|
تهميش ... المجتمع الدولي ؟!
مراد كافان علي
الحوار المتمدن-العدد: 2088 - 2007 / 11 / 3 - 04:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حقاَ الحكومة التركية تتخبط في سياستها بتحديها المجتمع الدولي . هذا ما قاله السيد رئيس وزراء تركيا بأنه على استعداد تام للتوغل في شمال العراق مهما تكون النتائج و بلا موافقة المجتمع الدولي وهي الدولة التي تسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوربي وبقية المحافل الدولية وهذا التصرف ثبت صدق المعايير والتصورات الأوربية في الرفض القاطع لانضمام تركيا للاتحاد الأوربي لأنها دولة لها جذور للتخلف والعنف ورفض الآخرين بتاتاَ وتلجأ للإرهاب ولا تتعاط الحوار والنقاش لإيجاد الحلول الناجعة للمشاكل بينها وبين الآخرين قديماَ وحديثا ... كنا نعاتب الحكومة العراقية نتيجة للتداعيات التي تحصل ونطالبها باستئصال التهميش والإقصاء بحق المواطنين وخاصة الأقليات من الصابئة والمسيحين والأكراد الأيزيدين ...الخ ولكن تركيا تتصور إنها من الدول الديمقراطية والمتطورة وتدعي إنها تغرد في المحافل الدولية للسلام والتآخي والوئام وإذا بها خارج السرب البديع وتبذل المستحيل لتهميش واستئصال المجتمع الدولي وفق شروطٍ تعجيزية يا للعجب ... رفض تركيا الوفد العراقي المفاوض بإيعازٍ من الجهاز العسكري ، كأن في تركيا سلطتان ، لأن ضمن الوفد المفاوض شخصيات كردية ، ولا يمكن أن تتوجه وفد عراقي مخول إلى أية جهة إلا بمشاركة شخصيات كردية لأن الأكراد ثاني أكبر قوة في الحكومة العراقية والبرلمان العراقي وهذا دليل قاطع إنها لا تريد إلا الحرب وللعسكريين أجندة خاصة للتخلص من ثلاث جهات تعكر وجودها وهي الحكومة التركية ذات التطلعات الإسلامية المعارضة للعلمانية وحكومة إقليم كردستان ذات التوجهات الديمقراطية الصائبة والناشئة والحامية لكركوك ونفطها وحزب العمال الكردستاني ذات التوجهات القومية إلى حدٍ ما وترفض الاستعمار التركي الرهيب . بالتأكيد للجهاز العسكري التركي تاريخ طويل لتصفية الحكومات التركية المتعاقبة إما بالانقلاب أو الاغتيال والآن الطريقة الجديدة وهي وأد الحكومة التركية الإسلامية في المستنقع الكردي ... تركيا ترجع بتفكيرها التي تنادي للحرب إلى القرن السابع عشر والثامن عشر أي الفترات المظلمة من احتضار الرجل المريض للإجهاز على كل الأديان والقوميات التي عاشت في ربوع الإمبراطورية العثمانية عهد القمع والكبد والتعتيم ... حيث شن العثمانيون حملات متعددة لإبادة الأكراد والعرب والأرمن ومنها حملات 1752م لإبادة الأكراد الأيزيدين بإمرة سليمان باشا وأحمد باشا وعاصم باشا وحافظ باشا وغيرهم وحملات إبادة الأرمن ومنها حملة 1915م الرهيبة ... جهزت تركيا العثمانية قوافل من القطعات العسكرية الإنكشارية بتعتيم إعلامي رهيب ولكن التاريخ يمهل ولايهمل وهذه الحملات الشعواء مدونة في مذكرات دعاة السلام والحرية والقيم السامية ومؤلفات المفكرين المحايدين تحدد وتشخص أبعاد وتداعيات هذه الحملات الشنعاء التي شنتها العثمانيون لاستئصال القوميات والأديان الأخرى لا لشيء وإنما لرفضهم الذل والخضوع ... والتاريخ لا يعيد نفسه للأوكار المعتمة لارتكاب الحماقات الرعناء بحق الآخرين وهذه أحد أسباب إبعاد تركيا من الاتحاد الأوربي وبقية المحافل الدولية الزاهية . وإن كردستان والمجتمع الدولي لعام 2007م ليس كردستان ولا مجتمع دولي لعام 1752م ولا 1915م ... نعود إلى أجواء الحرب والدمار من جديد ، إن حكومة إقليم كردستان التي تناشد للسلام والتفاوض ومساعدة تركيا لإيجاد الحلول الناجعة للمعضلة التركية وحزب العمال الكردستاني تجابه بالاستخفاف التركي والإصرار على خوض معارك طاحنة لتصفية الأكراد سواءَ في كردستان تركيا أو كردستان العراق وتضع شروط تعجيزية وفورية كأنها تملك الحق الإلهي ... علماَ هي الخاسر الأكبر من جميع الجوانب وأهم الجوانب طيرانها خارج سرب المجتمع الدولي وانضمامها إلى محور الشر والدول المارقة التي لا تجيد إلا العنف والتوتر والإرهاب لأجل إبادة نفسها والبشرية ليتها تجيد قراءة صفحة من قانون حقوق الإنسان واحترام الآخرين وتودع الجمود والتقوقع ... المتابع لتاريخ العلاقات الكردية التركية قديماَ حتماَ يفرز أبعاد هذه العلاقات وإنها كانت المستفيدة من هذه العلاقات وكان للأكراد دور مميز لبناء الدولة العثمانية رغم هشاشتها وقد ساهموا في أغلب المعارك التي خاضوها خاصة في البلقان وحرب القرم وكان باستطاعة الأتراك أن يجندوا الأكراد في حروبهم باسم الإسلام والآن :ـ لماذا محاربة الأكراد ؟ أليس الأكراد مسلمون والحزب الحاكم حزب إسلامي ؟ ... شتان بين المفاهيم والممارسات . وعسى أن تعيد تركيا حساباتها وتدرك أن العالم في تطور سريع ومباغت ولا ترضى للغدر والغبن والتهميش وتبحث عن منابع البناء والتسامح واستئصال خلايا الجهل والتخلف ...
#مراد_كافان_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وعدونا ... خيراً ؟!
-
نصيحةُ ... لتركيا ؟!
-
لالش ... إلى أين ؟!
-
عراقيو ... الحاجة ؟!
-
الفضائية الأيزيدية ... إلى أين ؟
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|