أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمياء الالوسي - يوم في ذاكرة امرأة














المزيد.....

يوم في ذاكرة امرأة


لمياء الالوسي

الحوار المتمدن-العدد: 2086 - 2007 / 11 / 1 - 11:21
المحور: الادب والفن
    


الفجر الراعش تحت زخات المطر .. يتسلل إلى الداخل عندما كان جسدها يترنح متدثرا بالملابس الثقيلة وهي تجثو أمامه لفحتها ريح باردة .. وصوت ارتطام ظلفتي النافذة ، واصطفاق الستارة جعلها تهرع إلى النافذة
لملمت معطفها الشتوي حول رقبتها تفاديا لحبات المطر النزقة .. وقد غدت نثيثا خافتا .. يرشق قامتها المتطاولة .. مع ارتعاشات الشجيرات الفتية.. ادخلت كفيها بين القضبان الحديدية .. تحت قطرات المطر ..
((هناك احتمال واحد لاجتياز هذا العالم ؟!!
لف جسدها بين ذراعيه ، واغمد وجهه في شعرها الأسطوري .. تملصت بنعومة وغنج ..
- نحن في الشارع قد يرانا احد .
- ليرانا أنت زوجتي أعشقك بالطريقة التي أحب ...
كانا قد اجتازا الباب الخارجي .. فذاب رده تحت زخات المطر .. ركضت وراءه واجفة ،، تحكم ظفر جديلتها .. انتشل خصلات الشعر المبتل بلطف من بين أصابعها
- دعيه يحتضن المطر فكلاهما يحب الأخر
بددت خطواتهما سكون الليل المطير ، يشع جسديهما بوميض البرق الخاطف ، وكمهر صغير تجفل فيحتضنها حنانا يعجزها تماما .. يوقفها قبالته ، ثم ينثر شعرها حول جيدها المحموم بدفق الحياة .. يضع وجهها بين يديه ويقبلها بخشوع .
- سوف اقتل من يأخذك مني .. حتى وان كان المطر .))
مع انبثاقات الضوء المنسكب على قبر مزركش .. أرتفع في وسط الغرفة الصغيرة .. توقف فيها همس جمعته من اجله .. فأحرقت المزيد من البخور وكنست الأرضية .. ثم أغلقت النافذة الصغيرة .. تعرف تماما أنها تتشاغل بأشياء صغيرة ، عن الجلوس بين يديه واحراق الشمعتين حول رأسه .. وغسله بالدموع .. لكن أشياء كثيرة جفت في داخلها ..
- الحزن ، ووحشة الليالي سكنت شراييني .. حتى لقائي بك ..؟ أنها المرة الأولى التي اّتيك لوحدي .. انه المطر ياحنين ايامي .. دعاني إليك ..( وعتابك يصلني في كل الأوقات ).
- لماذا جف دمعك؟
- لم يجف .. لم يجف
ارتجفت مقتربة من رقدته الأبدية .. نزعت عنها معطفها الثقيل .. وتحررت من ملابسها وجسدها ينفر باختلاجات خجولة ، وجلة .. فأحست دفئا لذيذا يتسلل إليها..امتدت يديها الى نهديها النافرين .. لازالت فيها دغدغات شفتيه ووقع جسده .. جاءتها رائحته ألعبقه فمضت يداها مسافرة بين ثنايا الجسد المهجور.. تمددت عليه
( أجفلت : لاتنحني عليه كثيرا .. أجساد الموتى لاتتحمل ثقل الأحياء ..)
آه بأمي .. سحقا للمكابرة ، ماعدت أحتمل..
حاولت احتواء البناء الصلد .. فانغرزت النتوءات الحادة في لحمها اللدن .. طوقت الشاهدة بين ذراعيها زرعتها بالقبل .. ثم باعدت بين ساقيها .. ضاغطة حياتها المحرومة على الزوايا الحادة .. في التحام كامل مع تكوينات القبر القاسية ..
لأول مرة
أحست إنها............
ولكن .. .. لا ..
- غدائري التي تعشقها .. إنها معك منذ ذلك الوقت قصصتها من الجذر وجعلتها تنام بين يديك . كم احتاجها الآن . . لكنها معك

في لحظات أحست بسعادة غامرة بالبشر ..
وعيناه ترقبانها .. تداعبانها .. ترقبانها .. ترقبانها.. ياه
ولكن .. ولكن .. في لحظات ..
أحست إن عينيه قلقة .. مفجوعة.. مشلولة ..
ارتدت حذائها ومعطفها .. ثم وعلى عجل ركضت إلى الخارج .. وعندما أغلقت الباب حانت منها التفاتة خجلى اليه ..
ذهلت .. كانت ظفيرتاها ترقدان على القبر
تسارعت خطواتها في الخارج وهي مملؤة بالاسى على صبرها الذي خانها والزمان



#لمياء_الالوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمياء الالوسي - يوم في ذاكرة امرأة