|
الحياة والموت في نظر الحكومة السورية
انطوني دانيال
الحوار المتمدن-العدد: 2084 - 2007 / 10 / 30 - 10:14
المحور:
كتابات ساخرة
الحياة نقيض الموت والموت نقيض الحياة أما أن تتساوى الحياة مع الموت فهي إحدى أعاجيب الحكومة السورية . فالحياة طبعا ليست التي يعيشها المواطن السوري الشريف الفقير والمستضعف بل الغني المهيب المسئول فموت الفقير هي أضحية لحياة الغني والمسئول . ما جعلني أخوض غمار الكلمات حزني الكبير على هدر الطاقة في سوريا وخاصة المياه فمنذ أمد بعيد تعاني سورية من قلة المياه وكنا دائما نلمس ذلك من صلاة الاستسقاء هذا كل ما كنا نفعله أما أن تتخذ الحكومة إجراءات على ارض الواقع لحل هذه الأزمة فهذا محال وبعيد عن ايديولوجيتها فاهتمامها الأول والأخير كيف تفلس الشعب عبر إجراءات غلائية وضرائب عشوائية حتى صار هذا البيت الشعري حقيقة ( رأيت المنايا خبط عشواء من تصب تمته ومن تخطا يعمر فيهرم ) . فمن يسمع الحوارات والحلول المطروحة لحل أزمة المياه وبالتالي الكهرباء يبكي من كثرة الضحك منها تقليل حجم جهاز الطرد / النياكارا / للمرحاض الإفرنجي. صعقني هذا التفكير وهذه العبقرية العجيبة فهؤلاء يريدون من الشركات العالمية والمحلية والمصانع والمعامل والمستوردين والمنافقين والضالين أن يصنعوا جهاز على مقاسهم ربما يريدون أن يدخلوا موسوعة غينيس للأرقام القياسية والإبداعية وكأنهم حلوا المشكلة وأوقفوا هدر المياه . بل نسوا أن يحلوا أيضا مشكلة التواليت العربي ربما فيما بعد يصدرون قانون يحق للمواطن بموجبه الخروج إلى التواليت مرتين في اليوم فقط ومن يخالف ذلك يستعمل بامبرز . ربما أيضا يمنعون استخدام المغطس /البانيو/ في المنازل والحمامات العامة . ولكن الغريب لم يتذكروا المسابح في منازلهم وحدائقهم الغناء ونوافيرهم الرقراق وفي منازل أصدقائهم من المتنفذين والمسئولين والمرعبين. وأيضا علمت أن هناك حلا مطروحا لتمديد شبكات جديدة للمنازل فقط من اجل الغسيل والتنظيف أي غير صالحة للشرب . عجيب أمر هؤلاء المفكرين فهم اعلم الناس بان المياه الواصلة الآن إلى المنازل بفعل اكبر المضخات لا تصلح لشرب الدواب فكيف نشرب منها نحن . نسوا ايضا كلفة هذه الشبكة الجديدة من حفر وتخريب وتمديد وتزفيت وتشفيط . بل حسبوا ما يدخل جيوبهم عبر مشاريع جديدة واعمار موتى . حتى أصبحت مداخل البنايات شبكة عنكبوت من الخراطيم والمحركات وأصوات الطواحين وسرقة الكهرباء . ولم يفكروا بزيادة قوة ضخ المياه لتوفير كل ذلك فهم يعيشون في فيلات وطوابق مرفهة عازلة كتيمة نظيفة مركبة بأحدث الطرق ومجهزة لغسيل سياراتهم وحدائقهم ونفخهم وطبخهم وجهلهم. أليست سيارات المسؤلين والمدراء ورفاقهم تستهلك مياه كل يوم أكثر من حي سكني كامل . أيضا تناسوا أن يسرعوا بتنفيذ محطات المعالجة وإعادة استخدام المياه المعالجة وصنابير التوفير للاماكن العامة والحنفيات المخلوعة والمفتوحة والمنزوعة والبلد المفجوعة بحكومتها المعجوقة.وما إلى هناك من حلول كثيرة وبسيطة ولا تكلف البلد والمواطن شيئا ولكن هذه لا تخطر على بالهم لأنه سلفا لا يفكرون إلا بأنفسهم . وللحقيقة المسئول والغني يوفر في المياه كونه يستعمل الجلاية والفقير هو من يهدر المياه لأنه ليس بامكانه امتلاك جلاية متى ستتخذ الحكومة اجراءات لدعم الفقير واحياءه ودعم البلد من خلاله والحفاظ على طاقتها أليس دعم امتلاك الفقير وكل المواطنين لجلاية توفر الكثير من المياه ويستفيد المواطن من الفترات الزمنية لذلك وسائل الجلي المهدورين ولكن ربما للحكومة العليمة الحليمة مغزى من ذلك فهي تحب مواطنيها وترعاهم وتحميهم وتسلبهم فهي تعمد إلى تسليتهم عبر قضاء ساعات للجلي لان ليس لديهم مكان يذهبون إليها سدت عليهم كل منافذ الحياة . وأصبح الموت هو الحياة بالنسبة إليهم . بالنتيجة هناك من يموت ليحيا الآخر هذا ما عايشته شعوبنا منذ زمن الثورات والنضال والقتال من اجل الشرف والكرامة ماتوا أجدادنا من اجل أن نحيا ونحن اليوم نموت من اجل أن يحيا المسئول والغني والنصاب والحرامي يا ليت أجدادنا لم يموتوا ولم نحيا نحن . لأننا اليوم نموت آلاف المرات ( ارحمونا يرحمكم الله )
#انطوني_دانيال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جراميز الاجهزة الامنية
-
الديمقراطية -الجزء الثاني
-
تلميذ
-
الديمقراطية
-
الليبرالية خيار ام حالة في سورية
المزيد.....
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|