|
خوفا من القرصنة والفوطوكوبي ، يكتب نيني عموده طوييييلا ، ومطولا .2
عزيز باكوش
إعلامي من المغرب
(Bakouch Azziz)
الحوار المتمدن-العدد: 2085 - 2007 / 10 / 31 - 06:54
المحور:
كتابات ساخرة
القارئ العزيز ، عن حسن نية ، وصفاء سريرة ،وددت لو أسالك سؤالا، ترددت كثيرا في طرحه كي لا أفقدك ، ولكني لم أجرؤ، وتستبد بي الحيرة ، فأجرؤ: لماذا يكتب الزميل رشيد نيني ، الصحفي المغربي ،ومدير جريدة المساء ،أطول عمود صحافي في الصحافة المغربية؟ لماذا يسعى الكثير من القراء والمهتمين الى تكريس عمود "شوف تشوف" صعقة كهربائية من التيار العالي جدا، تلامس الجسد السياسي والمجتمعي ببلادنا في القلب ، ولا تؤثر في سياقاته ؟؟ وددت لو تشاركني أيها القارئ الافتراضي الكريم هواجسي ، وددت لو نتقاسم ظلال الدهشة أيها القراء الاماجد ، ويا عشاق الكلمة الطيبين ، أيها الضحاكيون ، وصناع النكتة ومخصبات السخرية الجادة في أبعادها المجتمعية والكونية .وشركات المدح المتنامية على عتبات الانبهار بكل ما يدغدغ ، وددت لو نتقادح أطراف الحديث ونفتتح معا للنقد مصراعيه على هذا السؤال . هل نجرؤ؟؟؟؟؟ الحديث عن رشيد نيني طويل وشيق ، نظرا لان هذا الشاعر والأديب الذي ولد وفي فمه ملعقة من ذهب ، من تدفق الإشهار وسيولة مصادر الدعم ،قد ارتبط فكرا ووجدانا في ذاكرة المغاربة بعموده الصحفي " شوف تشوف". وهو "عمود يومي مثير للجدل، له قاعدة كبيرة من القراء ويطرح نقاشات يوميا "، ومالكه واحد من الذين دخلوا عالم الصحافة، ليس فقط لأنهم موهوبون ، وإنما أيضا لأنهم كانوا يرون في الصحافة كما في الأدب الرصين سلاحا مؤثرا ضمن المعارك الفكرية في حياة البشر. لا جدال في كون العمود المشار إليه ، يتبنى جرأة حقيقية ونادرة في التصدي لما يعتبره فسادا ،وانتقاد المسئولين عن تدبير الشأن العام مهما اختلف مقامهم نيته وهدفه.ويفسر الكثير من المتتبعين للصحافة والسياسة ، إن عمود نيني سامق ، في غياب حضور حقيقي لتيار سياسي رادع ووازن ، وبمجرد عودة تيارات فكرية وسياسية معارضة من عمق الشعب ، سيختفي رشيد وعموده ، لكن ، لماذا تلك المفارقة الصارخة ، كل من تناوله العمود كموضوع من الشخصيات السياسية الهامة ، قدحا وتجريحا ، هو من يتبوأ على المناصب العليا ، عباس الفاسي ، حميد شباط،واللائحة تطول .....؟؟
الأمر، في نظر الكثير من المتتبعين لمسار الجلالة المعظم ، يضمر من الالتباس، بقدر ما يصدره من الوضوح وادعاء الشفافية.
يميل الكثير من الزملاء الى الاعتقاد بان جريدة "المساء" ، لا تشكل نموذجا مثاليا للإدارة والمقاولة التجارية الناجحة ، سواء على مستوى التعامل مع الصحفيين كمهنيين وكأجراء ، حيث نزيف الاستقالات متواصل . واستئجار أقلام معطلة تحت مسميات مختلفة ، مما يؤشر على أن الحكاية ابتدأت من " الصباح" ، الى" المساء "، وستنطلق من "الصباحية" الى" المسائية " في الغد المنظور.
هل هناك خط احمر؟ قد يلتبس على البعض فهم الدوافع الحقيقية الكامنة وراء تفادي مقاربة عمود "شفتشوف" قناة الدوزيم مثلا ، او التماهي مع أدبيات أحزاب سياسية محسوبة على التيار الاسلاموي ،او جماعات أصولية بعينها ؟ الم يصرح " السنة الماضية بالمعهد العالي للإعلام والاتصال حين سأل طالب بالمعهد ،"الصحفي" رشيد نيني عن عدم انتقاده للقناة الثانية في عموده بجريدة الصباح آنذاك "شوف تشوف"،فكان جواب مدير الجريدة" رقم واحد بالمغرب " :أخلاقيات المهنة تمنعني لأنني أشتغل بالقناة المذكورة". أنذاك كانت القناة الثانية أحد الخطوط الحمراء في عمود رشيد نيني،واليوم يا ترى : أي خط أحمر لا يستطيع السيد رشيد نيني تجاوزه؟ الأيام هي من سيجيب على هذا السؤال . طيب ، لنزح كل الافتراضات ، ونختزلها في سؤال واحد ، لماذا يتجرجر العمود، و يتثاءب ، ثم يتمطى من أعلى الصفحة الى قدميها ، ولا توقفه سوى نشرة الأحوال الجوية ؟ 1 – هل الإطالة والتجرجير من سمات الكاتب الجيد؟ 2 - خوفا من القرصنة ، وتفاديا للعنة الفوطوكوبي ؟ 3 - إمعانا في التكرار، لأجل الفهم ، على اعتبار أن الكاتب يتوجه برسالته الى شخص بعينه ، و يخاطب شريحة معينة من القراء ؟ ولان الواقع يعلو و لا يعلى عليه ، فإن الاقتناع بان العمود ناجح ، وبكل المقاييس، وبفضله تم النزول بالأمية الثقافية درجات ،أصبح ملزما ، حيث بوأ كاتبه كاريزمية غير مسبوقة في عالم الصحافة المغربية المستقلة ، وبات يتصدر اكبر منتوج صحفي في البلد ،ومع أن الاحتكام الى التسليم بان العمود يشكل حاليا أقوى تيار معارض في غياب معارضة حقيقية ، لا يقنع البعض، سياسيا على الأقل ، فان الكثير من القراء والمتتبعين لا يترددون في تنصيبه " المعارض"والمناهض الأول في المملكة .
يكرس البعض آراء تصب في خانة التقديس و المبالغة، من فرط إعجابهم بالعمود ومن خلاله الكاتب ، الى درجة أضحى معها مول " شوف تشوف" في تصريفهم اليومي لردة الفعل السياسي وفي ذاكرتهم ، وزيرا للثقافة ، بدل ثريا جبران ، والرقم الأول في معادلة الحرمان ، والجدير بلقب كاتب الفقراء والمحرومين، والمدافع الأمين عن الكادحين وبات من الثابت ،الآن ، وقبل أي وقت مضى ، أن المقدسات أصبحت أربعة ، بدل ثلاثة كما كان الشأن أيام إدريس البصري ، لقد أضيف الى الله الوطن، الملك ، نيني.. هل نكتفي بالسؤال من غير اقتراح إجابات حول مقال ظاهرة ، يشبه في طوله عمودا كهربائيا، ينغرس في تربة الصفحة الأخيرة، ويسمق متسلقا حتى أعلاها؟ قدم من الصباح ، ونحت للمساء وجودا يربك ، بجرأة نادرة ، وحضور مذهل. ولان سؤالي قطعا ليس كيديا ولا نكديا ، ولا علاقة تربط الود بين صاحبه وبين برلماني انتهازي لا يحترم الوقت المخصص له أثناء تدخله ،كما أن السياق ، لا يمت بصلة الى القطار الذي تتجاوز حمولته طاقته الاستيعابية الحقيقية . فقط يجد مبرره في أن الكاتب لم أتقاض راتبا ، وليس مسخرا مدفوع الأجر من اليازغي او البريني او ..كما يعتقد الكثير من المرضى ، ولم اعر حنكي ولا كاريه ، ولست انتظر مقابلا سوى التصفح الذي يرتبط في الغالب باللعنة... من طرف قراء منفعلين وغير متفاعلين...
وإنما ، هو تداول مشروع لسببين رئيسيين : 1 – شهرة العمود وشعبيته 2- العمود ملك لشخصية أضحت عمومية ، تستوجب المساءلة ، والاهتمام ، و بات يتحكم في مصائر عشرات الآلاف من القراء على مختلف المشارب والأهواء.
السؤال بريء ومشروع إذن ، وهو جوهر القضية ، وربما في العمق دفاعا عن شوف تشوف ، رغم ان صاحبه لا يحتاج الى دفاع ، اذ تؤكده الاحصائيات ولغة الارقام . ذاك البناء الذي أضحى ملكا عاما ، لنا كقراء وكمتتبعين للشأن العام من كل الشرائح والأعمار. هل نجرؤ؟؟؟؟؟؟ يتبع
#عزيز_باكوش (هاشتاغ)
Bakouch__Azziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن الجريدة المغربية التي تقرا من الخلف1
-
-غزيل الريح- للزجال المغربي محمد اجنياح.
-
الشاعر المغربي أحمد القاطي يصنع الحدث
-
صبايا العرب ،النصف الأعلى إقرأ ،والجزء الأسفل روتانا2
-
الأسلاك العارية لا تخجل من نفسها
-
التلفزيون المغربي يستحوذ على صفقة ب5 ملايين دولار
-
صبايا العرب الجزء الاعلى إقرأ والجزء الاسفل روتانا1
-
الاسلاك العارية لاتخجل من نفسها
-
الى روح ابي ادريس
-
عن الفكاهة الرمضانية التي نستحق
-
صيدلية الأنبياء المتنقلة لصاحبها الحاج عيد الكبير4
-
اقتراح إنشاء خلية للترجمة المتحركة..بالتلفزيون المغرب
-
صيدلية الانبياء لصاحبها الحاج عبد الكبير2
-
صيدلية الانبياء لصاحبها الحاج عبد الكبير 3
-
عن الامة التي بدأت من القاع وبقيت فيه
-
الصيدلية النبوية لمالكها الحاج عبد الكبير1
-
الصيدلية النبوية لمالكها الحاج عبد الكبير 1
-
هل سينتهي الاشهار بنهاية شهر رمضان الفضيل؟
-
سابريس الحصيلة الصادمة
-
عن اجتياح الاشهار لموائد الافطار
المزيد.....
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
-
بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو
...
-
سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|