أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - البطل التاريخي الذي لم يظهر على خشبة المسرح














المزيد.....

البطل التاريخي الذي لم يظهر على خشبة المسرح


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2084 - 2007 / 10 / 30 - 10:24
المحور: كتابات ساخرة
    


أمل, فرج, انتظار, مهدي, والمستقبل كلها اسماء مرادفات للمخلص المنتظر, الذي ينتظره الجميع على قارعة الطريق.
والذين يرقدون على أسرة الشفاء في المستشفيات كلهم ينتظرون ان يأتي لهم الخلاص بالشفاء العاجل او بالموت قبل ان يأتيهم المخلص المنتظر.
وكذلك كل الذين يقبعون في السجون خلف القضبان الفولاذية يحلمون بأن يأتيهم الخلاص بالافراج عنهم.
وكذلك العمال والشغيلة ينتظرون المستقبل الزاهر الذي لم يأتيهم بعد وصحيح ان العمال والشغيلة ارتاحوا بعض الشئ من التعب بفضل التكنولوجيا الحديثة غير انهم يواجهون اليوم شبح ارتفاع الاسعار الذي يعمل على دفعهم تحت مستوى خط الفقر.
كل ذلك مقدمة لمسرحية: (بانتظار جودو) للكاتب صموئيل بيكيت الذي ولد سنة (1906م) وقد نشرت المسرحية لاول مرة سنة 1952م ومُثلت على المسرح بباريس لاول مرة سنة 1953م وقد لاقت اعجاباً شيداً على مستوى منقطع النظير لدرجة انها مثلت على نفس المسرح اكثر من 400 مرة, ومن ثَم بعد ذلك عرضها على كافة مسارح اوروبا الشرقية والغربية, وشاهدها على المسرح اكثر من مليون مشاهد في خلال خمس سنين من عرضها.
والمسرحية باختصار هي عبارة عن بطل لا يظهر على خشبة المسرح الذي يمد الناس والمتعبين بالامل, فالكل متعلق برمزه الكثيف والكل ينتظرون ساعة قدومة ولا احد يعرف متى سيأتي جودو المخلص ولكن الجميع ينتظرونه ويتأملون قدومه ومن شدة الانتظار ومن كثرة العذاب يفقد الامل به ابطال المسرحية حتى انهم في نهاية كل حوار يقولون: حتى لو اتى جودو فانه لن يخلصنا من العذاب والحرمان.
وجودو هو الرمز الكفيف للمسيح المخلص وهو الاسم المرادف لظهوره للمتعبين والتائهين على السفود وهو رمز الآرامل والايتام والثكلى والحزانى والمتعبين من خلف القضبان الحديدية في السجون السياسية وغير السياسية وقد ابكت مسرحية صموئيل بيكيت النزلاء في السجون حين عرضت أمامهم وجودو هو نفسه الرمز الكفيف للشاعر العربي صالح بن عبد القدوس حين قال: اعلل النفس بالآمال ارقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الامل, وهذا يعني ان الامل مرادف آخر لجودو والمسيح والمهدي المنتظر ليخلص الناس من الامهم واحمالهم الثقيلة ليحمل عنهم النير ووزر خطاياهم ان جودو رمز به بيكيت الى نهاية عصر الاديان السماوية التي تستغل بها سذاجة الناس واستثمارهم اقتصادياً لمصلحة المرابين والدركولات.
لقد كان اليهود يستفتحون بالنبي المنتظر على عرب يثرب ويقولون لهم غداً يأتي (البارقليط - المحمنا) ويعمل بكم ذبحاً وتقتيلا ويثأر لنا منكم ولكن حين ظهر النبي المنتظر لم يكن يهودياً ولا مسيحياً ولكن عربياً تعاضد مع عرب يثرب وعمل باليهود ذبحاً وتقتيلا ومن ثم طرد اليهود من مدينة يثرب التي اصبحت فيما بعد العاصمة السياسية للنبي المنتظر وهذا يعني ان ظهور النبي المنتظر ليس بمصلحة من ينتظره.
لقد كانت افلام السوبرمان تعبيراً عن البطل البديل الذي يخلص الناس من الامهم ومشاكلهم وكان في بداية الستينات من القرن المنصرم يعتبر السوبرمان طرحاً بديلاً عن البطل جودو الوهمي والمسيح والمهدي الخرافي ولكننا اليوم نجد ان السوبرمان لا يستطيع لوحده مواجهة العالم بشروره.
وجودو والمسيح والمهدي والمخلص ابطال حقيقيون وخرافيون بنفس الوقت لم يظهروا على خشبة التاريخ منذ ولادة الانسان العاقل حتى اليوم مثلهم في ذلك مثل جودو الذي لم يظهر على خشبة مسرح صموئيل بيكيت.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدول العربية غير معنية بالتقدم لأنها أنظمة فاسدة
- خاطرة مثقف متعب
- المسلمون مصابون بإنفصام فكري
- يوم وفاة الدكتور علاء علاونه
- من ذكريات عاشق1
- العرب أللصوص ألكرماء
- عانقتها في ...
- فلسفة الفقراء
- إندروفين الحب
- قراءة في ملحمة الخلق البابلي (الإينوما إيليش)
- يا بعيد ...ما أبعدك!
- مزرعة الحيوان (جورج أوريل1903-1950)
- العامل والمجتمع الصناعي
- من باع فلسطين ؟
- اليهود أقربائي وألمسيح إبن الله: قراءة في الثقافه الزراعية و ...
- الثقافه العبرية هي :أصل الثقافة العربية
- بداية الحضاره كانت في الشرق بسبب المناخ المعتدل: قراءه في تا ...
- قراءه في ملحمة الخلق البابلي
- قراءة في قصة اليهود خارج الموروث الديني
- النظام العشائري الأردني نظام ثقافي وليس بيولوجي


المزيد.....




- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - البطل التاريخي الذي لم يظهر على خشبة المسرح