2093 - 2007 / 11 / 8 - 01:38
المحور:
كتابات ساخرة
قبل أن يفتتح مركز القصور الكلوي بورزازات أبوابه في وجه المرضى من سكان الجنوب ، كان الكثير منهم يقطع المسافات الطوال من أجل تلقي العلاج في مدن أخرى أوفر حظا ، كمراكش التي كانت تستقبل عددا هائلا من مرضى القصور الكلوي الذين يضطرون أحيانا للاستقرار في هذه المدينة لتجنب متاعب الذهاب و الإياب ، ليضيفوا بذلك عبئا آخر هو البحث عن مأوى لهم طوال مدة العلاج التي قد تكون مدى الحياة و هذا ما يجعلهم أمام حل لا ثاني له و هو استأجار شقة أو شراء منزل – لمن استطاع إليه سبيلا- و هذا نادرا ما يحدث بسبب الفقر الذي يعيشه سكان الجنوب . خلف وقع افتتاح مركز القصور الكلوي بورزازات أثرا إيجابيا في نفوس المرضى ، فسيريحهم من مصاريف السفر و لإيجار و سيقلل عموما من تكاليف العلاج ، بيد أن واقعهم لم يتغير إلا نسبيا ، لأن المركز الذي يحتوي تقريبا على 6 آلات للتصفية ، يعاني من عدة مشاكل تتشكل أساسا من مشكل النظافة و الصحة نتيجة القصور الإداري و الإهمال الذي لحقه ، ففي زيارة قمت بها شخصيا لهذا المركز . قد شاهدت عدة أكياس بلاستيكية تحتوي على نفايات طبية مرمية أمام المدخل ، الأمر الذي يجعل هذا المدخل يتحول إلى مزبلة للنفايات الطبية يهدد صحة كل من يعبث بمحتويات الأكياس ، خصوصا و أن من بين المرضى أطفال ما زالوا في مرحلة الاكتشاف و الفضول ، كما يظهر على أرضية المركز مدى إهمال المكلفين بالنظافة و تقاعسهم في أداء واجبهم ، و عن غض المسئولين الطرف عما يحصل . هذا فيما يخص جانب النظافة أما فيما يخص صحة المرضى و تغذيتهم ، فقد أكد بعضهم أن وجبات الغداء التي تخصص لهم و تحتسب طبعا من ثمن كل حصة علاجية ، لا تأتيهم يوميا ، و أنه في بعض الأحيان يتم إلغاؤها ليتم إخراجها و تهريبها إلى خارج المركز – على حد قولهم- و حتى إن قاموا بتقديمها فإنها تكون هزيلة جدا ، و يقول المرضى بأن الوجبات يتم التصرف فيها قبل تقديمها من قبل العاملين . في كل يوم على الساعة السابعة أو قبلها بقليل ، يعاني المرضى من البرد القارس خارج المركز الذي لا يتوفر على أي مكان قد يقيهم من البرد ، في انتظار فتح أبوابه . نظرا لقدومهم المبكر لتلقي العلاج نتيجة بعدهم الجغرافي و تنفيذهم لأوامر المسؤولين على المركز التي تقضي بحضورهم في الساعة السابعة و هو الوقت الذي يكون فيه المركز خاليا إلا من موجات البرد و الصقيع التي قد تزيد من حالة المرضى . قد كنا نسمع سابقا عدة إشاعات و أخبار غير مؤكدة عن المراكز الصحية و المستشفيات في المغرب ، و كيف يتم إقالة دكتور ما ، أو تغيير فلان بفلان ، نتيجة التقاعس و الإهمال ، فمتى ستعود الأخبار لتكون مؤكدة عن تغيير عقلية الموظف المغربي الذي يظل دائما مهملا و غير متفان في أداء واجبه؟؟
#مصطفى_جليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ساكنة الجنوب الشرقي ، جنسية مغربية مع وقف التنفيذ
المزيد.....
-
عائشة القذافي تخص روسيا بفعالية فنية -تجعل القلوب تنبض بشكل
...
-
بوتين يتحدث عن أهمية السينما الهندية
-
افتتاح مهرجان الموسيقى الروسية السادس في هنغاريا
-
صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا
...
-
-القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب
...
-
ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
-
زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
-
مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور)
...
-
إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر
...
-
روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|