أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - فائق اليوسف - لئلا يكون العالم غابة صغيرة....!














المزيد.....

لئلا يكون العالم غابة صغيرة....!


فائق اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2084 - 2007 / 10 / 30 - 10:23
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


جاءت الشبكة العنكبوتية ضمن ثورة الاتصالات الهائلة، كي تسهم في تغيير وقلب الكثير من المفاهيم رأساً على عقب، ولكي نجد- فوراً- أن صراع الطبقات قد وجد لنفسه مكاناً ضمن هذا العالم نفسه، ولنكون بالتالي أمام متوالية صراعات لاتنتهي، حيث تحاول كل قوة إمبريالية أن تشدّد قبضتها على خيوط هذه الشبكة تتحكم بها، تستفيد منها، وتوجه دفتها كما تريد، لتحقيق مصالحها دون غيرها، وبخاصة في ظل غياب الروادع، وغياب تشكل الأخلاقيات المطلوبة.
وإذا كان من إنجازات بعض من يسيؤون استخدام الشبكة العنكبوتية من القوى الاحتكارية الخفية هو إطلاق صورايخ مبرمجة على أجهزة الحواسيب والتحكم بها عبر الأقمار الصناعية، وهو ما يولد ثقافة «الهاكرز» لدى بعض الأفراد الذين يتأثرون بثقافة الاستهلاك، كوجه آخر لردع إرادة غيرهم لابل والشعوب، لتتناسق هذه السلوكية مع أدوات حربية أخرى قد تصل إلى الهدف خلال لحظات لإنزال جوي، عبر مروحية ما – مثلا ً – أومن خلال رمي قنابل تختلف من حيث بنيتها، فإن هذا الانجاز يشكل اختراقاً لقوانين حقوق الإنسان، من شأنها أن تدمر أمماً ودولاً وتبيد شعوباً وتزيل آثار حضارات قديمة، ولغات كثيرة من الوجود (وهو ما دفع منظمة اليونسكو منذ العام 1996 للقيام بدراسة أسباب اندثار اللغات في ظل مهب هذه الثورة)، وتعين القوي على الضعيف وتمحو حضوره، وتسخر من كل ما من شأنه الاستفادة منه، للعمل في مطبخها السياسي والعسكري.

وإذا كانت الإمبريالية، قد تركت مجالاً صغيراً لتصفح «النت» والتراسل عبر الانترنت، بعد فرض قيود بحجة إنها الراعي الرئيس للاتصالات، فلقد باتت بعض الجهات في دولٍ عديدة، تمارس بدورها حجب خدمات كثيرة من الانترنت عن شعوبها، لتدخل ضمن دائرة ممارسة سطوة القوة على الأضعف خلال المتوالية المعروفة، وإن كانت هذه السياسة- أصلا- تصب في النهاية في سلة قوى الشر الأكبر، التي تتنفس الصعداء أمام سلوك القوى الأضعف في ممارسة انتهاكاتها في هذا المجال.

إلا أن مشروعاً عالمياً، لا بدّ وأن يتم بإجماع عالمي، وليس بنزاهة معاهدة 1919، التي غضّت النظر عن تعديات على حقوق الضعفاء، رغم أنها خرجت بإجماع شبه عالمي آنذاك، وإن هذا المشروع يجب أن يتمّ في دولة محايدة، وأن يراقب عن طريق إعلام محايد، مصون بموجب صكوك من الأمم المتحدة، والتي يجب أن تثبت حياديتها في تبني القرارات الدولية.

كما ويكون الراعي الوحيد لهذه النظرية الأمم المتحدة في حال بدلت مواقفها الهشة من قضايا الشعوب، وانتقلت إلى مرحلة أكثر استقلالاًً ونزاهة، ويفضل أن يكون مقرها في بلد بعيد عن سطوة الأدوات غير الحيادية، وإلغاء مفهوم الأعضاء دائمي العضوية في مجلس الأمن، أو التهديد بالانسحاب من منظمة الأمم المتحدة.

ومن هنا يمكن التحول باتجاه أن تكون البشرية – بكاملها- شريكاً في هذه الإنجازات المعلوماتية، مسهمة في تشكيل نظرية متفق عليها، بعيداً عن نظرية «العالم قرية صغيرة» التي تتحول إلى «العالم غابة صغيرة»، ويأكل القوي فيها حقوق الضعيف ويلتهمه على امتداد خريطة المعمورة، التي تشكلت -أصلاً- بموجب ثقافة القوة ونزولاً عند نزوة الشر الرأسمالي، والتهام القوي الضعيف وابتلاعه، عبر ثقافة غابية ما تزال مستمرة وتزداد توحشاً.



#فائق_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة مصدر معاناة العمال
- الفساد في التعليم المفتوح..أسئلة برسم وزارة التعليم العالي؟؟
- موسم المعسكرات الرياضية السنوية:نادي الجهاد موزعاً خلف شاشات ...
- التعليم المفتوح بين المطرقة والسندان
- إني أقرع الجرس:ماالذي يمكن فعله إزاء ظاهرتي التشيّع والتبشير ...
- انتخابات على إيقاعات رؤوس الأموال
- الدور الانتخابي التاسع والفراغ الكردي
- الكرد في سوريا
- دموع مواطن فقير
- دموع مواطن فقير!
- حزام المدينة


المزيد.....




- أم سجنت رضيعتها 3 سنوات بدرج تحت السرير بحادثة تقشعر لها الأ ...
- لحظات حاسمة قبل مغادرة بايدن لمنصبه.. هل يصل لـ -سلام في غزة ...
- فصائل المعارضة السورية تطلق عملية -ردع العدوان- العسكرية
- رياح عاتية في مطار هيثرو وطائرات تكافح للهبوط وسط العاصفة بي ...
- الحرب في يومها الـ419: إسرائيل تكثف قصفها على غزة ولبنان يتر ...
- مبعوث أوروبي إلى سوريا.. دعم للشعب السوري أم تطبيع مع الأسد؟ ...
- خريطة لمئات آلاف الخلايا تساعد على علاج أمراض الجهاز الهضمي ...
- وسائل إعلام: على خلفية -أوريشنيك- فرنسا تناقش خطط تطوير صارو ...
- مصدر: عمليات استسلام جماعية في صفوف القوات الأوكرانية بمقاطع ...
- مصادر تتحدث عن تفاصيل اشتباكات الجيش السوري مع إرهابي -جبهة ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - فائق اليوسف - لئلا يكون العالم غابة صغيرة....!