أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف أبو عيشه - -حكاية شعبية- الفرس من خيالها !














المزيد.....


-حكاية شعبية- الفرس من خيالها !


نايف أبو عيشه

الحوار المتمدن-العدد: 2089 - 2007 / 11 / 4 - 09:08
المحور: الادب والفن
    


حدثتني جدتي وانا صغير , عن رجل ملاك وغني تزوج امراة جميلة صغيرة السن مدللة تريد الحصول على كل شيء تراه, واشترطت وجود خادمة لهه كي تقوم باعمال البيت الكبير تحيط به ساحة واسعة تتسع لكل الحيوانات والدواجن والطيور التي يملكها.ورغم مرور عدة سنوات على زواجهما لم يرزقا باطفال , فصارت حياتهما روتين ممل وقاتل.وفي احد الايام مرت به امراة عجوز وهو في الكرم الخاص به يحرث الارض ويقلم الاشجار تبادلت معه اطراف الحديث وخاصة بشان انجاب الاطفال , فخبرته عن وصفة مضمونة للانجاب , وقبل ان تبتعد طلبت منه مازحة ان لا يخبر احدا وخاصة زوجته عن الشخص الذي اعطاه الوصفة والا فانه سيموت اذا افشى السر .صدق الرجل كلامها كالغريق المتعلق بقشة صغيرة.عندما رجع الى البيت لاحظت زوجته امارات الفرح والسرور على وجهه رغم التعب والجهد الذي بذله طوال النهار, وقبل ان تساله عن سبب التغير في ملامحه وعيونه ونظراته المتلاحقة اليها , تفضح الامر بوضوح, وحين سالته والحت عليه ان يخبرها ,حكى لها عن الوصفة ومكوناتها , الا انها لم تكتف بجوابه المقتضب والحت عليه ثانية لمعرفة مصدر الوصفة اخبرها انه لن يستطيع كشف السر لانه سيموت . اثارها الفضول اكثر والحت ثانية وهي تتصنع الدلال والحرد عليه وتظاهرت بالبكاء وحبست نفسها في غرفة النوم ولم تنفع كل محاولاته ليقنعها ان المهم الوصفة ولا شيء غيرها . خرج لباحة البيت حائرا يفكر في المازق الذي ورط نفسه به وندم كثيرا لانه اخبرها بالامر , وها هي النتيجة , سيموت مقابل ارضاءها واشباع فضولها . بدا يراقب المواشي والحيوانات في الزريبة وهي تاكل وتتنافس بينها على الطعام وملاحقة الاناث منها . وكانت الدواجن وطيور الحمام هي الاخرى تبحث عن الحبوب في القش والتبن المتناقص امام الدواب , واخذ يراقب الديك وهو يصول ويجول بينها نافخا عرفه الاحمر ونافشا ريشه الكثيف ويمشي متبخترا بينها وهي تهرب من امامه , ينقر هذه , ويكبس تلك, ويلاحقهن الواحدة تلو الاخرى لزوايا الزريبة , وسرعان ما يقفز على ظهرها مثبتا اياها باظافره القوية ومنقاره المعقوف والحاد كمنقار الصقر فيقضي رغبته منها , ثم يقفز عنها الى الارض متباهيا مزهوا بنفسه متبخترا في مشيته كالجنرال, وعندما مر بالكلب النائم ببقعة من ضوء الشمس اخترقت سقف الزريبة , داس على ذيله , فنهض الكلب مزمجرا ينبح تجاه الديك محذرا اياه ومحتجا على سلوكه الاستفزازي , الا ان الديك نفش ريشه ودار حول الكلب وصاح باعلى صوته كانه يقول "ولك بدي اطق وافقع وانتف حالي من القهر على صاحبنا " نبح الكلب عدة مرات كانه يساله السبب , فواصل الديك مشيته المتانية , ولسان حاله يقول "ولك هذا صاحبنا سقيطة ومش زلمة , ما يغرك طوله وعرضه وشنباته " نبح الكلب كانه يستفسر عن السبب , فتابع الديك " ولك عشان كلمة يحكيها لمرته ويرضيها وما يزعلها بده يموت .واذا ما حكاها تظل منكدة عليه عيشته . وهاي انت شايف بعينك اكم جاجة في الزريبة اكثر من عشرين واحدة .هاي انقرها وهاي اكبسها وهاي تشوفني ترتعب وتقاقي من الخوف وتركض تبيض في الخم, ولا واحدة منهن تتجرا تعترض رغبتي او تقول حرف واحد , كيف هو واحدة مش قادر عليها كل اوامرها مطاعة وايش بدك يا ستي حاضر ومدللها ومرفهها ويا ريت عاجبها , ورغم هيك مصممة تعرف السر حتى لو مات الزلمة . عرفت ليش مقهور وبدي افقع ؟" نبح الكلب عدة مرات وابتعد يبحث عن شيء ياكله في باحة الدار . نهض الرجل فجاة , حاملا الخيزرانة وراء ظهره , ودخل الغرفة حيث زوجته تتزين وتتامل نفسها باعجاب وغرور امام المرآة . وحين راته تظاهرت بالحرد والبكاء لمعرفة السر , وعندما اكد لها انه سيموت ان اخبرها به , حلفت له انها لن تتزوج بعده, وحين راى اصرارها على معرفة السر انهال عليها بالخيزرانة , وهي تصرخ من الالم وتستجدي لكنه ظل يضربها دون شفقة حتى انهارت على الارض راكعة عند قدميه وهي تصرخ " منشان الله ما بدي اعرف السر , ولا عمري بسالك عن شيء. خلص مثل ما بدك اعمل وايش ما بدك ساوي " .لم يتردد لحظة في تقليد الديك الذي رآه وتعلم منه في الزريبة . ضحكت حين انهت جدتي الحكاية , وسالتها " كيف يعني تقليد الديك يا جدتي ؟" ضحكت وهي تقرصني من خدي مداعبة " وقت تكبر وتصير زلمة تعرف " .سالتها ثانية وانا احاول فهم مضمون كلامها " عمر جدي ضربك بالخيزرانة ؟" ردت بنبرة حزينة " الله يرحمه جدك , بقى طيب وحنون . عمره ما غلط بحقي كلمة ولا ضربني , لاني ما احوجته لهالشيء" تابعت تقول وهي تخمن وجود اسئلة كثيرة على لساني " المرة يا ستي مثل الفرس , ان ارخيت لها اللجام , توقعك عن ظهرها , وتمرمطك بالارض .وان شكمتها تمشي كيف ما بدك " . نهضت فجاة وهي تقول " يلا بكفي يا ستي حكي, بدي اجهز حالي للصلاة , وانت الله معك روح العب مع الاولاد في الحارة " وقبل ان اخرج سالتها " صحيح الزلمة بقى بده يموت لو حكى السر لمرته ؟". مسدت على شعري الناعم الغزير , وردت بنبرة جادة اقرب ما تكون للهمس في اذني " كل البشر والمخلوقات اللي خلقهم ربنا بدهم يموتوا يا ستي الله , لكن كل واحد اجله وعمره غير عن الثاني ووقت يخلص بموت . والعبرة يا ستي ان المرة ما بنحكى لها سر , وهي بشطارتها بدها تعرف كل صغيرة وكبيرة عن جوزها وغير جوزها عشان القيل والقال وكثرة الحكي والمغيبة بين النسوان والزلمة اللي بطلع سره على مرة بيكون مرة مثلها . شو فهمت ؟" !
بقلم : نايف ابو عيشة
29/10/2007



#نايف_أبو_عيشه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابو المقالب(2) !
- حسبوني مختار !
- -حكاية شعبية- حلها ابن المجنونة !
- من غير كلمة وداع !
- يا بصير هيك, يا كل شيء بدار اصحابه !
- -حكاية شعبية- الفرارات !
- ..في اليوم العاشر !
- -كل عام وانتم بخير - ...من واقع العيد !
- -حكاية شعبية- عائلة الطرشان !
- مكافأة عيد العمال !
- ضبع النقارة !
- الاسطبل والباشا !
- - حكاية شعبية- الراعي والقطروز !
- عند حاجز الارتباط !
- عند الحاجز !
- وانهزم ابو النبوت !
- الحق على الحمار !
- من طين بلادك ...!
- العدس ولحم الفقراء !
- زوجة الاستاذ !


المزيد.....




- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف أبو عيشه - -حكاية شعبية- الفرس من خيالها !