هندسية الأشكال الفخارية في بلاد وادي الرافدين

محمد العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2087 - 2007 / 11 / 2 - 07:47
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

ونحن نستعرض العديد من النتاجات الفخارية في بلاد الرافدين، وفي أدواره المختلفة في جرمو والعبيد وحلف وسامراء والعبيد الجنوبي. تلاحظ أن هناك تمركزا للشكل الذي يحتوي على عدة عناصر، التي بدأت تهيمن عليه بشكل واضح. كون ان هذه الأنظمة بدأت تظهر بتركيب تجريدي ينطلق من تواصل فكري، يبقي النتاج الفخاري بمستوى من النظام المتاسس على متشابهات واجهت الفنان عند الأداء. والإنشاء التكويني الشكلي وهي ظروف بيئية محيطة تأسست على قيمة وجود الشكل، ألا وهي الظاهرة الهندسية التي شكلت جزء من ملاحم الشكل. ونراها من خلال إشكال السنابل على سطوح الأواني الفخارية وحتى وان لم تكن تحمل المعنى الآني والحاضر ولكنها مفاهيم أوجدت قياسات السطح، ومن ثم جاءت بنوع من النسق المعروف او الشكل المعروف بهندسية متكونة ومضافة عليها أشكال أعطت المعنى الفكري زمن. ثم أوجدت لنفسها عاملا أدائيا وتقنيا، بالرغم من هناك نوع من الاختلافات التي تبدو بسيطة وهي عوامل الاختزال العديدة التي تركها الفنان الرافد يني ليوسع به مدارك الشكل نفسه.
أن الفنان الرافد يني،، تعامل مع نظم رياضية في إعداد الشكل، وفتح عدة قنوات لنفسه ومن عدة اتجاهات. وتأسيسا على ذلك يرى أن الآنية هي اشتقاق من أشياء كروية، وصولا إلى انحرافات هي الأخرى تعمل وفق نظم رياضية، ولكنها تحددت في القسم العلوي من النتاج. وهناك انحرافات تحددت في القسم السفلي، وفي المحيط أيضا. وبهذا الحساب الرياضي بدا يصل إلى الأجزاء المتناظرة من خلال معرفة المركز الذي شكل في حسابات الفنان من الأساسيات المهمة والمعكوسة في جوانب مهمة في تشكيل الآنية نفسها .
تشكيل الآنية المجوفة من الداخل والخارج أوعز إلى الفنان نوع من الارتكاز العقلي الذي لايستطيع مغادرته أبدا والتجويف الداخلي به حسابات تبنى على أساس المركز والتشكيل هنا ينظم هو الآخر كل الإشكال المضافة على سطوح الأواني الفخارية المرسومة والمنحوتة هذا ادعى اقتراب كلي من انتظام يتعامل معه الفنان الرافد يني بمصداقية الأداء بعد أن أخذت الأفكار تتجه نحو نوع من المسائل الرياضية التي ميزت الإعمال عن باقي الفنون وأعطتها تفوق جمالي خاص.

#محمد_العبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات