أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - دلور ميقري - أبناء الناس















المزيد.....

أبناء الناس


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 2088 - 2007 / 11 / 3 - 11:37
المحور: كتابات ساخرة
    


ـ أعرفُ مسبقاً ما تبتغيه مني ، أيها العقيد الركن .
* عجباً ! كيف عرفتم ، سيادة الفريق أول ركن ؟
ـ أنسيتَ ، يا أخاً ولدته أمّي ، أنني قائد ملهم !؟
* أحم م م !
ـ ومن يُلهمني ، يا عزيزي ، ليسَ إلا تقارير المرجعية العليا للمخابرات !!
* أدام الله عزكم وعزها .
ـ وإذاً ، قل لي بصراحة : لمَ أنتَ ناقمٌ ، بهذا الشكل ، على رأس تلك المرجعية ؟
* وهل هذا " شكل " !؟
ـ الشكل ليس مهماً ، بل المضمون . وصهرنا هذا " مضمون " 97 , 97 % !!!
* صدقني ، كله خبث ونفاق وخيانة و ...
ـ ألا تعلم ، يا أخي ، أنك تتكلم عن زوج أختنا ؟
* طـ ... فيه !
ـ هااا ؟؟
* وفيها ، أيضاً !!
ـ أيها العقيد الركن : إستعداد ! .. إلى الوراء ، دُرْ ! .. إنصراف !
* أتطردني من مكتبك ؟
ـ وأطردُ أباكَ ، أيضاً !!
* الأب الخالد ، لن يرضى عليك .. هناك .
ـ هناك ؟
* أقصد ، في مكانه فوق ... في السماء السابعة !
ـ ونحن الآن تحت تحت ، في الأرض السابعة ... أعني ، نعم !!
* المعذرة ، سيّدي ، على الإنفعال .
ـ إسترح ، إذاً ، واهدأ . لا تجعل الغضب ينسيك حالك .
* أنا هاديء . وأنتَ يجب ألا تنسى غضب الوالديْن !
ـ الوالديْن ؟ هل إكتشفتَ والداً آخر لنا !؟
* أريد تذكيرك بالقول المعروف : غضب الرّب من غضب الشعب ... أقصد ، من غضب الأب !!!
ـ وماذا عن غضب الأمّ ، يا فهمان ! .. فهي لن يرضيها ، مطلقاً ، المساس بمكانة صهرنا ؟
* مكانتها هيَ ، لا هوَ ، على رأسي ...
ـ وعلى رأس رئيس الجمهورية ، أيضاً !!
* فما شأن ملاكنا ذات الريش الأبيض ، بذاك العفريت ذي الشارب الأسود !؟
ـ لآنّ هذه الملاك ، لعلمكَ ، توصيني به خيراً على الدوام .
* وهل هناك حماة ، في العالم ، تريد خيراً لصهرها ؟!
ـ يا أخي ، إنها لا تريد أن تترمل إبنتها ، الوحيدة ، ويتيتم أحفادها !
* ولكنّ مصلحة عرشنا ، تعلو على كل الإعتبارات ؛ كما جاء في وصيّة أبينا الخالد و ..
ـ ووصيّة الأب الخالد أنّ مصلحتنا تتطلب ، قبل كل شيء ، الإستقرار .. لأنه عنوان مرحلتنا !
* لو كان والدنا حياً ، لما إعترضَ على إستبدال صهره بواحد من ضهره !!
ـ سأبسّط الموضوع ، وأسألكَ أولاً : لمَ نزجُّ بأبناء الناس في المعتقلات ؟
* لأنهم معارضون للدولة السورية .
ـ وهل تريدهم ، يا أخي ، أن يعارضوا الدولة السودانية !!؟ قه قه قه
* إذاً ، لأنهم على علاقة بالمتعاملين مع إسرائيل ، من أمثال " برهوم سليمان " ! .. أقصد ، ذاكَ الشخص الآخر .. ماذا كان إسمه ؟
ـ مفهوم ، مفهوم ! لقد كافأنا الأول ، لأنه برعايته لإتصالاتنا ، السريّة ، مع جارتنا إسرائيل ، خدم خيارنا السلمي . وعاقبنا الآخر الذي ببالكَ ، لأنه بإتصالاته ، العلنيّة ، مع عدونا الصهيوني ، أضرّ بصمودنا ومقاومتنا !!!!
* وتحريضك تركية على إجتياح شمال العراق ، أهوَ خدمة لخيارنا السلمي أم خدمة لصمودنا ومقاومتنا ؟
ـ سؤال مهم ومقارنة موفقة ! والجواب ، أنّ الغزو التركي لشمال العراق ، ما لو تمّ بإذن الله ، فإنه سيعني إحتلال المزيد من أراضي الدول العربية ، وبالتالي يكون مبرراً إستمرار نظامنا المقاوم الممانع الصامد !!
ـ ولكن المعارضة ، عندنا ، تتهمك بالتنازل للأتراك عن لواء إسكندرونة ، ومن ثمّ كركوك ، لكي تضمن تأييدهم في قضية المحكمة الدولية و ...
ـ وفي سبيل ذلك ، أنا على إستعداد للتنازل لهم عن حلب ، أيضاً !!
* طبعاً ، سيدي . خصوصاً أنه في حلب يوجد حارة تركمانية ، وممكن أن يطلب سكانها مجيء الجيش التركي لكي يخلصهم من الظلم ، إسوة بإخوانهم في كركوك !!!
ـ ولكنني ، نظراً لحملة المعارضة والدول العربية ، المعادية ، طلبت من وزير الإعلام عندنا أن يكذب تصريحاتي بشأن العراق ، التي أدليت بها في تركية ، وأن يقول للصحفيين ، هنا ، أن الصحفيين ، هناك ، حرفوا أقوالي المسجلة بالصوت والصورة !!!!
* سيّدي ، لنسحب الجنسية السورية من كلّ المعارضين السوريين !
ـ كلن ، كلن ؟؟
* نعم . لكي نأدب بهم أبناءَ الناس و ...
ـ وبهذه الحالة ، يا أخاً ولدته أمّي ، لن يبقى من السوريين ، في سورية ، سوى جماعتنا !!! قه قه قه
* ولكننا سنتكرّم على الآخرين ببطاقات قيد الدرس ومكتوم الولادة ومجهول المصدر !!
ـ هل تريد إدخالنا في مشكلة جديدة مع المجردين من الجنسية ، ونحن لا نعرف كيف سنحلّ مشكلة الأكراد السوريين ، التي صار عمرها 45 عاماً !؟
* عندي إقتراح آخر ، سيّدي .
ـ ما هوَ ؟
* نسحب الجنسية السورية من المعارضين السوريين ، ونعطيها للحجاج الإيرانيين والصدّاميين العراقيين والقاعديين العرب .. القاعدين جميعاً عندنا !!!!
ـ هم م م .. فكرة معقولة ، ولكنها تحتاج لمهلة تفكير ! المهم ، أنكَ لم تجبني عما هوَ الدافع لإعتقالنا أبناء الناس ؟
* قلها أنتَ ، أخي .
ـ هيبة الدولة !!
* ما بها هيبة الدولة ، ما دام لدينا ألف فرع وفرع للأمن ؟
ـ الحالة الأمنية ، تمام . هذا صحيح . ولكن ، إذا ما أحسّ صهرُنا ـ رئيسُ المرجعية الأمنية ـ أنّ وضعه ليس تمامَ التمام ، فالوضع سيتزعزع وهيبتنا تضيع أمام العدو والصديق على السواء !
* نحن صنعناه . وبمقدورنا بكلمة من سيادتكم ، جعله ينتحر بطلقتين في مؤخرة الرأس !!!
ـ وإذا هربَ إلى الخارج ووشى بنا عما يعرفه عن إغتيالات لبنان ، وقال للمحقق الدولي : أولاد حماي فعلوا كل تلك الجرائم من وراء ظهري ، وأنا بريء يا بيه .. !؟
* صدقني ، لن يفعل في الخارج أكثر من عمّنا ، الذي تعرض فضائيته ، المعارضة ، وعلى مدار الساعة ، إعلانات لفنادقه الفخمة المنتشرة في أوروبة وشمال أفريقية !!
ـ ولكنكَ نسيتَ أن المعارضة الفعلية ، داخل وخارج البلد ، ستشمت عندئذٍ بنا !
* بالمناسبة ، أخي .. لو كانت المعارضة السورية شبيهة بالمعارضة اللبنانية ، من ناحية الممانعة والمقاومة والصمود ، فهل كنا لنشكل معها حكومة وحدة وطنية ؟
ـ وقتها ، كان مجلس الشعب سيوافق على إنتخاب سيادتنا رئيساً + نصف واحد !!! قه قه قه
* الخوف من الإغتيال دفعَ أعضاء البرلمان اللبناني ، من الموالين ، للإنتقال للإقامة في فنادق بيروت . لماذا لا تقول أنّ الأعضاء المعارضين ، بدورهم ، قد إنتقلوا للإقامة عندنا ، في فنادق الشام ، كيداً للأخرين !!
ـ يا ربّي ، كنا في حديث ثم نقلتنا إلى حديث آخر ، أوقظ كوابيسي !
* خير يا أخي ، أية كوابيس ؟
ـ قضية الحريري والمحكمة الدولية !
* ألا تجري أمورنا ، في لبنان ، كما نشتهي ؟
ـ إلى حدّ كبير . وفضلاً عن حلفائنا ، هناك ، فإنّ صهرنا العزيز ، للحقيقة ، بذل جهوداً جبارة ، مؤخراً !!
* ولكنّ جهوده بطيئة ، على كل حال . وأخشى ألا نستطيع جعل الأكثرية " مجرد أقلية عابرة " قبل العيد الكبير و ...
ـ حرام عليك ، يا أخي . العيد من أيام الأشهر الحُرم ، فهل نسيت ورعنا وتقوانا ، وأنّ بلدنا مركزٌ لمرجعيتي السنة والشيعة ، للجهاد المقدس ؟!
* بهذه الحالة ، أعتقد أنه لا خوف علينا ، ما دامت المحكمة الدولية لن تأمر بشنق أبناء الناس خلال الأشهر الحرم !!!
ـ ها ؟ مهلا .. دعني أفكر بما قلتَ !
* تتفكر بالأشهر الحرم أم المحكمة الدولية ؟
ـ وجدتها !! .. نعم . أطلب لي ، على الفور ، صهرنا العزيز ! سأطلب منه الإيعاز لمشايخ الجهاد المقدس ، لكي يصدروا الفتوى التالية : يا أبناء الناس ! لقد صحّ لدينا بعد رؤية هلال العيد ، أنّ الأشهرَ الحرم ، الثلاثة ، صار عددها الآن إثني عشر شهراً ، لأنّ الضرورات القومية تبيح المحظورات ..



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحارة الكردية والحالة العربية
- زهْرُ الصَبّار 7 : مجاورو المنزل وغلامه
- بابُ الحارَة ، الكرديّة
- فجر الشعر الكردي : بانوراما تاريخية
- أكراد وأرمن : نهاية الأتاتوركية ؟
- زهْرُ الصَبّار 6 : سليلو الخلاء وملاكه
- مظاهر نوبل وباطنية أدونيس
- جنس وأجناس 2 : تأصيل السينما المصرية
- زهْرُ الصَبّار 5 : قابيلُ الزقاق وعُطيله
- إنتقام القرَدة
- زهْرُ الصَبّار 4 : زمنٌ للأزقة
- شعب واحد
- زهْرُ الصبّار 3 : بدلاً عن بنت
- جنس وأجناس : تأسيس السينما المصرية
- هذا الشبل
- زهْرُ الصَبّار 2 : طفلٌ آخر للعائلة
- وداعاً ، إسكندريّة كافافيس / 3
- يا نائب وَحِّد القائد
- وداعاً ، إسكندريّة كافافيس / 2
- زهْرُ الصَبّار


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - دلور ميقري - أبناء الناس