|
أبداً لن يكون هناك من فشل كوني لا امتلك اي مساحة للفشل
محمود نزال
الحوار المتمدن-العدد: 2084 - 2007 / 10 / 30 - 06:28
المحور:
الادب والفن
كلمات كتبتها انسانة عزيزة على قلبي عيناها ليست سوى انعكاسا لأفكارها ، اسأل الله ان يديم عليها نعمة العقل ويوفقها في الحصول على ما تحب وترضى، استفزتني كلماتها وجعلتني اتذكر اناسا عظماء سجلهم التاريخ، اذكر من هؤلاء هيلين كيلر عندما قالت ان الحياة إما أن تكون مغامرة جرئيه ... أو لا شيء ، وايضا اعادت لي الذاكرة لونستون تشرتشل عندما قال بان الإجابة الوحيدة على الهزيمة هي الانتصار، ولكن هؤلاء وغيرهم بما فيهم تلك العزيزة لم ولن يمنعوني من السؤال والتساؤل حتى انني اذكر باني ابلغتها بأن النجاح لا يقاس بالموقع الذي يتبوأه المرء في حياته .. بقدر ما يقاس بالصعاب التي يتغلب عليها ، واذكر انها لم تعترض على ما قلته مما جعلني اشعر بالارتياح رغم اني لا اذكر اننا اختلفنا في هذه الحياة الا مرة واحدة، وكان خلافنا بالاتفاق على ان نختلف في تلك المرة، يومها قلت لها ما رأيك ان نتفق على ان نختلف هذه المرة؟ ابتسمت واتفقنا على ان تختلف. ما جعلني اكتب هذه السطور هو الظروف التي امر بها على الصعيد الشخصي، ما امر به هذه الايام حاولت الاجابة عليه تلك العزيزة وجعلتني افتش عن كلمات جون جاردينر الذي قال اننا ندفع ثمنا غالياً من جراء خوفنا من الفشل. إنه عائق كبير للتطور يعمل على تضييق أفق الشخصية ويحد من الاستكشاف والتجريب، فلا توجد معرفة تخلو من صعوبة وتجربة من الخطأ والصواب .... وإذا أردت الاستمرار في المعرفة عليك أن تكون مستعداً طيلة حياتك لمواجهه خطورة الفشل. اخاف من الفشل، وما يخيفني اكثر كلماتها حين تساءلت فهل للدرب المستحيل من وصول.. لنتفادى.. انكسار الاعتذار عن الفشل؟؟ هل سننكسر ايتها الجميلة؟ عاهدتك بان لا ننكسر ولكن ما يخيفني سيدتي هو هذه الحياة، هذه الحياة التي تسحق الوعود واحدا تلو الاخر هذه الحياة التي جعلت الناس مختلفين شكلا متفقين جوهرا زمن يكثر فيه الجرذان نراهم في كل مكان في الشوارع في الحارات في الأزقة و في معظم الأماكن العامة والفنادق الفاخرة والمطاعم التي كم تمنيت لو اني استطيع مرافقتك الى احدها كي نتناول وجبة كما يفعل الجرذان الذين يسرقون ويصادرون الخبز من افواه الجائعين. هذه الحياة التي نحيا فيها عصر التجمل والتحايل بالكلمات وعلى الكلمات، عصر لا يتيح لك فرصة حتى للبقاء في المنطقة الوسطى، فإما أن تكون مخادعا أو مخدوعا،قاتلا أو ضحية، ثريا أو فقيرا، غريبة انت، ما زلت تتساءلين لماذا؟ سيدتي الم اقل لك باني انسان؟ يومها قلت لي وامالي وثقتي بك كبيرة وعالية، عندها قلت لك وهذا ما يخيفني اكثر، لقد طيبت خاطري وقتها ببعض الكلمات وقلت لي بانك ستقفين بجانبي حتى الرمق الاخير وانك مستعدة للتضحية، ولكن عندها اجتاحتني مشاعر وتساؤلات تسيطر علي حتى هذه اللحظة، من هذه المشاعر والتساؤلات ما اراه من حاجات لم تعد قابلة للتحجيم، والنهم غير المتناهي وراء البحث عن مصادر الثروة والسلطة والجاه، والجوع المعتق الذي يجعل الواحد منا ينفلت حتى من ذاته كي يشبع حاجات لا تحدها حدود، والظمأ الذي تعجز عن إطفائه مياه المحيطات . هذه التساؤلات لن يكون لها وقعها على من لم تدمن تلقي الصدمات بعد. أدرك يا عزيزتي كم هو مؤلم الشعور عندما تقراين كلماتي ولكن الأكثر إيلاما هو أن احبس كل هذه التساؤلات بداخلي دون ان اشاركك اياها. عزيزتي، من أعماق قلبي أتمنى أن نحظى كلانا بأوهام أخرى بديلة، بأناس آخرين نثق بهم، بوجوه تشعرنا بأن بعض الصدق لا يزال موجودا وبعض من براءة ووفاء، أخشى أن تصبح تلك الوجوه وتلك الملامح صور متخيلة حبيسة داخل إطار لكن ما أخشاه أكثر هو أن نحاول فك الإطار وإطلاق سراحها ، حينها قد نطلق الصورة تلو الصورة ونتلقى الصدمة تلو الصدمة لنعود أنت وانا داخل الإطار صامتين ، مصدومين ومستجيبن لنداء الحاضر نداء الاقتصاد المعرفي، نداء اقتصاد القرن الواحد والعشرين، نداء اقتصاد الدعارة، نداء ....... التي تقض مضجعي، نداء ........................ لقد قلت ان الله خلقنا وزرع بين جوانحنا هذا الخافق.. الذي تسعده قطرة ندى.. ويشقيه بُعد المدى.. فهل إذا ما رق الخافق نركع للألم؟.. هل إذا ما حاصرته العاصفة نخضع للوهم؟.. لا.. وألف كلا.. فما قيمة الذات إن انكسر الإنسان إذن؟.. وما نفع الشكيمة إذا انهارت قواه؟.. نعم هناك ألم أكبر من كل ألم.. ونعم هناك حيرة أقسى من كل حيرة.. ونعم هناك عذاب أعمق من كل عذاب.. لكن.. في المقابل هناك اللاانهيار.. ومستحيل السقوط.. ورفض الانكسار..!! وقلت ايضا إلى درب مستحيل الوصول.. تقودنا.. وفي طريق قاسي الألم.. ترمينا.. وتتركنا.. لننحت الصخر.. ونصقل الحجر.. وهي أبداً لا تقبل منا في نهاية المطاف.. كلمة اعتذارٍ عن فشل........
فهل للدرب المستحيل من وصول.. لنتفادى.. انكسار الاعتذار عن الفشل؟؟
فانا تعبت وانا الان مرهق جدا، اتمنى ان تنشق الارض وتبتلعني
#محمود_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما بين الممكن والمستحيل
-
دون معنى
-
الى الذي
-
دور الثقافة والتعليم في تعميق وترسيخ الازمة الانسانية
-
توأم الروح... أنشودة المطر
-
أيها الألم المسافر ما بين أحلامي وبيني
-
كل الأشياء قد تتعب .........
-
تناقضات نفس ..........
-
لا تقل كيف !
-
صلاة في معبد العشق
-
بؤس ثقافة
-
فوضى إحساس
-
ارحل أيها الثلج
-
ارحل أيها العيد
-
ضياع
-
أوقفوا ثقافة الموت والكراهية قبل أن يلعنكم التاريخ وتبصق علي
...
-
تنمية الموارد البشرية ودور التعليم في رفع فعاليتها في الأراض
...
-
حراك اجتماعي أم عراك ثقافي؟!
-
اهذا هو الوطن؟!
-
صفد وعين اذار
المزيد.....
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
-
أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد
...
-
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
...
-
-لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|